جذب المدافع الدولي فوزي الشهري الانظار اليه في ضوء مستواه اللافت الذي ظهر عليه أخيراً، ويعد "الجوكر" وهو اللقب الذي "يتغنى" به انصار فريقه الاهلي احد اهم الركائز الاساسية التي سيعتمد عليها المدرب البلجيكي ديمتري دافيدوفيتش في المرحلة المقبلة، التي تتطلب جهداً مضاعفاً من اجل إحراز عدد من الألقاب والتي كانت بدايتها الفوز ببطولة الصداقة الدولية السادسة. ولم يخالف الشهري 22 عاماً الرهان الذي عقده عليه الأمير محمد العبدالله المشرف السابق على كرة القدم الاهلاوية، وصاحب اليد الطولى في انتقاله من القادسية في واحدة من اكبر الصفقات صخباً في الملاعب السعودية. الرحيل بسبب الهبوط الذي لحق بفرق المنطقة الشرقية بعد اقرار نظام الاحتراف وعودة الاتفاق الى وسط لائحة الترتيب، وابتعاد القادسية والنهضة الى الدرجتين الاولى والثالثة على التوالي، بدأ اللاعبون يضيقون ذرعاً بالحال التي آل اليها مستوى اللعبة في المنطقة، وشاهدوا الانحدار الذي اصاب فرقهم، فتطلعوا الى الهجرة غرباً نحو الرياضوجدة، وتحديداً نحو فرق الهلال والنصر والاتحاد والاهلي. وتمت الهجرة في شكل جماعي، ولم يشذ عن القاعدة الشهري اللاعب الناشئ وقتذاك، وكان برز مع منتخب الشباب المشارك في بطولة كأس آسيا التي اقيمت في بانكوك، والتي اعتبرت نقطة التحول في مسيرته، اذ بدأت الاندية الكبيرة تسعى لضمه الى صفوفها. وكان النصر والأهلي اكثر اصراراً، وسابق "القلعة الخضراء" الريح ليدخله من بابه الواسع. طعم البطولات وتذوق الشهري طعم البطولات في موسمه الأول مع الأهلي، بعدما احرز مسابقة الأمير فيصل بن فهد عام 2000. ولم تكن مساهمات الشهري تخفى عن عيني المدرب التشيخي ميلان ماتشالا الذي استدعاه لينضم الى تشكيلة "الأخضر" الذي كان يستعد للدفاع عن لقبه في كأس آسيا 2000 في لبنان، بيدَ ان المدرب لم يعطه الفرصة كاملة، لكن الشهري كسب الجولة بعدما اقصى اتحاد اللعبة ماتشالا وأوكل المهمة لناصر الجوهر. ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد، حانت الفرصة له لاثبات وجوده وجدارته عندما تم ايقاف محمد نور وحرمانه من لعب المباراة الثأرية امام اليابان في نهائي البطولة الى جانب عبدالله الواكد. وعن تلك المباراة يقول الشهري: "لم اذق طعم النوم ليلة المباراة، اذ كانت حواسي كلها في الملعب، فالمهمة قد تكون مجازفة بالنسبة الي اما التحليق في السماء او السقوط الى الهاوية، فكان نصف الساعة الاول من المباراة كفيلاً بازالة تلك الرهبة والبحث عن تأكيد الذات". الجوكر ويؤكد الشهري أن الاحتراف هو أبرز الاسباب التي ادت الى التطور الكبير في مستواه "الأسلوب المتبع في الأهلي ومعاملتي كمحترف ساهما في بروزي وتطوير مستواي". ويصنف نفسه واحداً من اكثر اللاعبين قبولاً لدى المدربين "الأدوار التي توكل الي من قبل المدربين جميعهم ومنذ كنت في صفوف القادسية جعلتني احظى برضاهم، وقد أكون المدلل الوحيد بين زملائي، وهذا لم يتحقق الا ببذلي العرق والجهد ميدانياً". ويمتاز الشهري باجادة الدورين الدفاعي والهجومي، ولياقته البدنية العالية ساعدته في شغل المراكز كافة "في بداية ممارستي الكرة لعبت ظهيراً ايمن، وبعد انتقالي الى الاهلي شاركت في مركز قلب الدفاع، ومن ثم مركز لاعب الوسط المدافع، حتى اني شاركت في بعض مباريات الصداقة السادسة في مركز رأس الحربة، وخلال مباريات كثيرة يكون فيها الأهلي متأخراً. كما حدث أمام عُمان عندما نجحت في تحويل دفة المباراة في مصلحته في الدقائق الحرجة". ويهوى الشهري السفر كثيراً ويعتبره عنصراً مهماً للراحة، ومصر هي وجهته المفضلة دائماً.