دمشق، غزة - أ ف ب - وصفت عشرة فصائل فلسطينية تتخذ دمشق مقراً لها، ومن بينها حركتا "حماس" و"الجهاد" الاسلامي، خطة الانسحاب الاسرائيلي التدريجي من الاراضي الفلسطينية بأنها "جريمة". واكدت الفصائل في بيان تلي خلال مؤتمر صحافي في دمشق "رفض وادانة اتفاق غزة - بيت لحم اولاً وكل اللقاءات والتفاهمات والترتيبات الامنية بين السلطة الفلسطينية والعدو واعتبارها جريمة بحق شعبنا وانتفاضته ومقاومته، وتكريساً للاحتلال". وجاء هذا الرفض قبل ساعات من اجتماع وزير الداخلية عبدالرزاق اليحيى وممثلين عن القوى الوطنية والاسلامية مساء امس لبحث الحوار الوطني. واضاف البيان ان الفصائل اكدت ايضاً "الوحدة الوطنية الفلسطينية على قاعدة الانتفاضة والمقاومة والتمسك بالثوابت الفلسطينية .. ورفض المساومات على حساب حقوق شعبنا الثابتة". وشددت على "التمسك بأي برنامج سياسي تتوحد عليه القوى الفلسطينية، والتمسك بالحقوق الفلسطينية الثابتة وبحق شعبنا في الانتفاضة والمقاومة والتحرير والاستقلال والعودة دون اي تنازل او تفريط". ودانت "التحرك الاميركي نحو الساحة الفلسطينية الذي يهدف الى وقف الانتفاضة والمقاومة واجهاض مكتسباتها وتبريد الساحة الفلسطينية من اجل تمرير المخطط الاميركي الصهيوني العدواني لضرب العراق" معتبرة ان هذا الامر سيكون "مقدمة لاعادة رسم خريطة المنطقة والهيمنة عليها". واعلنت وقوفها الى "جانب العراق الشقيق وادانتنا للتهديدات الموجهة ضد سورية ولبنان وايران". وشارك في المؤتمر الصحافي ممثلون عن الفصائل العشرة ومن بينها "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين". واعتبر رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل ان "لا مجال للتوافق السياسي" بين الحركة والسلطة الوطنية الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات. وقال: "في ضوء التجربة ثبت ان السلطة الفلسطينية لم تغير نهجها القائم على قبول الحلول الجزئية ولا مجال للتوافق السياسي على قواسم مشتركة مع السلطة"، موضحاً "لكن هذا لا يعني عدم الالتقاء مع حركة فتح" التي يرأسها عرفات. واضاف: "نحن ندعو فتح والقوى كافة كي تكون صفاً واحداً لتعزيز الانتفاضة ورفض اي تنازلات". اما الامين العام لحركة "الجهاد" رمضان شلح فقال: "شعارنا الاحتلال اولاً"، مضيفاً "يجب ان نقاوم الاحتلال ليتفكك بلا قيد او شرط". وبناء على اتفاق وقع الاحد وعرف باسم "غزة - بيت لحم اولاً"، انسحب الجيش الاسرائيلي الاثنين من بيت لحم جنوبالضفة الغربية التي تسلمتها الشرطة الفلسطينية. وتعهدت اسرائيل بموجب هذا الاتفاق الانسحاب تدريجاً من المناطق الفلسطينية التي أعادت احتلالها وتكليف قوات الامن الفلسطينية منع الهجمات على اسرائيل. ودانت حركة "الجهاد" وحركة "حماس" و"الجبهة الديموقراطية" و"الجبهة الشعبية" هذا الاتفاق. وعقد مسؤولون امنيون اسرائيليون وفلسطينيون اجتماعين منذ توقيع الاتفاق وسيعقدون اجتماعاً آخر الاثنين للبحث في تطبيق خطة الانسحاب. في غزة كان مفترضاً ان يلتقي اليحيى مساء امس "لجنة المتابعة العليا للقوى الوطنية والاسلامية في غزة "لبحث الاوضاع الميدانية والسياسية". وقال اسماعيل هنية احد قياديي "حماس" ان "لجنة المتابعة ستدرس الاوضاع السياسية والميدانية في الاراضي الفلسطينية". وتضم لجنة المتابعة 13 فصيلاً من بينها "حماس" و"الجهاد" و"فتح" والجبهتان "الشعبية" و"الديموقراطية". واشار مسؤول آخر في لجنة المتابعة الى ان "البحث سيتطرق الى وضع المقاومة الفلسطينية في المرحلة الحالية ومسائل الحوار الوطني بما في ذلك الوثيقة الفلسطينية". وكانت لجنة الصياغة التابعة للجنة المتابعة اعدت وثيقة تركز على المطالبة باقامة الدولة الفلسطينية في الاراضي المحتلة عام 1967 وتشكيل قيادة وطنية موحدة برئاسة عرفات تضم في صفوفها "حماس" و"الجهاد".