واشنطن، برلين، لندن - "الحياة" - بدا أمس ان الأميركيين حققوا تقدماً في قضيتهم ضد الفرنسي المغربي الأصل زكريا موسوي المتهم بأنه "الخاطف العشرين" في هجمات 11 أيلول سبتمبر، من خلال حصولهم على معلومات من الموقوف اليمني رمزي بن الشيبة تربط موسوي ب"مهندس" ، هجمات 11 ايلول سبتمبر 2001 الكويتي خالد شيخ محمد. وتزامن هذا "التقدم" مع نكسة للإدعاء الألماني في قضية عضو "خلية هامبورغ" المغربي منير المتصدق إثر تراجع شاهدين عن إفادتهما ضده. وقال مسؤولون أميركيون أمس ان بان الشيبة أبلغ المحققين ان موسوي التقى خالد شيخ محمد في نهاية العام 2000 أو بداية 2001 في أفغانستان. وأضافوا انه كشف لهم ان محمد، وهو كويتي يحمل الجنسية الباكستانية، قدّم لموسوي أسماء أشخاص ليتصل بهم في الولاياتالمتحدة. وقال هؤلاء ان ابن الشيبة أبلغهم أيضاً انه وشيخ محمد لم يكونا واثقين بقدرة موسوي على "كتمان السر"، فقررا إرساله الى أميركا ليكون "احتياطياً" لمؤامرة خطف الطائرات. وكان ابن الشيبة أحد أعضاء "خلية هامبورغ" التي قادها المصري محمد عطا. وهذه المرة الأولى التي يُلقى فيها الضوء على دور كان يُفترض ان يلعبه موسوي في مؤامرة 11 أيلول. وزعم الإدعاء الأميركي انه كان "الخاطف العشرين"، لكن موسوي نفى ذلك امام محكمة أميركية. وفي هامبورغ، اتُهم بكيم آدمي وابراهيم دياب، الشاهدان في محاكمة المغربي منير المتصدق المتهم بمساعدة منفذي هجمات 11 ايلول، بتضليل محكمة المانية بعد تراجعهما عن اقوال سابقة أكدا رؤيتهما لمشاركين في التخطيط في افغانستان. وقال بكيم ادمي، وهو الماني ولد في كوسوفو، للمحكمة انه تعلم الرماية واطلاق الصواريخ في معسكر ل"لقاعدة" في افغانستان في ايلول 2001 لكنه نفى ان يكون رأى هناك سعيد بهاجي وزكريا الصبار اللذين يزعم انهما ساعدا المنفذين. ويقول الادعاء ان الاثنين والمتهم منير المتصدق الذي سيكون اول من يحاكم بتهمة التآمر في هجمات 11 ايلول، ينتمون الى خلية مقرها هامبورغ قادت الهجمات الانتحارية وقاد زعيمها محمد عطا الطائرة التي صدمت البرج الاول لمركز التجارة العالمي في نيويورك. وتعارضت شهادة ادمي امام المحكمة مع اقواله التي وقع عليها امام المحققين وقال فيها انه التقى بالاثنين بعدما فرّا من المانيا مما دفع القاضي لتهديده بالسجن عقاباً له على الكذب. وقال ادمي للمحكمة انه لم يشر الى لقاء مجموعة تتحدث الالمانية في افغانستان ولم يتعرف الى صورهم التي عرضتها الشرطة عليه. وأكد ادمي ان التوقيع الموجود على الاقوال هو توقيعه. وابلغ ادمي رئيس المحكمة القاضي ابريشت مينتس الذي بدا نافد الصبر مع الشاهد: "لم اقل شيئاً من هذا". ورد القاضي قائلاً: "ما تقوله هنا هراء ...لا احد في قاعة المحكمة هذه يصدقك. سننهي هذا الأمر الآن لكن ذلك لا يبدو في صالحك... انك تعبث بحريتك". وفي وقت سابق تحدث ادمي عن فترة بقائه التي استمرت اسبوعين في افغانستان ووصف تدريبات شبيهة بتلك التي تحدث عنها المتهم. ومثل المتصدق تلقى ادمي تدريبات على استخدام بنادق كلاشنيكوف كما تعلم اطلاق الصواريخ. وقال ادمي: "التدريب بدا كأنه استعداد لمقاتلة قوات التحالف الشمالي الافغاني. لم اكن اريد القتال، لذلك عدت الى باكستان". أما الشاهد دياب فرحّب بحرارة في المحكمة بالمتهم المتصدق وأقر بأنه ذهب أيضاً الى أفغانستان، لكنه زعم ان الشرطة والمدعين الألمان هددوه و"فبركوا" جزءاً من إفادته. وأضاف دياب، وهو لبناني، ان الشرطة هددته بنزع أظافره ووضع قدميه في ماء ساخنة. وقال دياب في إفادته أمام الشرطة ان الألماني السوري الأصل محمد حيدر زمار الموقوف حالياً في سورية موّل رحلته الى أفغانستان. واتهم المتصدق 28 عاماً وهو طالب يدرس الهندسة الالكترونية بالتورط وتقديم العون لقتل اكثر من ثلاثة الاف في نيويوركوواشنطن والانتماء لخلية اسلامية في هامبورغ متهمة بقيادة الهجمات. وينفي محاميه تورطه. على صعيد آخر، اعتقلت الشرطة الافغانية عدداً من الاشخاص وضبطت كمية كبيرة من المتفجرات ما حال دون حصول "هجوم ارهابي" كان يستهدف محطة توليد كهربائية قرب كابول. واوضحت الاذاعة الأفغانية الرسمية ان عدداً غير محدد من الاشخاص اعتقلوا عندما كانوا يحاولون زرع 45 كلغ من المتفجرات في محطة توليد كهربائية شرق العاصمة. وأكدت ان "الارهابيين" كانوا يسعون الى زعزعة الحكومة واثبات عجزها هن حماية الشبكة الكهربائية في العاصمة.