بيروت، لندن - "الحياة" -القدسالمحتلة - أ ف ب، رويترز - عاد التوتر أمس الى منطقة الحدود اللبنانية - الاسرائيلية منذراً بفصل جديد من "تبادل الرسائل والتهديدات". فبعد أربعة أشهر من الهدوء قصف "حزب الله" أمس مواقع اسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة ما أسفر عن سقوط ثلاثة جنود جرحى اصابة احدهم خطرة على حد ما ذكرت اذاعة الجيش الاسرائيلي. وفي لهجة اتسمت بقدر كبير من التصعيد وجه وزير الدفاع الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر تحذيراً الى سورية ولبنان. وقال في بيان أصدره بعد الحادث ان "الاستفزازات والهجمات ضد اسرائيل تتواصل. وأصر على أن أقول بوضوح للسوريين واللبنانيين انهم، بهذه الطريقة، يلعبون بالنار". ووصف ناطق باسم الجيش الاسرائيلي هجوم أمس بأنه "الأكثر خطورة" في هذا القطاع منذ أكثر من أربعة أشهر. وكان "حزب الله" شن في نيسان ابريل الماضي سلسلة هجمات على مواقع اسرائيلية دفعت الدولة العبرية الى توجيه انذار الى سورية فسارعت واشنطن الى ممارسة ضغوط على دمشق أثمرت توقفاً للهجمات في جنوبلبنان. وبث تلفزيون "المنار" التابع ل"حزب الله" ان هجمات أمس استهدفت "موقعي الاحتلال في رويسات العلم والسماقة داخل مزارع شبعا اللبنانيةالمحتلة". ورأت مصادر ديبلوماسية غربية ان ما يضاعف من خطورة حادث أمس هو الغيوم المتلبدة في الأجواء الاقليمية، ذلك ان المنطقة تعيش على وقع التهديدات بعملية عسكرية أميركية قاصمة ضد نظام الرئيس صدام حسين فضلاً عن التطورات في الضفة الغربية وغزة. وأضافت المصادر: "انه بعد نجاح سورية في ضبط "حزب الله" في مناسبات سابقة صار ينظر الى عمليات الحزب التي تخرق الهدنات غير المعلنة على أنها رسائل سورية على الأقل في جانب منها". وأقرت المصادر ان هجمات أمس تحمل في طياتها تذكيراً بالقدرة على فتح جبهة جديدة في الشرق الأوسط إذا ما أصرت الولاياتالمتحدة على تجاهل اللاعبين المؤثرين في استقرار جنوبلبنان وهما سورية و"حزب الله". وقللت المصادر نفسها من احتمال اضطلاع ايران بدور في التصعيد، مشيرة الى "أن طهران لا تستطيع اطلاق مغامرة قد تلحق الأذى بدمشق". ويذكر ان حكومة شارون تتعامل مع هجمات "حزب الله" بوصفها "رسائل سورية تشكل نوعاً من الحرب بالواسطة"، وسبق أن ردّت على مثل هذه الهجمات باستهداف مواقع للقوات السورية في لبنان.