سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
والقيادة الفلسطينية تنفي تشكيل "لجنة سياسية" وترفض لقاء باول اذا رفض الاجتماع مع عرفات . زير الخارجية الاميركي يبدأ جولته في المغرب بلقاء الامير عبدالله وينهيها في اسرائيل
واصلت إسرائيل حرب استنزافها النفسية ضد الرئيس ياسر عرفات فيما أعلن اعضاء القيادة الفلسطينية انهم لن يلتقوا وزير الخارجية الاميركي كولن باول ما لم يلتق عرفات ودعوا الدول العربية الى اتخاذ الاجراء ذاته. وفيما يستعد باول للتوجه الى الشرق الاوسط حيث يتوقف في محطته الاولى في المغرب قبل ان ينتقل الى القاهرة والاردن منهيا جولته في القدسالمحتلة الجمعة، امتنعت الولاياتالمتحدة عن توجيه انتقادات علنية الى اسرائيل، لكنها دعتها الى وقف "من دون تأخير" للهجمات في الاراضي الفلسطينية. ولم يشر البيت الابيض او وزارة الخارجية الى المهلة الزمنية التي يعتزمان تحديدها لرئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ليسحب القوات الاسرائيلية من الاراضي التي اعادت احتلالها. قال الامين العام لمجلس الوزراء الفلسطيني احمد عبدالرحمن "اذا كان وزير الخارجية الاميركي كولن باول "لا يريد لقاء الرئيس ياسر عرفات، فلماذا يحضر اصلا. هل سيتحدث مع اشباح؟". واوضح ان "احدا لن يستقبل باول ولن يجد من يقول له اهلا وسهلا اذا حاول تجاوز الرئيس الفلسطيني". وزاد ان لهذا الشعب "رأساً واحداً" هو الرئيس عرفات ولن يجتمع باول مع احد منا قبل ان يلتقي ابو عمار". وتابع: "بات واضحا للجميع ان اسرائيل هي التي تصدر الاوامر للولايات المتحدة والاخيرة تنفذ والا ما معنى ان يطلب زيني من عرفات التقاء اللجنة السياسية الفلسطينية، ويخرج بعد ذلك شارون ويرفض السماح له بالاجتماع بهم؟ الفأر هو الذي يجر الجمل". وقال ان وزير الخارجية الاسرائيلي شمعون بيريز نفسه "قال ان عرفات هو العنوان، فما معنى ان يعلن باول انه لن يلتقيه". ونفى عبدالرحمن ما تناقلته وسائل الاعلام الاميركية عن موافقة عرفات على تشكيل "لجنة سياسية" تتولى نقل السلطة الى قياديين آخرين. وذكر ان محاولات اميركية مماثلة لتجاوز الرئيس الفلسطيني عشية انعقاد مؤتمر مدريد باءت بالفشل عندما هدد وزير الخارجية الاميركي في حينه جيمس بيكر الوفد الفلسطيني من داخل الاراضي الفلسطيني بعدم ذكر اسم عرفات في خطاب الوفد خشية انسحاب الوفد الاسرائيلي منه وكان الرد: "فليذهب الوفد الاسرائيلي الى الجحيم". مطلب زيني وكشف عبدالرحمن ان زيني طالب عرفات خلال لقائهما اول من امس بالقاء "خطاب تهدئة" فأكد له ان لا معنى لمثل هذا الخطاب في ظل العدوان الاسرائيلي المتواصل على الفلسطينيين. واكد كبير المفاوضين الفلسطينيين الدكتور صائب عريقات الموقف الفلسطيني ذاته، ان "القرار نهائي ولا رجعة فيه". وعلمت "الحياة" ان محادثات واتصالات مكثفة يجريها مسؤولون فلسطينيون مع جهات خارجية لايصال فحوى الموقف الفلسطيني الى باول الذي اعلن بيريز انه "لن يصل قبل منتصف الاسبوع المقبل. وهذا يوفر المزيد من الوقت لقوات الجيش الاسرائيلي لمواصلة حملتها العسكرية الموسعة ضد الفلسطينيين"، خصوصا