تشبعت الفنانة الشابة هند عاكف بشتى انواع الفنون منذ صغرها، وشاركت في غير عمل فني للاطفال وهي في المرحلة الاعدادية والثانوية قبل أن تلتحق في كلية التجارة. ثم عرفها الجمهور عن قرب في مسلسل "السبنسة" حيث جسدت شخصية فتاة خرساء، ومسلسل "كلام رجال" الى جانب مسرحيات "خيل الحكومة" و"العسكري الاخضر" و"جنون البشر" وشاركت في افلام سينمائية ابرزها "همس الجواري" لنادية حمزة و"مسجل خطر" أمام عادل امام و"جبر الخواطر" أمام شريهان واخراج عاطف الطيب، وقدمت عدداً من المسلسلات التي تنتظر عرضها على شاشة التلفزيون. لماذا لم يشاهدك الجمهور منذ فترة طويلة؟ - اعاني كثيراً عدم عرض اعمالي على شاشة التلفزيون المصري، على رغم عرضها على شاشة العديد من المحطات العربية. ولقد جسدت اخيراً عدداً من الادوار المهمة التي ستكون بمثابة المحطات الجديدة في حياتي الفنية في عدد من المسلسلات منها "اوتار التغريبة" أمام عمر الحريري وشويكار، و"في بيتنا كنز" والعملان من اخراج حسن الصيفي و"مقام سيدي المالطي" امام ابو بكر عزت وتأليف فريد عبدالحميد واخراج مسعد فودة وأجسد فيه شخصيتين مختلفتين تمران بالعديد من المراحل ومسلسل "لعبة الحياة" من اخراج كمال الشامي. لماذا خابت توقعات الكثر في ان تكوني امتداداً لعمتك الفنانة الراحلة نعيمة عاكف؟ - لان المجال الفني لم يعد كما كان ايامها، فلم يعد هناك استعراض حيث ان افلام الاستعراض مكلفة، واقتصر الامر على الفوازير الرمضانية والتي غابت اخيراً عن التلفزيون، ولم يعد هناك المنتج الجريء الذي فعل ما فعله حسين فوزي حين شاهد عاكف وتبنى موهبتها واعتبر نفسي امتداداً لها كإسم واحاول قدر جهدي تقديم اعمال جيدة. وماذا استفدت مما قيل لك عنها؟ - انها كانت شديدة الحرص على الظهور في صورة جيدة أمام الكاميرا الى درجة انها كانت تحفظ دورها وتجسده غير مرة امام المرآة قبل أن تذهب الى البلاتوه وبعيداً عن الفن فهي لم تقترب من اي نوع من المكيفات وتأكدت من خلال من عملت معهم انها كانت تحب الاخرين من دون حدود وكريمة من دون حدود مع الجميع. وكوني من اسرة فنية وانتمي الى عمتي حمّلني مسؤولية الا اعمل اي شيء يسيء اليها سواء في فني أو صداقاتي وكذلك في علاقاتي الشخصية. من يعجبك من ممثلات الاستعراض؟ - شريهان لانها متميزة في الحركة، ونيللي صاحبة الاداء الراقي والرقيق، الى جانب الراحلة سعاد حسني والتي لن تتكرر بادائها وخفة ظلها ودمها. ماذا تقولين في من سبقنك من فتيات الجيل الجيد في مجال السينما؟ - المسألة تعود الى اختلاف في وجهات النظر، وهناك عدد كبير من القائمين على العملية الفنية متشبثون ببعض الفتيات ويعتقدون ان الساحة الفنية ليس فيها غيرهن، وهذا قد يجعلني لا اعمل كثيراً في السينما أو لا اعمل نهائياً. وكل شخص على أي حال يأخذ نصيبه وفرصته. وأنا اعتبر ان الفرصة لم تأتني بعد وغيري من بنات جيلي بدليل ان رانيا فريد شوقي لا تعمل في السينما وهي ممثلة جيدة جداً واستعراضية. أنا ارى ان هناك افلاماً كثيرة تصلح لامثالنا، لكن هناك اسماء بعينها تتكرر باستمرار في الافلام، وهذا يعود الى المنتجين والمخرجين الذين لا ينظرون الا الى ثلاثة او أربعة اسماء، والغريب أن جيلنا من الشباب اصبح ابناؤه نجوماً منهم محمد هنيدي وعلاء ولي الدين وأحمد السقا وأحمد آدم وهاني رمزي وماجد المصري، ولا يوجد في مقابل هؤلاء فتيات من جيلنا. لذلك أقول للمخرجين والموزعين لماذا تحاولون دفن جيلنا الذي يعد الفن بمثابة كل حياته، ونحن مع ذلك نصارع ولن نستسلم. وما رأيك في السينما الشبابية؟ - كان لا بد من وجود ممثلين شبان يمثلون الشباب العربي بحق. ولكن المدهش انه كما لا توجد نجمة حالياً تصلح لتجسيد شخصية فتاة جامعية. وحدها يسرا كانت كذلك لكنها وهو ما انتهت اخيراً اتجهت الى تجسيد ادوار الأم. وان الحياة لا تتوقف عند نجم او عند اشياء معينة. ومن وجهة نظري ان افلام الشباب ناجحة جماهيرياً لأن الشاب في حاجة الى أن يرى ويسمع من شاب في مثل سنه، وهذه ليست دعوة لأن تجلس الاجيال السابقة في المنزل، ولكن لا بد من وضع كل واحد في دوره الصحيح. هل كثرة الاعمال التليفزيونية اضرت بالاجيال الجديدة؟ - الانفتاح اعطى فرصة للاجيال الجديدة لتنتشر سريعاً لكنها تفتقد الى "التلميع الاعلامي".