الرباط - "الحياة" - أفادت تقديرات أن حوالى 14 ألف مغربي على الأقل لم يعبروا في اتجاه مدينة سبتةالمحتلة من معبر "الفنيدق" على الطرف المغربي من الحدود خلال اليومين الأخيرين. وقال عائدون من سبتة إن المعابر المؤدية إلى المدينة بدت خالية إلا من بعض السياح والمهاجرين المغاربة الذين يعودون إلى بلادهم لقضاء عطلة الصيف. أما حركة التجارة التي كانت مزدهرة بين سبتة والمناطق الشمالية المحاذية لها في تطوان، فقد تعرضت للشلل. وشمل الوضع ذاته مدينة مليلة المحتلة المحاذية للناضور في الجانب المغربي. إذ عرفت تقلصاً ملحوظاً في حركة العبور. وقال تجار مغاربة في المدينتين المحتلتين إنهم يخشون من تداعيات الأزمة بين الرباط ومدريد على أوضاعهم، خصوصاً أن المواد الالكترونية والأغذية والألبسة وأنواع السلع والمنتجات المختلفة تقتنى من هناك وتباع في أسواق المناطق الشمالية للبلاد التي تعرف اكتظاظاً في السياحة الداخلية خلال موسم الصيف. وعزا عائدون توقف حركة العبور إلى عدم سماح قوات الأمن المغربية للرعايا في نطاق اجراءات احترازية ينظر إليها الاسبان بمثابة ضغوط تجارية قد تصيب المدينتين بالكساد، خصوصاً في ضوء ما تردد عن عزم السلطات المغربية على اقامة منطقة للتجارة الحرة بمحاذاة سبتة، وأخرى إلى القرب من ميناء الناضور إلى جانب مليلة. إلا أن الأوضاع داخل المدينتين طبعهما التوتر. ونقل عائدون ان السلطات الاسبانية هناك عززت وجودها الأمني أكثر، خصوصاً أن رعايا مغاربة نظموا تظاهرة حاشدة في سبتة رفعوا فيها أعلاماً مغربية ورددوا شعارات معادية للوجود الاسباني، وطالبوا بانسحاب القوات الاسبانية من جزيرة ليلى وبقية الأراضي المحتلة. وأضاف هؤلاء ان السلطات في المدينتين نشرت مزيداً من قوات الأمن. وهدد مسؤولون اسبان الرعايا باجراءات انتقامية أو ترحيلهم في حال التضامن مع المغرب ضد اسبانيا. وقدرت أعداد قوات الأمن الاسبانية المنتشرة في سبتة وحدها بما يزيد على 700 فرد مجهزين بمعدات لمكافحة الشغب. إلى ذلك، قدم التلفزيون المغربي ليل الخميس شريطاً عن ظروف احتلال الجزيرة فجر الأربعاء صُوّر من بعد قبالة جزيرة ليلى. وتظهر في الشريط سفينة حربية رست قبالة السواحل المتوسطية كانت تسلط أضواء كاشفة على مواقع الجزيرة والجبال المحيطة بها. وأبرزت الصور، التي يعتقد أن أحد المصورين الهواة التقطها، كيف أن الجنود الاسبان لدى احتلالهم جزيرتين صغيرتين قبالة مدينة الحسيمة، شمال المغرب، ارغموا مغاربة كانوا يتجمعون هناك على مغادرة الجزيرتين سباحة. وتعر ض بعضهم إلى الزجر والدفع في اتجاه البحر. في غضون ذلك، استمرت تظاهرات متفرقة لرعاية مغاربة في المناطق المحاذية لسبتة ومليلة احتجاجاً على استمرار الاحتلال الاسباني لجزيرة ليلى.