"مبادرة السعودية الخضراء".. لمستقبل أكثر استدامة    وزير الخارجية: الإبادة الوحشية في غزة أكبر اختبار للنظام الدولي    رئيس مجلس الشورى يستقبل أعضاء مجموعة الصداقة التركية - السعودية في البرلمان التركي    نائب وزير الخارجية يستقبل سفير جمهورية تركمانستان لدى المملكة    تشكيل النصر المتوقع أمام السد القطري    نائب أمير الرياض يستقبل رئيس مجلس إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بالرياض "مكنون"    وزير الخارجية يلتقي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير خارجية العراق    أمير المدينة يتسلم التقرير السنوي لأبرز إنجازات القوة الخاصة للأمن البيئي    خادم الحرمين وولي العهد يهنئان رئيس الإمارات بمناسبة ذكرى اليوم الوطني لبلاده    محافظ الخرج يستقبل العميد القحطاني لانتهاء فترة عمله مديراً لمرور المحافظة    نائب أمير مكة يُدشن مشاريع للهلال الأحمر ويطلع على منجزات خدمة ضيوف الرحمن    المملكة تفوز برئاسة لجنة الملاحة الجوية في المنظمة العربية للطيران المدني    تركيا وإيران تتفقان على تصفية «المجموعات الإرهابية» في سورية    تحت رعاية خادم الحرمين.. انعقاد «مؤتمر ومعرض الحج» في نسخته الرابعة.. يناير القادم بجدة    رحم الله الشيخ دخيل الله    الشورى يطالب" العقاري" بدراسة خصم المبالغ المتبقية في السداد المبكر    جامعة الأميرة نورة تُنظِّم معرض "مستشارك في دارك"    "سدايا" تصدر وثيقة إطار تبني الذكاء الاصطناعي لتعزيز الاستخدام الأخلاقي لهذه التقنيات المتقدمة بالسعودية    بايدن يتراجع ويعفو عن نجله هانتر    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 27 إلى لبنان    أكاديمية الإعلام السعودية تحتفل بتخريج الدفعة الأولى من المتدربين    المركز الوطني يعتمد تأسيس جمعية " ارتقاء " للخدمات الصحية بمحافظة أضم    الشؤون الإسلامية تواصل تنفذ جولاتها الرقابية على الجوامع والمساجد بأبي عريش وفيفا    وفد من مؤسسة سليمان الراجحي في جولة تفقدية لجمعية التوعية والتأهيل الاجتماعي بمنطقة جازان    ضمن فعاليات شتاء جازان…انطلاق بطولة مكاتب تعليم جازان للرياضات الشاطئية    أسرتا باجنيد وطراد تحتفلان بزواج أحمد    الإعلانات غير المأذون لها.. إلى متى؟    سعود بن بندر يهنئ مدير اتصالات الإقليم الشرقي    أهمية توثيق الأعمال لتجنُّب النزاعات المستقبلية    زواجاتنا بين الغلو والفخامة والتكلُّف والبساطة (1)    آهٍ منك يا "نجم"    100 خدمة عدلية يوفرها تطبيق «ناجز»    «واتساب» يتيح متابعة القنوات برموز ال QR    ياباني يقتحم ألف منزل للتخلص من التوتر    الصندوق الثقافي يُسدل ستار مشاركته في النسخة الثانية من «بنان»    دوِّن أهدافك وعادي لا تحققها    نحو فن مستدام    ميلا الزهراني.. بدوية في «هوبال»    الخصوصية الثقافية والعلاقة مع الآخر    تركي آل الشيخ يطلق الإعلان التشويقي لمواجهة أوزيك وفيوري في موسم الرياض    الأخضر السعودي والعودة للطريق الصحيح    في افتتاح الجولة 12 من دوري" يلو".. الفيصلي يستقبل الجندل.. والنجمة يواجه جدة    فابينهو وعوار مهددان بالغياب    الشتاء والاعتدال في الشراء    فواكه تسبب «تآكل» الأسنان    5 أمور لا تفعلها على مائدة الطعام    الراحة في النوم على الأريكة.. ماذا تعني ؟    