أفادت صحيفة "واشنطن بوست" أن تحقيقات تقوم بها الشرطة الالمانية، كشفت هوية الشخص الذي جند منفذي هجمات 11 أيلول سبتمبر وهو ألماني من أصل سوري واسمه محمد حيدر زمار، ويعتقد أن الاميركيين اعتقلوه بعد فراره الى المغرب ومحاولته الدخول الى إسبانيا. وفي غضون ذلك، سادت ألمانيا أجواء من الحذر الشديد بعدما ذكرت صحيفة "بيلد" المحلية أن المسؤولين في برلين يتخوفون من هجمات إرهابية تقودها "مجموعات كومندوس" تابعة لتنظيم "القاعدة". ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أمس أن التحقيقات الجارية في هامبورغ تمكنت من الكشف عن هوية الشخص الذي جند الانتحاري محمد عطا والاعضاء الآخرين في "خلية هامبورغ" في تنظيم "القاعدة" في أفغانستان، وهو الألماني السوري الأصل محمد حيدر زمّار 41 سنة المتواري عن الانظار. ونقل المراسل عن مسؤولين ألمان قولهم إنهم لا يعرفون مكان المذكور، وأن عائلته في هامبورغ زوجة وستة أولاد قدمت الى السلطات المعنية بلاغًا باختفائه بعدما غادر ألمانيا الى المغرب في 27 تشرين الاول أكتوبر الماضي. وقال مسؤول ألماني إنه غادر ألمانيا بحجة الطلاق من زوجته المغربية وأن الاميركيين "كانوا يعلمون بالتأكيد أنه سافر". أما المغرب فذكرت أن زمار عاد وغادرها متوجهًا الى إسبانيا التي نفت أن يكون دخل أراضيها. وأضاف أن المسؤولين الاميركيين والألمان يجمعون على أن زمار شخص مهم وله شخصية كاريزمية تسمح بفهم مدى تأثيره على محمد عطا ورفاقه وفهم خلفية الاحداث التي وقعت في 11 أيلول الماضي. وتابع المراسل يقول إن مسؤولاً ألمانيًا أخبره أن برلين تعتقد بأن زمار معتقل إما في الولاياتالمتحدة أو في بلد ثالث "تحت الوصاية الأميركية"، خصوصًا أنه خلال الاشهر التسعة الماضية نقلت الحكومة الالمانية سرًا العشرات من المشتبه بأنهم أرهابيون الى دول أخرى غير الولاياتالمتحدة. وأضاف أنه إذا تأكد أن زمار معتقل لدى الاميركيين "فإن ذلك سيسبب مشكلة ديبلوماسية صعبة بين ألمانياوالولاياتالمتحدة أو الدولة الثالثة"، خصوصأ أن المذكور مواطن ألماني وعلى كل دولة تعتقله إبلاغ الحكومة الألمانية بالامر، بحسب ما ينص عليه القانون الدولي والسماح لديبلوماسييها الاتصال به. وكانت الشرطة الالمانية استجوبت زمار بعد هجمات 11 أيلول ثم أطلقت سراحه. واسمه وارد أصلاً قبل اعتداءات 11 أيلول على اللائحة الالمانية للمتطرفين الاسلاميين الذين يجب مراقبتهم. مخاوف من هجمات ومن جهة أخرى، ذكرت صحيفة "بيلد" الألمانية أمس أن جهاز الاستخبارات الألمانية "بي أن دي" حذّر السلطات المعنية في البلاد من هجمات يمكن ل"مجموعات كوماندوس" تابعة لتنظيم "القاعدة" تنفيذها، مثل إسقاط "طائرة جمبو" فوق مطار فرانكفورت أو مطارات ألمانية أخرى خلال إقلاعها أو هبوطها. وقالت الصحيفة إن ال"بي أن دي" تمكن من التقاط مكالمة حصلت في الشرق الأوسط وأجرتها دوائر تابعة ل"القاعدة"، فهم منها وجود بحث حول تنفيذ عمليات مماثلة. ونفى الناطق باسم الحكومة الألمانية كارستن أوفه هايه أمس ما ذكرته "بيلد"، مشددًا على أن حكومته "لا تملك أي معلومات محددة حول التخطيط لاعتداءات إرهابية في ألمانيا". كما نفى الناطق باسم وزارة الداخلية الامر معتبرًا أن هناك فرقًا بين "التحذير الغامض" و"المعلومات المحددة". وقال إن ما كتبته الصحيفة "من دون الرجوع إلينا عمل غير مسؤول" ينشر الخوف والهلع في نفوس المواطنين، مؤكدًا أن حكومته ستبلغ المواطنين فورًا بأي خطر قد يحدث. وكان المستشار الالماني غيرهارد شرويدر أكد أول من أمس أمام الصحافيين في برلين أن لا معلومات لديه عن إمكان وقوع اعتداءات إرهابية في ألمانيا، وأنه لو يعرف شيئًا عن ذلك لصرح به فورًا الى الرأي العام. وذكرت الصحيفة أنها حصلت أيضًا على نسخة من "تقرير داخلي سري" للمكتب الوطني لمكافحة الجريمة في ولاية هسن يتضمن سيناريوين: الاول يرى أن إسقاط الطائرات المدنية يمكن أن يتم من خلال إطلاق صواريخ "ستينغر" عليها، والثاني من خلال استخدام طائرات من دون طيار مسيَّرة عن بعد. وذكر التقرير السري أيضًا أنه لا يمكن استبعاد الهجوم على الطائرات المدنية في مرحلتي الاقلاع أو الهبوط، "إلا أنه لا توجد لدى الاجهزة الاستخباراتية الألمانية معلومات تفيد بأن الخلايا النائمة ل"القاعدة" في ألمانيا تملك مثل هذه الانواع من الاسلحة". لكن صحيفة "بيلد" أضافت أن معلوماتها مؤكدة بأن جهاز ال"بي أن دي" حذّر "تحذيرًا دقيقًا جدًا من خطر اعتداء إرهابي على طائرة مدنية في الأجواء الألمانية خلال هبوطها أو خلال إقلاعها". وأضافت أن خبيرًا أمنيًا في جهاز الاستخبارات الألمانية قال لها: "إننا نحذّر بقوة من التقليل من جدّية هذه الاخطار".