حذرت الفصائل الفلسطينية المعارضة في دمشق من "مخاطر" اعتقال السلطة الفلسطينية الامين العام ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" احمد سعدات على الوحدة الوطنية، داعية الدول العربية الى "الضغط" على الرئيس ياسر عرفات لمنع "توتير الوضع الداخلي". وقال الدكتور ماهر الطاهر مسؤول قيادة الخارج ل"الشعبية" ان الفصائل العشرة عقدت امس اجتماعاً في مكتب الجبهة في دمشق في حضور رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية" حماس خالد مشعل وزعيم "الجهاد الاسلامي" رمضان عبدالله شلح وباقي قادة المنظمات المعارضة باستثناء الامين العام ل"الشعبية - القيادة العامة" احمد جبريل و"الديموقراطية" نايف حواتمة. وأوضح الطاهر ل"الحياة": "جرى الاتفاق على توجيه عدد من المذكرات باسم الفصائل الى قادة الدول العربية للتحذير من خطورة ما يجري وطلب تدخلهم والضغط على عرفات والسلطة لمنع توتير الوضع الداخلي الفلسطيني". وجاء في بيان صدر بعد الاجتماع ان اعتقال سعدات على خلفية اغتيال "الشعبية" وزير السياحة الاسرائيلي رحبعام زئيفي انتقاما لاغتيال الاسرائيليين زعيم الجبهة ابو علي مصطفى هو "استجابة مذلة لاحد شروط واملاءات حكومة العدو الصهيوني"، مشيراً الى ان سلوك السلطة هو "تطور نوعي في غاية الخطورة على الاوضاع الداخلية في الساحة الفلسطينية لأن اعتقال الرمز الاول لتنظيم فلسطيني أساسي أمر يحمل أخطر المعاني السياسية ويعطي أشد المؤشرات دلالة إلى مدى عمق استجابة السلطة للاملاءات الاسرائيلية". وفيما أعلنت الفصائل معارضتها أي مواجهة مسلحة مع السلطة، وتعهدت "مواصلة الكفاح والمقاومة والانتفاضة الى حين دحر الاحتلال وطرد آخر جندي عن أرضنا"، أكد زعيما "حماس" و"الجهاد" التمسك ب"خيار المقاومة" بما في ذلك تنفيذ عمليات عسكرية - انتحارية ضد الاحتلال الاسرائيلي. وفيما حذر شلح من تحويل الصراع من "صراع ضد الاحتلال الى صراع فلسطيني - فلسطيني"، اتهم مشعل السلطة ب"الإمعان في ضرب الوحدة الوطنية"، داعياً الى تحرك فلسطيني ميداني لإرغام السلطة على اطلاق سعدات. الفصائل الفلسطينية في لبنان تستنكر ونظمت فصائل الثورة الفلسطينية لقاء وطنياً في مقر اللجنة السياسية ل"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" في مخيم مار الياس في لبنان استنكاراً لاعتقال السلطة الفلسطينية الامين العام للجبهة احمد سعدات، وطالبت بوقف الاعتقالات السياسية و"الافراج الفوري عن سعدات وكل المناضلين السياسيين". كذلك اجرى نائب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني سعدالله مزرعاني اتصالات بقيادة الجبهة في لبنان وقادة فصائل فلسطينية، معبراً عن استغراب الحزب لتوقيف سعدات. ونقل مزرعاني موقف الحزب الداعي الى "ضرورة تحلي كل الأطراف الفلسطينية بروح عالية من المسؤولية حفاظاً على الوحدة الوطنية التي أساسها الاستمرار في الانتفاضة والتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني في العودة واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس".