اعترضت السلطات المغربية امس، 104 مهاجرين غير شرعيين، حاولوا العبور سباحة نحو اسبانيا، كما انتشلت جثة مهاجرين آخرين، وذلك خلال محاولة قام بها نحو 200 مهاجر للوصول الى مدينة سبتة الإسبانية شمال المغرب. وأفاد بيان لولاية طنجة - تطوان - الحسيمة، شمال المغرب حيث يقع جيب سبتة الإسباني، بأن مجموعة مكونة من حوالى 200 مهاجر من دول جنوب الصحراء، حاولوا امس، العبور سباحة الى جيب سبتة، انطلاقاً من قرية بليونش المجاورة. وأضاف البيان ان المهاجرين قاموا «بإلقاء الحجارة واستعمال العصي» ضد قوات الأمن، «ما أسفر عن اصابات عدة»، لم يوضح عددها. وأدى تدخل قوات الأمن الى توقيف 104 مهاجرين وانتشلت جثتان ولم يحدد البيان مصير الباقين. وتشن السلطات المغربية منذ أسابيع حملات لملاحقة واعتقال مهاجرين غير شرعيين من دول جنوب الصحراء يختبئون في الغابات والكهوف المحيطة بجيبي سبتة ومليلية الإسبانيين. كما افادت مصادر حقوقية بأن السلطات عزّزت دوريات المراقبة على طول الشريط الممتد بين مدينتي الفنيدقوطنجة (شمال) ونشرت مئات من أفراد القوات المساعدة وسيارات عند مداخل الشواطئ، كما شددت المراقبة على السياج المحيط بجيب سبتة (طوله 9 كلم وارتفاعه 6 أمتار) ما يدفع المهاجرين الى اختيار العبور بحراً. وتشكل سبتة ومليلية صلة الوصل البرية الوحيدة بين أوروبا وأفريقيا، وتجذبان آلاف المهاجرين الفارين اساساً من مناطق النزاع والراغبين في الوصول الى اوروبا. أما بالنسبة الى جيب مليلية فعززت السلطات المغربية باتفاق مع نظيرتها الإسبانية سياج المدينة، في وقت تنتقد منظمات المجتمع المدني السلطات الإسبانية لاستعمالها أسلاكاً شائكة غير قانونية مزودة شفرات حادة ادت في كثير من الحالات الى سقوط ضحايا في صفوف المهاجرين. ورداً على تدفق المهاجرين، اعلن المغرب في نهاية العام 2013 سياسة جديدة لإدارة ملف الهجرة، مكنت وفق السلطات، من تجميع 27643 طلباً للتسوية، منها 18694 طلباً تلقى أصحابها رداً إيجابياً من اللجان المختصة، اضافة الى 8644 ملفاً توصي لجنة الطعون بقبول 92 في المئة منها. وسبق لوزارة الداخلية في المغرب ان أكدت ان الرباط تقوم بدورها، مشيرة الى ان عملية مراقبة الحدود تتطلب 13 الف عنصر أمن و250 مليون دولار سنوياً.