يعقد ضباط عراقيون معارضون لنظام الرئيس صدام حسين اجتماعاً في لندن مطلع تموز يوليو المقبل، للبحث في سبل "حشد الجهد العسكري لدعم جبهة المعارضة العراقية". في الوقت ذاته اتفق "المجلس الأعلى للثورة الإسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم والحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني على تأييد تنظيم مؤتمر للمعارضة بتمويل ذاتي. وأعلن المجلس أنه لمس تجاوباً لدى "الديموقراطي" والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني لتخفيف الخلافات بينهما. وقال مصدر عراقي معارض ل"الحياة" إن اجتماع الضباط في لندن "يأتي في الوقت المناسب لمواجهة الاستحقاقات الحاسمة التي ينتظرها العراق، والمساهمة في ازالة العقبات التي أخرت لقاءات العسكريين خلال الأسابيع الماضية". وجاءت المبادرة من "التحالف العسكري العراقي" الذي انشأه "الائتلاف الوطني العراقي" ويرأسه توفيق الياسري، وهو ضابط التحق بالمعارضة أوائل التسعينات. وقال مصدر في التحالف إن "الاجتماع سيستغرق ثلاثة أيام، وهو مبادرة عراقية بحتة تمويلاً وتنظيماً". لكنه أشار إلى أن الاجتماع "يستكمل مساعي لم تتكلل بالنجاح بذلها المؤتمر الوطني العراقي خلال الشهرين الماضيين، بسبب تجاذبات الأطراف المختلفة وعدم وجود اجماع بين أطراف الإدارة الأميركية على عقد الاجتماع أو تمويله". وقالت المصادر إن ضباطاً بارزين موجودين في دول عدة قبلوا الدعوة للمشاركة في اجتماع لندن، وبينهم شخصيات منتمية إلى تنظيمات سياسية ومستقلون. ويأمل المنظمون بحضور أكثر من 70 ضابطاً، علماً أن شخصيات عربية وأجنبية ستحضر أيضاً. ويتطلع العسكريون إلى الخروج ب"ميثاق شرف عسكري" يلتزمون فيه "العمل معاً لاسقاط النظام وتحويل السلطة إلى حكومة مدنية دستورية في أقرب وقت". وعلم ان تبرعات شخصية غير مشروطة وأخرى من متمولين عراقيين ستؤمن تمويل الاجتماع في العاصمة البريطانية. في غضون ذلك، ناقش "المجلس الأعلى" وحزب بارزاني الطروحات الأميركية في شأن الضربة المحتملة للعراق، خلال محادثات أجراها في أربيل، شمال العراق، وفد من المجلس برئاسة رئيس مكتبه السياسي محمد الحيدري. واجتمع الوفد مع بارزاني وكبار المسؤولين في حزبه، وقال الحيدري ل"الحياة" إن المحادثات تناولت "الطروحات الأميركية المتعلقة بضرب العراق، وتأكيد وقوفنا مع شعبنا ورفض الحاق أي ضرر به، كما اتفق على تنظيم مؤتمر للمعارضة بتمويلها الذاتي، إذ أن المجلس يرفض المشاركة في مؤتمر تموله الإدارة الأميركية". وأضاف ان الجانبين ناقشا أيضاً "مستقبل العراق ووحدة المعارضة، وسعي المجلس إلى التقريب بين الحزبين الكرديين وازالة الخلافات بينهما". ويؤكد "المجلس الأعلى" رفضه التعاون مع الإدارة في توجيه أي ضربة للعراق، لكنه يقر بأنه قد يستفيد من كل الفرص المتاحة المؤدية إلى زعزعة النظام في بغداد.