وسط تنامي الانتقادات العلنية في المانيا لسياسة اسرائيل والجو السلبي تجاه الدولة العبرية لدى الرأي العام الالماني وجهت اللجنة اليهودية - الاميركية أمس اتهامات شديدة الى وسائل الاعلام الالمانية زاعمة ان معظم ما تنشره عن أزمة الشرق الأوسط "يتميز بطابع معاد للسامية". وقدم فرع اللجنة في برلين دراسة اجراها معهد ديسبورغ الالماني للبحوث اللغوية والاجتماعية حلل فيها خلال المدة الفاصلة بين خريف عام 2000 وعام 2001، التقارير والمقالات التي نشرت في سبع من أهم الصحف والمجلات الاكثر انتشاراً في البلاد عن الاحداث التي شهدها الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. ودعت مديرة فرع اللجنة اليهودية - الاميركية دايدري برغر الصحافيين الالمان الى ان "يكونوا اكثر وعياً وابتعاداً" عما اسمته "النمطية والكليشيهات المنحازة ضد اسرائيل". وتطرقت الى النقاش الجاري حالياً بين الحزب الليبرالي والمجلس المركزي لليهود في المانيا فرأت "ان النوعية الجديدة فيها ليست انتقاد السياسية الاسرائيلية، وانما نفخ في العداء للسامية". وقال الدكتور سيغفريد ياغر الذي قدم ملخصاً عن الدراسة ان الهدف "لم يكن درس مقالات صحافيين محددين للتأكد من لاساميتهم، وانما لتحديد المسار العام الذي اتخذته التغطية الاعلامية للانتفاضة واستخلاص النتائج منها". وحدد النقاط الاساسية التي وضعتها الدراسة وهي: زيارة ارييل شارون للمسجد الأقصى، مقتل الطفل محمد الدرة الى جانب والده، تفجير "ديسكوتيك" في اسرائيل. ورأى الدكتور ياغر ان الاعلام الالماني اعتبر ان زيارة شارون كانت المسبب الاساسي للانتفاضة الفلسطينية الثانية بينما تم تجاهل ان الفلسطينيين كانوا يحضرون لها منذ فترة، كما اعتبر ان موت الطفل الذي كان مع والده جاء نتيجة مباشرة لزيارة شارون التي اعتبرت استفزازية، وان سحل الاسرائيليين المعتقلين جاء رداً على زيارة شارون وقتل الدرة واصفاً الأمر بأنه "انحياز غير مبرر الى الجانب الفلسطيني". سلبية تجاه الفلسطينيين لكن ياغر اعترف ان التغطية الاعلامية في المانيا لم تكن سلبية تجاه اسرائيل وحدها، بل تجاه الفلسطينيين ايضاً، خصوصاً عرفات ومنظمتي "حماس" و"الجهاد" اللتين توصفان بأنهما ارهابيتين. كما اعترف بأن عرض الأمور في اسرائيل "عموماً حيادي باستثناء الموقف من شارون الذي يوصف أوصافاً مهينة" تنم عن مشاعر عداء للسامية. لكنه عاد ليقول ان الاعلام الالماني يبرر ردود فعل الفلسطينيين كنتيجة للاهانات التي يتعرضون لها، مشيراً الى انه غالباً ما يقال ان الجنود الاسرائيليين "يطلقون النار بهدف القتل" وان المعركة هي "بين مصفحات من جهة وأطفال الحجارة من جهة اخرى". وقال ايضاً ان عرفات يهاجم ايضاً في الاعلام الالماني ولكن ليس بالحجم الذي يهاجم فيه شارون الذي قورن بهتلر أو قيل عنه "الاسرائيلي البشع". واعترف بأن هذا الاعلام ينشر كلاماً معادياً للفلسطينيين وضد الاسلام الذي يتهمه بالتعصب ويربط بينه وبين العنف. وأنهى بالقول انه على رغم ذلك فإن المحصلة النهائية للدراسة هي وجود تهجم أكبر على اسرائيل مقارنة مع الفلسطينيين. ورداً على سؤال لم يفسر الدكتور ياغر كيف يمكن لسبع من أهم الصحف والمجلات الالمانية التي لا يمكن اتهامها باللاسامية ان تنشر طوال الفترة مواد يمكن اعتبارها معادية للسامية ومنحازة ضد اسرائيل، كما لم يجب عن النقص الموجود في الدراسة كونها لم تبحث عن اسباب الانتقادات العنيفة الموجهة الى اسرائيل وشارون، خصوصاً انها دولة تحتل الأرض الفلسطينية منذ اكثر من خمسة وثلاثين سنة ولا تزال ترفض قيام دولة فلسطينية.