الأمن والتنمية والحياة الكريمة والتعايش هي المكتسبات والنتائج التي تجنيها الدول حين تتحقق الوحدة الوطنية.. من أهم أسس الوحدة الوطنية التلاحم بين القيادة والشعب. حين يكون الوطن للجميع، حين يعتز الجميع بالولاء والانتماء، حين يؤمن الجميع بأهداف الوطن ومستقبل الوطن، حين يرفض أبناء الوطن التدخلات الخارجية ذات الأهداف التي تتعارض مع مصلحة الوطن، حين يحدث ذلك يكون الوطن متسلحا بسلاح قوي هو الوحدة الوطنية. الدول التي ضعفت وحدتها الوطنية صارت ميدانا لصراعات داخلية وخارجية، وبعضها وصلت إلى المرحلة الأسوأ وهي الحرب الأهلية. الضعف الذي يعتري الوحدة الوطنية يفتح الباب للتدخلات الخارجية التي تعمل على إشعال الفتن لتحقيق مصالحها الخاصة. عاشت بعض الشعوب لعقود تتعلق بالأمل وتتطلع لمستقبل أفضل لكنها اكتشفت أنها كانت مخدرة بالشعارات والخطابات الثورية التي ليس ضمن فقراتها موضوعات ذات علاقة بالتنمية، مصطلح التنمية ليس في قواميسها! التنمية التي أغفلتها بعض الدول هي أهم أسس الوحدة الوطنية، هي حصيلة التعليم والأمن واستثمار الموارد الطبيعية والبشرية، هي العمل والخطط الاستراتيجية، هي رفض التحزبات، هي تعزيز مبدأ العمل المؤسساتي، ولغة الإنجازات وليس الخطابات، هي الأنظمة والقوانين التي تنظم حياة الناس وتحقق العدالة. الفوضى السياسية والتحزبات والولاء لدول أجنبية هي معوقات ضد الوحدة الوطنية وعقبات في طريق التنمية. في خريطة العالم واقع ملحوظ تتصدر فيه تلك المعوقات والعقبات نشرات الأخبار وتغيب لغة التنمية والانجازات ولغة السلام والعمل الجدي الموحد من أجل مستقبل أفضل. وحدة الوطن تحقق الانجازات في المجالات كافة وهذا ما حصل في المملكة العربية السعودية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز -رحمه الله- الذي أسس للوحدة الوطنية فكانت هي الأرض الخصبة للتنمية والتقدم والازدهار، وخط الدفاع القوي ضد من يحاول المساس بالوطن. الدول التي حققت الوحدة الوطنية وحافظت عليها هي التي وفرت الأمن ثم تفرغت للتعليم والبناء والتقدم الذي لا يتوقف.. ولا شك أن المملكة قدمت نموذجا فريدا في الوحدة الوطنية فأصبحت من أبرز الدول في هذا المجال بلغة الحقائق والأرقام والإنجازات.