سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس الوزراء أبقى الباب مفتوحا أمام لقاء لاحق واتهم وزير خارجيته ب"التآمر" عليه . لقاء عرفات وبيريز يؤجل مجدداً وشارون يحاول تجنب مواجهة مع بوش بعد اتصال "صعب"
تواصلت أمس مساعي اقناع رئيس الحكومة الاسرائيلية ارييل شارون بالسماح لوزير خارجيته شمعون بيريز بلقاء الرئيس ياسر عرفات اليوم في مطار غزة، وقامت بهذه المساعي أميركا وروسيا ودول الاتحاد الأوروبي التي ترى في استئناف اللقاءات السياسية بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية، عاملاً مهماً لتشجيع دول عربية على الانضمام الى التحالف الدولي الذي تسعى الولاياتالمتحدة الى تشكيله لمكافحة الارهاب. والتقى شارون في مزرعته في النقب مساء امس وزير خارجيته للبت في مسألة عقد اللقاء. لكن لقاءهما انتهى من دون التوصل الى اتفاق. وتوقع التلفزيون الاسرائيلي الا يتم اللقاء خصوصا ان بيريز لم يحدد اليوم موعدا له. وتقول مصادر سياسية اسرائيلية ان شارون يبحث الان في طريقة للنزول عن الشجرة التي تسلقها، علما انه لم يطلب من بيريز رسميا الغاء اللقاء وفي الوقت نفسه تعهد امام رؤساء منظمات يهودية اميركية بان اللقاء لن يرى النور. واضافت المصادر ان شارون يأخذ في حساباته ان الغاء اللقاء كليا مع عرفات قد يقود الى مواجهة مع بوش، علما ان التلفزيون الاسرائيلي نقل عن مصادر اميركية قولها ان الاتصال الهاتفي الذي جرى اول من امس بين بوش وشارون كان "صعبا وليس لطيفا". وكان وزير الخارجية الاميركي كولن باول اتصل هاتفيا ايضا بشارون اول من امس لحضه على عقد اللقاء. وجدد امس في تصريح قوله ان عقد اللقاء ضروري. كذلك اجرى وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف اتصالاً مماثلاً مع شارون. وحرص شارون الذي يتجنب الظهور الاعلامي، على التسريب الى وسائل الاعلام العبرية باسم "مقربيه" اتهام بيريز ب"التآمر ضده" من خلال اتصالاته بزعماء العالم ليمارسوا الضغط عليه للسماح بعقد اللقاء. وحسب "المقربين" فإن شارون يرى ان اجتماعاً بين وزير خارجيته والرئيس الفلسطيني "في هذا الوقت بالذات" يضر بمساعي اسرائيل لنزع الشرعية الدولية عن عرفات ونقل عن شارون قوله ان "ياسر عرفات" يتزعم منظمات ارهابية ومن غير المعقول ان نمنحه الشرعية بمواصلة هذا الارهاب". لكن يبدو ان شارون أبقى الباب مفتوحاً لاجراء من خلال قوله، حسب الاذاعة، انه لا يمانع مبدئياً في عقد اللقاء شرط ان يعمل الرئيس الفلسطيني ما هو لازم لوقف العنف. وقالت الاذاعة العبرية ان شارون أبلغ الرئيس الأميركي عدم استعداد اسرائيل دفع ثمن التحالف الدولي الذي يسعى الى تشكيله ضد الارهاب وأن مثل هذا الائتلاف يجب أن يحارب أيضاً "المنظمات الارهابية" التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني. وسرب شارون الى الاذاعة نبأ اتصالات أجرتها معه منظمات يهودية أميركية طالبته بعدم السماح لبيريز لقاء عرفات. من جهته قال بيريز للتلفزيون الاسرائيلي ان أحداً لم يبلغه بأن رئيس الحكومة قرر الغاء اللقاء المرتقب بينه وبين عرفات لكنه تابع قائلا ان موعد اللقاء ومكانه لم يحددا بعد "لكن هناك قرار مبدئي بعقده". وأضاف انه لا يرى سبباً مقنعاً لالغائه، داعياً الى احترام رغبة الولاياتالمتحدة. ورفض بيريز القبول بالمقارنة التي يتبناها رئيس حكومته بين الرئيس الفلسطيني واسامة بن لادن، وأضاف ان ثمة فارقاً جدياً بين السلطة الفلسطينية وحركات "حماس" و"الجهاد الاسلامي" والمنظمات التي ترعاها ايران "ومن شأن هذه الحركات ان تكون البديل السيء للسلطة الفلسطينية في حال قررنا القضاء عليها". "التحالف الدولي" الى ذلك، بدأت الحكومة الاسرائيلية حملة مسعورة ضد امكان انضمام سورية والسلطة الفلسطينية الى التحالف الدولي وقالت مصادر سياسية رفيعة ان "سورية تؤوي منظمات ارهابية فلسطينية وتدعم حزب الله لممارسة الارهاب ضد اسرائيل". وأضافت انه لا يعقل ضمها الى مثل هذا التحالف وهي مدرجة على لائحة الدول الداعمة للارهاب التي أعدتها الولاياتالمتحدة نفسها. ودعت المصادر الولاياتالمتحدة العمل من أجل منع انضمام سورية الى مجلس الأمن، للأسباب ذاتها. ولفتت الى استياء اسرائيل من تشكيلة التحالف الدولي المتوقع مشيرة الى عدم وجود تشابه بين التحالف الذي اقامته مطلع التسعينات وما تسعى اليه الآن.