الخرطوم، اسمرا - "الحياة" - أعلن النائب الأول للرئيس السوداني علي عثمان محمد طه أن حكومته ستتبنى في المرحلة المقبلة "سياسة الانفتاح داخلياً والباب المفتوح خارجياً". واعتبر "ان حق تقرير المصير لجنوب البلاد امتحان عسير للحكم، لكنه قادر على تجاوزه". وأوضح في لقاء جماهيري في مدينة كسلا المتاخمة للحدود الاريترية، ان "القوى التي سعت إلى اسقاط الحكومة فشلت في هدفها على رغم احتفاظها بأهدافها، ما أدى إلى خلق وضع جديد يتجه إلى السلام". وحرص على تأكيد أن حكومته "لم تقدم أي تنازلات أو تتراجع وستعمل بسياسة افسحوا يفسح الله لكم للم الشمل لأن القصد هو الانتصار للمنهج لا الانتصار للنفس أو تصفية الحسابات السياسية". ووجه طه رسالة إلى الوفد السوداني المفاوض في مكاكوس مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان"، قائلاً: "نريد سلاماً لا يهدم ما بنى ولا ينقض ما غزل، سلام عادل يحقق وحدة السودان ويحفظ الشريعة". على صعيد آخر أ ف ب، اتهم الحزب الاتحادي الديموقراطي السوداني بزعامة محمد عثمان الميرغني الحكومة السودانية وحزب المؤتمر الوطني الحاكم ب"التآمر لاضعاف الأحزاب المعارضة وتفتيتها". وأفاد بيان وقعه الأمين العام للحزب الاتحادي سيد أحمد الحسين ان "سياسات النظام والحزب معروفة بفقدانها الصدقية وتآمرها الهادف إلى تفتيت وحدة الأحزاب السياسية". ويأتي موقف الحزب بعد بيان صادر عن حزب المؤتمر الوطني يؤكد انضمام محمد سر الختم الميرغني، ابن عم محمد عثمان الميرغني، إلى صفوفه. وتابع بيان الحزب الاتحادي ان "الحكومة تواصل سياستها الرامية إلى اضعاف الأحزاب الأخرى عبر اغراء أفرادها بواسطة المال والمناصب". يذكر أن منشقين عن حزب الأمة قرروا في ختام مؤتمر عقد الشهر الماضي تعيين مبارك الفاضل المهدي رئيساً للحزب بدلاً من ابن عمه رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي. وأعلن البيان تأييد الحزب الاتفاق الموقع بين الخرطوم و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، ووصفه بأنه "خطوة في الاتجاه الصحيح"، ودعا إلى توسيع حلقة المشاركة في المفاوضات المقبلة. بيان "التجمع" وفي اسمرا، اختتمت امس اجتماعات قيادة "التجمع الوطني الديموقراطي" المعارض التي استمرت ثمانية ايام، باعتبار أن الاتفاق بين الحكومة السودانية و "الحركة الشعبية لتحرير السودان" "حوى معالجات ايجابية تتفق مع رؤى التجمع"، لكنها اشارت الى "نواقص وسلبيات". وطالب التجمع باشراكه في المفاوضات "والى أن يتم ذلك ستلتزم الحركة الشعبية بالموقف التفاوضي للتجمع في كل جولات المفاوضات المقبلة". وقررت قيادة "التجمع" وضع خطة تحرك باتجاه الدول المعنية لشرح موقف المعارضة و"مخاطر الحلول الجزئية"، والعمل على "تطوير الحركة الجماهيرية في الداخل والخارج". وخلا البيان من الاشارة الى العمل المسلح كما درجت بيانات "التجمع" في الماضي. ورأى مراقبون أن اجتماعات "التجمع" بدأت بوصول زعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق الى اسمرا وانتهت عمليا بمغادرته بعد ثلاثة ايام.