في شمال الضفة الغربية وتحديدا في جنين ومخيمها وحي القصبة في نابلس اللذين تواصل الطائرات والدبابات الاسرائيلية دكهما بكل ما اوتيت من قوة. واكدت مصادر في مكتب الرئيس الفلسطيني ان حرب الاستنزاف التي يمارسها الجنود الاسرائيليون على مقره المحاصر والتي كشف منسق "شؤون الضفة" في الجيش الاسرائيلي عاموس غلعاد حدوثها عندما تحدث عن "عملية تكتيكية في محيط المقر"، شملت قطع التيار الكهربائي مجددا على المقر منذ ساعات الليل فيما شوهدت تحركات وعملية اعادة انتشار في محيط المقر قبل اعادة التيار الكهربائي في الساعة الرابعة بعد الظهر. وما يزال التشويش على اجهزة الاتصال الخليوية التي بحوزة المحاصرين متواصلا بعد ان قطع الاتصال نهائيا لساعات. وقال مستشار عرفات نبيل ابو ردينة ان اسرائيل تملي شروطها على الجانب الاميركي. وطالب ابو ردينة المحاصر مع عرفات في رام الله العرب باتخاذ "اجراءات مهمة لوقف العدوان الاسرائيلي"، وقال ان الشعب الفلسطيني صابر وصامد وان "النصر قريب وان على الامة العربية ان تتحمل مسؤوليتها في مواجهة هذه اللحظات العصيبة ولا بد من تحرك جدي مع الولاياتالمتحدة الراعية الوحيدة لحكومة اسرائيل ولا يجوز استمرار هذا الصمت العربي". واكد انه "اذا كان هناك تجاوز اميركي للرئيس عرفات فلن يجدوا فلسطينيا واحدا يقول له اهلا وسهلا". في واشنطن أ ف ب، رجح مسؤولون اميركيون ان يصل باول الى اسرائيل الجمعة المقبل. ومن المقرر ان يغادر باول الولاياتالمتحدة اليوم متوجها الى المغرب ثم عدد من عواصم الشرق الاوسط ومدريد قبل اسرائيل. وسيلتقي في المغرب الملك محمد السادس وكذلك ولي العهد السعودي، نائب رئيس مجلس الوزراء الامير عبد الله بن عبد العزيز الذي يزور هذا البلد حاليا. ويتوجه باول بعد ذلك الى القاهرة حيث يلتقي الرئيس حسني مبارك قبل ان يقصد مدريد في زيارة كانت مقررة قبل جولته على الشرق الاوسط يلتقي خلالها مسؤولين من الاتحاد الاوروبي ووزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف. واوضح المسؤولون الاميركيون ان باول قد يقصد بعد ذلك عمان للقاء العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني قبل وصوله الى اسرائيل. وكان باول اعلن في ختام لقاء مع وزير الخارجية الاردني مروان المعشر في واشنطن مساء اول من امس ان الرئيس جورج بوش "ينتظر ان تتوقف الهجمات وتبدأ عملية الانسحاب في اسرع وقت ممكن ومن دون تأخير"، مضيفا: "سنرى ما سيحدث في الايام المقبلة". ووسط الحاح الصحافيين على باول بتفسير غياب اي انتقادات اميركية لحكومة شارون، اكتفى باول بالتذكير بالتصريحات التي ادلى بها بوش الخميس، معتبرا انها "واضحة الى حد كاف". وكان بوش دعا اسرائيل الى وقف هجماتها واعلن انه سيوفد باول الى المنطقة. واكتفى الوزير الاميركي بالقول انه يرغب في "لقاء اكبر عدد ممكن من القادة في المنطقة". وفيما قال الناطق باسم الرئاسة الاميركية انه "من غير المقرر في الوقت الحالي" ان يلتقي باول عرفات، قال باول انه لا خطط في الواقع للقاء من هذا النوع لكن "هذا لا يعني ان ذلك لن يتم في الوقت المناسب".