احتفلت إدارة نادي الأهلي بمهاجمها الدولي طلال المشعل اثر حصوله على لقب لاعب كرة قدم عربي لموسم 2001 في ضوء الاستفتاء الذي اجرته "الجزيرة نت"، وحضر المناسبة رئيس النادي الأمير نواف بن تركي وعدد من اعضاء الشرف وجمهور كبير. حصل المشعل على مبالغ نقدية وهدايا ودروع تذكارية وأبرزها واحدة من نجم المنتخب والهلال نواف التمياط. وتلى التكريم مؤتمر صحافي اكد فيه المشعل انه ابن "القلعة الخضراء" ولن يلعب لسواه محلياً، مشيراً الى انه لن يمانع في قبول اي عرض جاد من احد الأندية الأوروبية لأنه يسعى للارتقاء بمستواه، وأضاف: "أعتقد ان النادي لا يمانع في ذلك طالما ان هناك فائدة مشتركة". وعن شغله مراكز متعددة في الأهلي والمنتخب، اوضح المشعل "ان لاعباً محترفاً ما يحتم عليّ تنفيذ ما يطلب مني، علماً انني أفضّل أن ألعب مهاجماً". ولفت الى ان تدني مستوى الأهلي في الآونة الأخيرة ظاهرة ليست غريبة "لأن الفرق كلها لم تظهر بالصورة المطلوبة، وعندما نقارن الأهلي بتلك الفرق، نجده يفوقها مستوى ونتائج، وأتمنى ان نرضي مناصرينا في المراحل المقبلة ونستعيد زخمنا". من جهته، اشاد رئيس الأهلي بالمشعل "نظراً لأخلاقه وأدائه الراقي وإمكاناته الفنية التي بدأت تتضح ملامحها منذ كان برعماً، والتكريم واجب علينا وأتمنى ان يواصل نجومنا تألقهم في المحافل الدولية ليحصدوا المزيد من الألقاب". وأكد الأمير نواف ان يفرّط بالمشعل "طالما انا رئيس للأهلي، ومتى تلقينا عرضاً مناسباً من ناد اوروبي سنبحث الأمر، وأتمنى على نجوم المنتخب عدم التسرع في الموافقة على العروض الخارجية وإرجائها الى ما بعد نهائيات كأس العالم". وكان المشعل تفوق في استفتاء "الجزيرة نت" على نظرائه العرب الذين يخوضون البطولات الأوروبية امثال المغربي نور الدين النيبت مدافع ديبورتيفو لاكورونيا الإسباني الذي حل ثانياً، والمصري احمد حسام "ميدو" المحترف في صفوف اياكس امستردام الهولندي الذي جاء ثالثاً امام مواطنه محمد اليماني مهاجم ستاندر لياج البلجيكي. وتوافق اختيار المشعل مع اعلان الاتحاد الدولي فوزه بلقب هداف تصفيات كأس العالم 2002. وجاء الاختيار ليؤكد التطور الإيجابي للاعبي الكرة السعودية واعتبر مؤشراً قوياً للقفزة النوعية التي حققها لاعبو "الأخضر" وارتقائهم الى الحصول على الألقاب الدولية. اسم "المهاجم النحيل" بدأ يتردد بين اوساط اللعبة إثر ارتقائه من صفوف شباب الأهلي الى الفريق الأول في مدة لم تتجاوز الستة اشهر وصولاً الى انضمامه الى منتخب الشباب. ولم يعلم المشعل بأن هذا الانضمام سيكون نقطة التحول الكبرى في مسيرته الرياضية، فسرعان ما اختاره المدرب اوتو بفيستر للانضمام الى صفوف "الأخضر" الأول. هز الشباك وحقق "الأسمر" نجاحاً منقطع النظير مع زملائه على رغم ان مشاركته الأولى لم تكن كما تمناها شخصياً، فبدلاً من ان يلعب مهاجماً اوكلت إليه مهام الظهير الأيسر، وعلى رغم ذلك سجل نجاحاً كبيراً ما حدا بالمدرب الأهلاوي السابق زاناتا الى إشراكه لاحقاً ظهيراً يحسب له حساب في عدد من المباريات الهامة. واقتنع انصار "القلعة الخضراء" بموهبته الجديدة علماً ان صفوف الفريق كانت خسرت جهود حسام ابو داود احد امهر المهاجمين بداعي الاعتزال، لكن الأمل لم ينقطع لدى المشعل بعودته الى مقارعة دفاع المنافسين وهذا ما تحقق له اخيراً. التحول الآسيوي وجاءت نقطة التحول الكبير في حياة المشعل عندما استدعاه المدرب التشيخي ميلان ماتشالا للانضمام الى صفوف "الأخضر" استعداداً لنهائيات كأس آسيا 2000، لكن ماتشالا لم يتح الفرصة له، غير ان ناصر الجوهر محضه ثقته ولا سيما في لقاء المنتخب الكويتي ضمن الدور ربع النهائي، حيث تقدم المنتخب السعودي بهدف رد عليه الثنائي الكويتي بشار عبدالله وجاسم الهويدي، ومع اقتراب المباراة من نهايتها ادخل الجوهر المشعل غير المعروف عند الكويتيين، ولم تمض سوى سبع دقائق حتى هزّ شباك "الأزرق" من منطقة صعبة فتأهل السعوديون الى دور الأربعة بعدما تكفّل نواف التمياط بحجز بطاقة العبور بفضل الهدف الذهبي. واصطدمت الرغبات السعودية بالحاجز الكوري الجنوبي في نصف النهائي بيد ان المشعل استطاع ان يتجاوزها في غضون خمس دقائق، بتسجيله هدفين جميلين كانا كفيلين في حمل "الأخضر" الى النهائيات... تباشير الفرح وحملت مشاركة المشعل في "خليجي 15" تباشير الفرح لأنصار الكرة السعودية بعدما نجح في تعزيز تفوق "الأخضر" في المباراة النهائية امام المنتخب القطري بإحرازه الهدف الثالث علماً ان مشاركته "كانت بالنسبة إلي بداية العودة الى المستوى السابق وبمثابة مفترق الطرق بين الشفاء من الإصابة التي حرمتني طويلاً من المباريات، والمهم ان ثقة الجهاز الفني في عودتي مثلت لي الشيء الكثير". ويبقى أن يثبت وجوده من جديد ويهز الشباك في نهائيات كأس المونديال.