في خضم العمليات العسكرية بين السلطات السورية و"الاخوان المسلمين" قطع الشاب مأمون دركزنلي دراساته في هندسة طب الاسنان في جامعة دمشق متوجها الى اسبانيا في شباط فبراير العام 1981. أبلغ مأمون أهله أنه سيكمل دراسته في طب الاسنان، لكنه أبلغ الاوروبيين انه غادر على خلفية انتمائه في الجناح العسكري ل"الاخوان". ومنذ ذلك الحين انقطعت اخباره عن افراد اسرته السبعة، الى حين بدأ اسمه يتردد لاعتقاد "اف بي آي" ان له علاقة ب"شبكة اسامة بن لادن" وببعض المتهمين في انفجارات واشنطنونيويورك على اساس علاقته مع رجل الاعمال السوداني ممدوح سليم الذي اعتقل في العام 1998 في مدينة ميونخ الالمانية وسلم الى أميركا على خلفية انفجارات مركز التجارة العام 1993. وعلى خلفية اعتقاد "اف بي آي" بقيامه ب"تمويل الارهاب"، تم قبل ايام تجميد جميع ارصدة دركزنلي وممتلكاته في المانيا. وتفيد المعلومات المتوفرة ل"الحياة" ان دركزنلي يقول انه "بريء، لكن اعترف بأنه أجرى صفقة كبيرة مع ممدوح محمود سليم العام 1995"، الأمر الذي جعل "اف بي آي" مهتماً به في شكل كبير، إذ طلب من الاستخبارات الالمانية كشفاً عن حساباته في "البنك الالماني" حيث تتوفر لديه ارقام حسابات متعددة. ظهر خلاف بين "اف بي آي" والاستخبارات الالمانية حول مدى علاقة دركزنلي بانفجارات 11 أيلول سبتمبر الماضي. لكن الألمان أبلغوا الاميركيين بأنه "أحد أعضاء الاخوان المسلمين وشارك في العمليات العسكرية التي حصلت في الثمانينات، وانه على الاقل شارك شخصياً في عملية اغتيال واحدة جعلته يمتنع عن الرغبة في العودة الى سورية". وكان اعتراف دركزنلي 43 عاماً للألمان في العام 1985 بأنه "متورط بعمليات عسكرية وسيواجه الإعدام لو عاد الى دمشق"، احد المبررات التي قدمها للحصول على جنسيته الالمانية لدى طلبه اللجوء السياسي بعد وصوله الى هامبورغ. وتفيد المعلومات المتوفرة ايضاً ان دركزنلي "هرب لمشاركته في العمليات الارهابية، فتنقل بين اسبانيا وايطاليا وفرنسا حيث عمل بشكل مكثف في المركز الاسلامي لكسب مؤيدين ونشطاء، اضافة الى ممارسته مهنة التصوير". وتقر شقيقته الكبرى سامية 61 عاماً بأن مأمون كان "متديناً ومتمسكاً بتعاليم دينه"، لكنها تنفي تماماً أي علاقة له مع "الاخوان المسلمين"، وتقول إنه "كان ذكياً واخلاقياً وطيباً يواظب على الصلاة والصيام". وأكدت أنها واخوتها الاخرين لم يلتقوا مأمون منذ 21 عاماً، موضحة أنه "لا يعود لأنه لم يؤد الخدمة الالزامية ولأن المرسوم الرئاسي الذي اصدره الرئيس بشار الاسد قبل اشهر لم يشمله لأنه لم يكمل دراسته الجامعية". وتعيش اسرة دركزنلي الى جانب جامع في المهاجرين، أحد الأحياء الدمشقية القديمة، حيث عرف ابوه بتدينه. وتضم الأسرة أحمد الذي كان ضابطاً وشارك في حربي 1967 و1973 ونال "سيف شرف" من الرئيس الراحل حافظ الاسد، ومهندس الميكانيك ابراهيم والعقيد المتقاعد بشير، ومحمود الذي سافر قبل اشهر الى هولندا، اضافة الى سامية وحياة وامتنان. وحين تسأل سامية عن وجود تحقيقات بشأن علاقة اخيها بانفجارات نيويوركوواشنطن، تقول: "ما حصل لا علاقة له بالاسلام، لا من قريب ولا من بعيد. إسرائيل وراء هذا العمل الارهابي، لأنها الدولة الارهابية الوحيدة وتقتل الفلسطينيين يوميا". ولم يكن دركزنلي السوري الوحيد الذي ورد اسمه في التحقيقات، إذ ان اسم محمد حيدر بن عادل زمار تردد ايضاً. ويعتقد الاميركيون ان "العلاقة الوحيدة" لزمار 40 عاماً بانفجارات أيلول هي انه كان "الشخص المفضل" في عرس سعيد بهاجي الألماني - المغربي الذي يعتقد انه قدم الامدادات اللوجستية لخلية هامبورغ وخضع لتحقيقات الاستخبارات الالمانية. وكان زمار غادر حلب شمال سورية في العام 1974 الى المانيا للعمل في مهنة الميكانيك، لكن المعلومات تفيد انه شارك في القتال في افغانستان في العام 1991 وتزوج افغانية. كما شارك في القتال في منطقة البلقان، خصوصاً في منطقة البوسنة، اضافة الى عمله في تجارة الادوات الكهربائية بين باكستانوافغانستان. وتفيد المعلومات ان تبادل المعلومات بين السوريين وكل من الالمان والفرنسيين شمل دركزنلي وزمار والمصري محمد عطا الذين وردت اسماؤهم في التحقيقات مع وجود نفي مطلق للكلام الذي قيل فيه ان اسامة بن لادن اتصل بوالدته السورية خلال وجودها في دمشق قبل يومين من انفجارات أيلول ليقول لها ان "حدثاً كبيراً" سيحصل بعد أيام يؤدي الى عدم تمكننا من اللقاء ل"فترة طويلة".