قالت مصادر مطلعة في الرباط امس، ان قوات الأمن المغربية اعتقلت ثلاثة خليجيين، في سياق تحركاتها لتفكيك خلايا تابعة لتنظيم "القاعدة"، فيما سلطت تحقيقات مع السعوديين الثلاثة المتهمين بالانتماء الى تنظيم "القاعدة"، الضوء مجدداً على الدور المحوري لخلية "هامبورغ" الالمانية في التخطيط لهجمات 11 ايلول سبتمبر الماضي وتنفيذها. وجاء ذلك في ضوء معلومات عن تسليم الرباط الالماني السوري الاصل محمد حيدر زمار الى دمشق "بعلم واشنطن"، وذلك بعدما سافر الاخير الذي يوصف بأنه "مجند منفذي هجمات 11 ايلول"، الى طنجة للقاء زوجته المغربية، وذلك في كانون الاول ديسمبر الماضي. راجع ص 8 وتزامن ذلك مع تكهنات بأن زمار 41 عاماً، التقى لدى وصوله الى المغرب قادماً من المانيا، احد المعتقلين السعوديين الثلاثة وهو زهير الثابتي الملقب ب"الدب" نظراً الى ضخامة جثته والمعروف ايضاً ب"ابو زبير الهلالي" والذي وصفته وسائل اعلام اميركية بأنه المعتقل الارفع مستوى في "القاعدة" بعد "ابو زبيدة". ووصفت مصادر في الرباط اعترافات الثابتي في التحقيق الامني والقضائي بأنها كانت بالغة الاهمية، لكن لم يتأكد اذا كانت تلك الاعترافات هي التي ساعدت في اعتقال زمار وتسليمه الى دمشق التي طلبت استرداده لاتهامه بالمشاركة في اعمال تفجير قبل سنوات عدة في سورية. وفي غضون ذلك، لا تزال التحريات متواصلة للبحث عن عضو آخر في "القاعدة" يعتبر من ابرز المخططين لهجمات ايلول، وهو المغربي سعيد بهاجي الذي كان يقيم في هامبورغ واختفى عن الانظار منذ الهجمات، علماً بأن عائلته، وخصوصاً والدته، لا تزال تقيم في مكناس على بعد حوالى 120 كلم شمال الرباط. وافادت القناة الثانية في التلفزيون الالماني زد دي اف امس، ان واشنطن كانت تعلم ان الرباط سلمت زمار الى دمشق، ما قد يؤدي الى اشكالات ديبلوماسية، لأن احداً لم يبلغ الالمان بوجود احد رعاياهم في السجن، ما يتعارض مع الاعراف الديبلوماسية المتبعة. وتزامن ذلك مع تأكيد مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط وليام بيرنز ان معلومات قدمتها سورية عن شبكة "القاعدة" مكّنت من "انقاذ ارواح اميركيين". ولم يقدم بيرنز الذي كان يتحدث امام اللجنة الفرعية المكلفة شؤون الشرق الاوسط في الكونغرس، اي ايضاح عن طبيعة هذه المعلومات ولا عن تاريخ تقديمها. وناقش مسؤولو مكافحة الارهاب الالمان قضية زمار، وبحثوا في صلته بمواطن الماني اخر مطلوب للاشتباه في صلته بهجمات 11 ايلول، هو سعيد بهاجي وكان يشارك "كبير المنفذين" محمد عطا الاقامة في غرفة واحدة. وحققت الشرطة الالمانية كذلك مع مأمون دركازانلي المولود في حلب والذي اقام بعد ذلك في هامبورغ، ويقول المسؤولون انه ربما يكون وسيطاً مالياً لاعضاء "القاعدة" وانه كان يصلي في المسجد ذاته في هامبورغ مع عطا ومروان الشحي الذي يشتبه في انه شارك في تنفيذ الهجمات. ويعتقد كذلك ان دركازانلي ادار حسابات مصرفية لممدوح سالم احد اعضاء "القاعدة" البارزين الذي ينتظر محاكمته في الولاياتالمتحدة بتهمة المشاركة في تفجير السفارتين الاميركيتين في افريقيا عام 1998. وبدا ان "القاعدة" بدأت تخطط لهجمات 11 ايلول، قبل ثلاث سنوات من وقوعها، اي في اعقاب تفجير السفارتين الاميركيتين، بحسبما ورد في شهادات امام الكونغرس ادلى بها مسؤولو مكتب التحقيقات الفيديرالي أف بي آي ووكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي أي ووكالة الامن القومي.