سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عمان فوجئت بحضور الأمير الحسن المؤتمر ونددت ب"سيناريوات" ل"إعادة الحكم الهاشمي" إلى بغداد . الضباط العراقيون المعارضون يرفضون اي دور لميليشيات الأحزاب والفصائل
أعلنت الحكومة الأردنية أمس أنها "فوجئت" بمشاركة ولي العهد السابق الأمير الحسن بن طلال في مؤتمر لضباط عراقيين معارضين لنظام الرئيس صدام حسين، وأكدت أن حضوره المؤتمر "موقف شخصي لا يعكس وجهة نظر الأردن"، مجددة رفضها "التدخل في شؤون العراق". ووصفت ما يتردد عن مساعٍ لإعادة الحكم الهاشمي إلى بغداد بأنه "سيناريوات مشبوهة" تستهدف العلاقات بين البلدين. وساد مداولات الضباط في اليوم الثاني من المؤتمر المنعقد في لندن اجماع على رفض السماح بأي دور للميليشيات المسلحة في أي وضع ميداني قد ينشأ خلال عملية تغيير نظام صدام. راجع ص2 وناقش مؤتمر الضباط العراقيين المعارضين مشروعاً لانشاء "مجلس تنسيق عسكري" يكون مظلة للضباط المعارضين على اختلاف تنظيماتهم ومواقعهم. كما شملت مناقشاتهم أمس جملة من العناوين المرتبطة بمرحلة تغيير النظام، والدور الذي يُتوقع أن يلعبه الجيش العراقي في المواجهة المحتملة بين الولاياتالمتحدة ونظام الرئيس صدام حسين. وقال توفيق الياسري، الأمين العام ل"الائتلاف الوطني العراقي"، إن "الأجواء الايجابية في اجتماعات الضباط تدفع باتجاه ايجاد إطار تنظيمي موّحد يبلور رؤية للموقف العسكري ويعيد النظر في القوانين العسكرية والقضاء العسكري، بما يؤمن السيطرة على حالات الانفلات المحتملة في حال سقوط النظام". وشهد اليوم الثاني من المؤتمر ثلاث جلسات، رأس الأولى العميد نجيب الصالحي والثانية العميد عزيز الياسري والثالثة العقيد الركن حامد الزيادي. وناقش المؤتمرون وسائل "مزاوجة الجهد العسكري مع الجهد السياسي للمعارضة، بهدف الخروج بأسس واضحة تجسد إمكانات المعارضة الوطنية" كما قال السيد سعد العبيدي منسق أعمال المؤتمر. وتشير وجهة المناقشات إلى بروز رأي حازم لدى الضباط يرفض السماح بنشاط الميليشيات الأهلية المسلحة، في أي وضع ميداني قد ينشأ، وذلك لقطع الطريق أمام سيطرة قوات غير نظامية أو الميليشيات التابعة للأحزاب والمنظمات. وأبرزت مداولات الضباط المعارضين استقطابات في أوساطهم، وتبين ان غالبية متنوعة المرجعية والانتماء تفضل عملاً مشتركاً للعسكريين في أي تحرك للتغيير، في مقابل أقلية من الضباط ذوي الرتب الرفيعة، الذين يفضلون اطاراً عاماً بقيادتهم لترث المؤسسة العسكرية بتركيبتها الحالية، من أجل ضمان عدم اثارة قلق الجوار. وعبرت أوساط أميركية عن ترحيبها بمبادرة الضباط المعارضين، لكن الترجمة الحقيقية للموقف النهائي لواشنطن ستتضح حسب مصادر معارضة خلال الاسابيع القليلة المقبلة. مفاجأة الأمير الحسن وكان حضور الأمير الحسن بن طلال عم العاهل الأردني عبدالله الثاني افتتاح المؤتمر تفاعل امس، ورجحت مصادر مطلعة ان يكون هدف حضوره توجيه رسالة سياسية تتعلق بالدور السياسي للأردن، اقليمياً بالارتباط مع الدولة العراقية في مرحلة ما بعد صدام. الى ذلك، اكدت الحكومة الأردنية أمس انها "فوجئت" بمشاركة الأمير الحسن بن طلال في المؤتمر، وقال وزير الدولة للشؤون السياسية وزير الاعلام محمد العدوان ان مشاركته "موقف شخصي لا يعكس وجهة نظر الأردن ولا يعبر عن موقفه من العراق أو من الافكار والطروحات المتعلقة بالشأن العراقي". وأوضح الوزير في بيان بثته وكالة الانباء الأردنية ان مشاركة الأمير وما نسب اليه في الاجتماع "تصرف شخصي بحت، لا يمثل ولا يعبر عن الموقف الرسمي للدولة الأردنية، وليست لسموه أي صفة رسمية، مثلما عبر عن ذلك بوضوح في الاجتماع". وزاد الوزير: "فوجئنا بهذه المشاركة التي لا علم للقيادة أو الحكومة بها، وهي لا تتفق مع الموقف الأردني الثابت من العراق الشقيق". وجدد العدوان موقف الأردن "الرافض التدخل في الشؤون الداخلية للعراق أو لأي دولة، وبأي وسيلة من الوسائل"، منبهاً الى "خطورة التركيز على مثل هذه الحادثة في وقت يجري الحديث عن سيناريوات للتعامل مع المسألة العراقية، بما في ذلك التلويح بعمل عسكري". وجدد رفض عمان "أي عمل عسكري ضد العراق"، مشدداً على ان "الاسلوب الوحيد لحل المشكلة هو مواصلة الحوار بين العراق والامم المتحدة، وفقاً لقرارات الشرعية الدولية". وفي اشارة الى تقارير صحافية نشرت في لندن، وأفادت عن تنظيم عراقي جديد يحمل اسم "التحالف الملكي الديموقراطي" ويسعى الى اعادة الحكم الهاشمي الى بغداد قال العدوان ل"الحياة" إن الأردن "يرفض بقوة التدخل في شؤون العراق"، معتبراً تلك التقارير "محض سيناريوات مشبوهة ضد العلاقات الأردنية - العراقية".