أكدت مصادر فرنسية مطلعة ل "الحياة" ان مؤتمر "باريس -2" لمساعدة لبنان اقتصادياً، سيعقد صباح 23 تشرين الثاني نوفمبر المقبل. وكان رئىس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري صرّح بعد لقائه مع الرذيس الفرنسي جاك شيراك صباح امس ان "الموعد المبدئي" لعقد هذا الموتمر هو 23 او 24 من الشهر المقبل، وان الاختيار بين الموعدين يعتمد على الاتصالات مع بعض الدول. وقال ان مستوى التمثيل في هذا المؤتمر متوقف على المشاركين وان "كل دولة مشاركة ستقرر مستوى تمثيلها". وذكر ان الدول المشاركة هي: ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا واسبانيا وبريطانيا وكندا وماليزيا واليابان والولاياتالمتحدة ودول الخليج العربي وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي والاتحاد الاوروبي، إضافة الى فرنساولبنان. وأضاف: "تم الاتصال بمعظم هذه الدول ووافقت على موعد 23 تشرين الثاني". وبالنسبة الى حجم المساعدة المالية التي تضمن للبنان القدرة على خدمة دينه قال: "لم نصل بعد الى مرحلة تحديد هذا الحجم، ونجهد مع الاخوان العرب والدول الصديقة للحصول على ضمانات او قروض طويلة الامد بفوائد مخفوضة او ودائع، ما سيخفض خدمة الدين ونسبة العجز". وتابع ان محادثاته مع شيراك تركزت فقط على التحضير للمؤتمر. وحضر الاجتماع من الجانب اللبناني وزير المال فؤاد السنيورة ووزير الاقتصاد باسل فليحان وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة والسفير اللبناني اليزيه علم ومستشار رئىس الحكومة باسيل يارد. ومن الجانب الفرنسي حضر مستشار الرئىس الفرنسي اندريه باران والمنسق الفرنسي لمؤتمر "باريس -2" الرئىس السابق لصندوق النقد الدولي ميشال كاندسو. وقالت الناطقة باسم الرئاسة الفرنسية كاترين كولونا ان اللقاء اتاح لشيراك والحريري القيام بتقويم مفصل لكل ما تم في اطار التحضير لهذا الاجتماع، ما ادى الى التوصل الى الموعد المذكور. وذكرت ان اتصالات بدأت مع الدول المعنية من اجل تثبيت الموعد، وتوقعت ان يتم ذلك بأسرع وقت. وأشارت الى ان فرنسا ستتولى توجيه الدعوات لهذا المؤتمر الذي ستتمثل فيه فرنسا بشيراك وبوزير المال فرانسيس مير، وان تمثيل الدول والاطراف الاخرى متروك لها. وعما اذا كانت الولاياتالمتحدة اكدت مشاركتها في المؤتمر، قالت كولونا ان الدعوات لم توجه بعد وليست هناك الآن لائحة نهائية للمشاركين، ولكن، لا شك في ان الولاياتالمتحدة واليابان وعدداً من الدول العربية ستدعى الى المؤتمر. الى ذلك قال مصدر ديبلوماسي اميركي ل"الحياة" ان مشاركة الولاياتالمتحدة في المؤتمر "مرتبطة بتقويم بعثة صندوق النقد الدولي الاخيرة الى لبنان للاصلاحات فيه، وان المسؤول في الصندوق جورج عابد، عاد الى واشنطن الاثنين الماضي ولم يبلغ بعد الجانب الاميركي بتقويمه". وأشار المصدر الى ان المشاركة "مرتبطة ايضاً بقرار وزارة المال ورضاها عن تقويم صندوق النقد". وذكر ان نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد كان التقى في باريس قبل اسبوعين، كاندسو "وناقش معه موضوع "باريس -2" وان المنسق الفرنسي وافق على ما قاله ساترفيلد حول حاجة اميركا للاطلاع على تقويم صندوق النقد قبل تحديد امر مشاركتها". واستغرب المصدر "السرعة في اعلان فرنساولبنان موعد المؤتمر"، فيما رأى مصدر غربي ان شيراك "مستعجل لعقد المؤتمر تخوفاً من ضربة اميركية على العراق، تشل الجهود المبذولة لمساعدة لبنان. ولذا فإنه حرص على تحديد موعد على رغم ان الادارة الاميركية وصندوق النقد لم يعلنا بعد موقفيهما النهائيين من المشاركة". القصار: اعطوا لبنان فرصة الى ذلك، حمل رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة في لبنان عدنان القصار على "عودة الصراعات السياسية بعد اختتام أعمال القمة الفرنكوفونية"، منبهاً الى "انعكاساتها السلبية على الاستقرار والوضع الاقتصادي ومؤتمر "باريس -2" الذي تدل المؤشرات الى نجاحه". ولفت الى مؤشرات تحسن، خصوصاً على مستوى الليرة اللبنانية التي تحوز ثقة العرب والخليجيين". وحض على اعطاء لبنان "فرصة للرسملة على ما حققه من نجاحات في الاستقرار والامن".