يجري اليوم رئيس الحكومة اللبناني رفيق الحريري محادثات في العاصمة الفرنسية مع الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس حكومته الجديد جان بيار رافاران. وأهمية هذه الزيارة أنها الأولى للحريري بعد إعادة انتخاب شيراك وحصوله على الغالبية الساحقة في الجمعية الوطنية الفرنسية. ومن شأن ذلك أن يسهل مهمة شيراك في السعي مع حكومته إلى مساعدة لبنان والحريري على الصعيد الدولي، خصوصاً مع الولاياتالمتحدة ومع صندوق النقد الدولي. ورأى مصدر مطلع على الملف اللبناني في صندوق النقد الدولي أنه ينبغي معاودة الحوار المقطوع بين الحكومة اللبنانية ورئيسها الحريري وصندوق النقد الدولي. وقال المصدر إنه ينبغي ايجاد حل وسط توفيقي بين موقفي لبنان وصندوق النقد الدولي من أجل التوصل إلى التمكن من تنظيم مؤتمر "باريس 2" لمساعدة لبنان وايجاد صيغة مالية له تمكنه من الاقتراض بفوائد مخفضة لتسديد الدين العام اللبناني. واعتبر المصدر أن غياب العلاقات بين لبنان وصندوق النقد الدولي سببه تباين في المواقف، "فالصندوق يشكك في خطة الاصلاحات التي قدمها الرئيس الحريري كخطة لحكومته ويصرّ على خفض قيمة الليرة اللبنانية، ويعتبر أنه لا يمكن ايجاد حل دائم لمشكلة لبنان المالية إذا لم تخفض قيمة الليرة اللبنانية، وإذا أجري هذا الخفض، فإن صندوق النقد الدولي سيتبنى الخطة اللبنانية. وحتى الولاياتالمتحدة التي تدعي أنها لا تضع شروطاً سياسية على لبنان تقول إنه طالما أن صندوق النقد لم يتبنَ خطة الحكومة اللبنانية، فإنها لن تشارك في مؤتمر باريس - 2 لدعم هذه الخطة". ومعروف أن موقف الحكومة اللبنانية ملتزم كلياً رفض أي خفض لقيمة الليرة، لأن لهذا الاجراء انعكاسات مكلفة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي، لذا يعتبر صندوق النقد، وفقاً للمصدر، أنه ينبغي ايجاد حل وسط بين الموقفين يكون بإقناع صندوق النقد بالتخلي عن شرطه ضرورة خفض الليرة اللبنانية قبل مساعدة لبنان، وفي المقابل حض الحكومة اللبنانية على مراجعة الخطة التي قدمتها الى الصندوق والاستعاضة عنها ب"خطة أكثر اقناعاً". ولفت المصدر الى ان لبنان يستطيع ان يغتنم فرصة سانحة الآن من خلال الجدل الدائر داخل صندوق النقد الدولي منذ انفجار أزمة الارجنتين حول صواب سياسات الصندوق بالضغط على عدد من الدول الى حد ارغامها على خفض قيمة عملتها. واعتبر المصدر ان هذا التطور الحاصل في صندوق النقد الدولي ينبغي أن يستغله لبنان لتجديد الحوار والعلاقات مع الصندوق. وتجمع مصادر أوروبية وأميركية على ان الرئيس الفرنسي عازم على حض جميع الرؤساء على مساعدة لبنان، وأنه تناول الموضوع مع الرئيس الأميركي جورج بوش حين التقاه في باريس، وأنه سيبذل المزيد من الجهود لمساعدة لبنان.