غزة، القاهرة - "الحياة"، أ ف ب - بدأ وفد من حزب الشعب الفلسطيني الشيوعي سابقاً محادثات في القاهرة في اطار الحوار الذي يجري من أجل التوصل الى اتفاق وطني شامل بين الفصائل الفلسطينية. وكان مسؤولان في حركة "الجهاد الاسلامي" وصلا الى القاهرة اول من امس لمواصلة الحوار الذي بدأ قبل اسبوعين مع السلطات المصرية. في غضون ذلك، قال الامين العام ل"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين" نايف حواتمة عقب لقائه وزير الخارجية المصري احمد ماهر انه "لا امكانية للبحث في قضايا الانتفاضة والمقاومة قبل انجاز برنامج موحد واعادة بناء قيادة وطنية موحدة"، رافضا ما تطالب به عناصر السلطة الفلسطينية من "تفويض من فصائل الانتفاضة لوقف النار". وقال حواتمة ان القاهرة تبحث وتستكشف حالياً القواسم المشتركة بين كل الفصائل الفلسطينية الخمسة فتح، حماس، الجهاد، الشعبية، والديموقراطية المعنية بالحوار الفلسطيني الوطني الشامل قبل ان تدعوها الى الاجتماع. واضاف إن المحادثات الفلسطينية - الفلسطينية لم تبدأ بعد وأن القاهرة ستدعو الى حوار شامل إذا توصلت الى قواسم مشتركة تكفل امكان بناء برنامج سياسي جديد وموحد بين كل الفصائل والقوى وكذلك قيادة وطنية موحدة بين تلك الفصائل. واكد حواتمة ان "الديموقراطية" ترى ان هناك قواسم مشتركة فعلاً، مشيراً إلى ما توصلت اليه القيادات الفلسطينية في 5 آب اغسطس الماضي من برنامج سياسي موحد كان مقرراً التوقيع عليه في 13 آب لولا تراجع "حماس" ثم الرئيس ياسر عرفات، ما اضاع على الفلسطينيين اربعة اشهر ذهبية. واضاف ان احداً في مصر لم يمارس ضغوطاً على الفصائل الفلسطينية للتهدئة، مشيراً الى ان الانتفاضة وقضاياها لن تطرح قبل التوصل الى برنامج سياسي موحد وشامل لجميع ابناء الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج. وأكد ان الحوار الفلسطيني ضرورة على رغم استمرار سياسة الاغتيالات الاسرائيلية "لاننا مقدمون على العام الاصعب في تاريخ النضال الفلسطيني المعاصر وهو عام 2003"، داعياً كل الفصائل الى أن ترتقي بعلاقاتها وتتجاوز الانقسامات ليتم تطوير القيادة الميدانية للانتفاضة الى قيادة سياسية وطنية موحدة حتى يمكن الصمود امام التطورات المقبلة، مشيراً إلى أن ليكود بزعامة شارون قادم بالغالبية وبرنامجه هو اجتياح كل الأراضي الفلسطينية وابعاد كل القيادات وانتهاز زمن العدوان شبه الحتمي المقبل ضد العراق. من جانبه، وصف وزير الخارجية المصري الحوار بعد لقائه حواتمة بانه مهم واساسي، مشيراً إلى ان القاهرة تشجع الفصائل الفلسطينية على اللقاء والتباحث ووضع خطة للتحرك لتحقيق آمال الشعب الفلسطيني. واشار الى أن المشروع الفلسطيني السياسي هو ما يتفق عليه الفلسطينيون. في غضون ذلك، قال عضو المكتب السياسي في "حماس" ل"الحياة" ان المشاورات ما زالت جارية لتحديد موعد بدء الجولة الثانية للحوار بين حركة "فتح" و"حركة المقاومة الاسلامية" حماس، مشددا على ان التصعيد الاسرائيلي الأخير لا يمكن ان يترك آثاراً سلبية على الحوار الفلسطيني. واضاف ان "حماس" تفصل بين الحوار الفلسطيني والمقاومة وان الرد على الاحتلال لا يتناقض مع الحوار إنما يؤكد ضرورة استئنافه لبلورة موقف فلسطيني موحد يواجه التحديات. وكانت القاهرة استضافت جولة اولى من الحوار بين "حماس" و"فتح" مطلع تشرين الثاني نوفمبر. من جهة اخرى، افاد طلعت الصفدي عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني الشيوعي سابقاً لوكالة "فرانس برس" ان "وفداً من الحزب توجه الجمعة الى القاهرة وضم حنا عميرة عضو اللجنة التنفذية لمنظمة التحرير عضو المكتب السياسي للحزب، وبسام الصالحي منسق المكتب السياسي وعبدالرحمن عوض الله عضو المكتب السياسي". وأكد ان "وفد الحزب سيبدأ لقاءاته في القاهرة مع المسؤولين المصريين" في اطار المساعي التي تقوم بها مصر للتوصل "الى اتفاق وطني شامل بين الفصائل الفلسطينية". واضاف ان "الوفد يحمل رؤية وطنية تهدف بالأساس الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي عن الأراضي الفلسطينيةالمحتلة وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال جمع الفصائل الوطنية ومحاولة الاتفاق على برنامج الحد الأدنى السياسي والاتفاق على اشكال النضال والمقاومة والانتفاضة". وأشار الى ان "وفد الحزب متسلح بالثوابت الوطنية الفلسطينية ويؤكد على ان الاحتلال الاسرائيلي هو مصدر الارهاب والعنف في المنطقة وان العنف لا يمكن ان يتوقف الا بالانسحاب الإسرائيلي من الاراضي الفلسطينيةالمحتلة عام 1967".