احذر.. مواضيع غير قابلة للنقاش أمام الأطفال    32 جولة رقابية لوزارة الصناعة يوميا    إلزامية الداش كام    آسيا.. «مجنونة»    قبل وصول ترمب !    التصحر مرة أخرى    أمير تبوك يزور الشيخ أحمد الخريصي في منزله    القصة القصيرة في القرآن    الأمير تركي بن محمد بن فهد يستقبل سفير قطر لدى المملكة    أمير تبوك يستقبل المواطن مطير الضيوفي الذي تنازل عن قاتل ابنه    أمير تبوك يقف على المراحل النهائية لمشروع مبنى مجلس المنطقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مقهى "الحرية" القاهري واحة الاختلاف
نشر في الحياة يوم 11 - 09 - 2002

"نلتقي في "الحرية" عند السابعة مساء" قالت صديقتي، و"الحرية" هذه ليست مصطلحاً يفيد التحرر والاستقلال، هو مكان يجمع في ارجائه انماطاً من البشر يختلفون في الجنسيات والاهتمامات والاهداف. انه "مقهى الحرية" القابع عند مفترق طرق في منطقة "ميدان التحرير" في القاهرة، وتحديداً في شارع باب اللوق.
أنشئ المقهى في الثلاثينات من القرن الماضي، ولا يزال يحتفظ بطراز ذاك الزمن، صالته واسعة وديكوره قديم، طاولات رخامية وجدران تتوزع عليها المرايا والإعلانات القديمة.
تجتمع في "الحرية" تناقضات الحياة والمفاهيم، يبدل زبائنه كما تبدل العرائس ثياب السهرات: الصباح للرواد المصريين من المتقاعدين والمسنين، والمساء للسياح والطلاب والشباب المصري الباحث عن فسحة حرية في ظل مجتمع تقليدي ومحافظ لا يحبذ احتساء الخمور وتدخين الشيشة.
"أهم ما في المقهى انه يجمعنا بشلتنا التي تشبهنا في مكان بسيط ويناسب وضعنا المادي، ولا يشبه النوادي المترفة المنتشرة في انحاء القاهرة"، هكذا تعرّف دنيا المكان الذي تقصده يومياً للقاء الاصدقاء من دون موعد مسبق. وللمناسبة شلة دنيا فئة متحررة من الشباب المصري تختلف عن غيرها، ليس فقط بالمظهر، إنما أيضاً بالافكار والاهداف والتصرفات. القاسم المشترك بين هؤلاء الأصدقاء هو البحث عن الحرية والحياة في ظل ظروف غير مشجعة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، في حين يقصد السياح المقهى كونه مكاناً ذا خصوصية مصرية، ربما تعرفوا إليه من طريق الافلام والمسلسلات التي تغزو القنوات الفضائية، أو تناهت الى مسامعهم اخباره وما يتمتع به من خليط مميز .
وفي "الحرية" يلتقي المرء بنوع من الزبائن الذين تتقاسمهم مقاهي المدينة، يتنقلون بينها بحثاً عن تسلية أو عن زجاجة خمر وان كانت من النوع الرخيص، لا فرق، المهم تمضية الوقت والعمر مع آخرين.
ولكي تكتمل صور الحرية في المقهى، لا تُفرض قوانين معينة للجلوس والتصرف. فهناك تُلقى بقايا قشر الترمس المرافق لمشروب البيرة الوطني على الارض، وكذلك رماد السجائر وأغطية القوارير. وهذا تصرف يتساوى فيه الجميع وإن اختلفت الغاية. فعامل المقهى ينظف ما تبقى على الطاولة من بقايا ليلقي بها على الارض - لأن تنظيف أرض المقهى أسهل من تلميع الطاولات - ويجاري السائح العامل في تصرفه هذا رغبة منه في التفلت من قوانين آداب المائدة التي يحترمها في أمكنة أخرى، ومن يصر على قوانين النظافة سيجد ان لا حول ولا قوة له سوى اللحاق بركب الرواد والانصياع الى نصيحة عامل المقهى برمي ما يرغب برميه على الارض.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.