قلل مصدر عراقي معارض قريب من قيادة المؤتمر الوطني العراقي من امكان نجاح المخابرات المركزية الاميركية في تنفيذ توجيهات الرئيس جورج بوش ن بالقيام بعمليات سرية داخل العراق في محاولة للقبض على الرئيس العراقي صدام حسين أو قتله اذا اقتضى الامر. وقال المصدر الذي رفض الافصاح عن هويته ان الدليل على عجز وكالة الاستخبارات هو أنها "لم تقم بأي عمل ملموس بعد مرور اربعة شهور على الأمر الرئاسي". من جهة اخرى قال الدكتور احمد الجلبي، أحد مؤسسي "المؤتمر"، في تصريحات الى "الحياة"، انه يرفض "فكرة الاحتلال العسكري الاميركي للعراق"، كما يرفض "محاولات تبذلها اطراف اميركية لفرض حكم ديكتاتوري عسكري جديد على الشعب العراقي". وتأتي مواقف الجلبي هذه بعد موجة انتقادات تعرض لها من المعارضة العراقية ومن بعض اطراف الادارة الاميركية وما يمثل تحولاً في موقف الخارجية الاميركية حياله واستقبالها ممثلين عن فصائل المعارضة من دون مظلة "المؤتمر". ورسم الجلبي رؤيته للحكم المقبل في العراق، فقال انهه "يجب أن ينبذ الحرب كوسيلة لحل النزاعات مع الجيران واستخدام العنف لحل القضايا الطائفية والعنصرية والقومية، ويجب ان يستبعد الطائفية كاطار سياسي للحكم". وتشكل تصريحات الجلبي اشارة واضحة الى مدى التعارض بين جناحه في "المؤتمر" والخارجية الاميركية التي اتخذت خطوات تدل الى انها تخلت عن "المؤتمر" كمرجعية اساسية للمعارضة العراقية. لكن وزارة الدفاع البنتاغون، أو قسم رسم السياسات فيها تحديداً، لا تزال تتمسك بالجلبي كلاعب وشريك في اي جهد اميركي لإسقاط النظام في بغداد. وفي اطار التجاذبات بين الخارجية والبنتاغون سربت مصادر اميركية وقائع الاجتماع الاخير الذي عقده مساعد وزير الدفاع دوغلاس فيث مع ممثلين عن "مجموعة الأربعة" التي تضم الحزبين الديموقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني، والمجلس الأعلى للثورة الايرانية وحركة الوفاق الوطني العراقي في حضور مندوب عن أحمد الجلبي. ونشرت صحيفة "ذي ويكلي ستاندارد" الاميركية رواية لما حدث في اللقاء ابرزت فيها دعم البنتاغون للمؤتمر الوطني ومعارضة اضعافه أو تجاوزه. ولكن مصادر "مجموعة الاربعة" نفت في اتصال مع "الحياة" ما ورد في تقرير الصحبفة الاميركية. وقال هوشيار زيباري مسؤول العلاقات الخارجية في الحزب الديموقراطي الكردستاني "ان الاجتماع كان ناجحاً للغاية خصوصاً في كسر احتكار الاتصالات مع البنتاغون من جانب المؤتمر الوطني". واضاف زيباري ل"الحياة" ان "مجموعة الاربعة" عرضت رؤيتها لوضع المعارضة واستمعت الى تحفظات فيث وردّت عليها بوضوح وصراحة "خصوصاً في ما يتعلق بقدرة مؤسسة "المؤتمر" على العمل الايجابي لجمع المعارضة العراقية. واكدنا للمسؤول الاميركي اننا كمجموعة يمكن ان نلعب دوراً في تنشيط اتصالات المعارضة وتنسيق مواقفها لتجاوز احباط يسود الكثير من المعارضين بسبب فشل المؤتمر في ان يكون منظمة فاعلة". وفي لندن فشلت قيادة المؤتمر الوطني العراقي في التوصل الى موقف موحد بصدد رسالة بعثت بها الخارجية الاميركية قبل نحو اسبوعين وتضمنت تخصيص مبلغ 8 ملايين دولار للمؤتمر الوطني العراقي. وهذا هو الاجتماع الثالث لقيادة المؤتمر الذي يخفق في تجاوز الخلافات حول طريقة التعامل مع رسالة الخارجية التي رسمت، للمرة الاولى منذ سنوات طويلة، طرق صرف الااموال. وحجبت الرسالة المخصصات السابقة لما يعرف ب"مكتب جمع المعلومات" الذي يديره الجلبي من واشنطن. وقال مصدر كردي ل"الحياة" ان عدم وجود اجماع يقتضي الدعوة الى عقد المجلس المركزي للمؤتمر الوطني يتجاوز اعضاءه ال 50 لحسم الموقف". ويذكر ان "مكتب جمع المعلومات" يتلقى نحو 320 الف دولار شهرياً من المخصصات الموجهة ل "المؤتمر" كما ذكرت صحيفة "ذي ويكلي ستاندارد".