حامت علامة استفهام كبيرة في ألمانيا أمس، حول قصة هروب الإسلامي الألماني "كريستيان غ" المشتبه بعلاقته مع "القاعدة" وتورطه في حادث جربة الإرهابي، من البلاد من دون ملاحظة السلطات الأمنية، خصوصًا أن المشتبه به غادر مع زوجته ميمونة وأولاده الأربعة بصورة عادية ومن دون تخف. وبعد مرور أكثر من أسبوعين كشفت النبأ القناة التلفزيونية الألمانية المستقلة "آي آر دي"، مشيرة إلى أن الرقابة الشخصية التي يفرضها الادعاء العام عليه كانت مملوءة بالنواقص على رغم أن المدعي العام كاي نيم يعتبر "كريستيان غ" أحد الشهود الرئيسيين في اعتداء جربة الذي وقع في 11 نيسان أبريل الماضي وفي قضايا الإسلاميين عمومًا في ألمانيا. وكان كريستيان اعتقل في 15 الشهر نفسه وأطلق سراحه في اليوم التالي بسبب غياب إثباتات ضده. وامتنعت الناطقة باسم الادعاء العام كاترين شويتن ذكر تاريخ مغادرته ووجهته، رافضة تأكيد أو نفي ما ذكرته القناة التلفزيونية عن تركه منزله في مدينة دويسبورغ جنوب غربي البلاد في الثالث عشر من الشهر الماضي إلى أمستردام ومنها إلى الخليج. ويشتبه الادعاءالعام في أن يكون الإسلامي البولوني الأصل البالغ من العمر 35 عامًا، والذي اعتنق الإسلام قبل سنوات، عضوًا في تنظيم "القاعدة"، استنادًا إلى مكالمة التقطتها الاستخبارات الألمانية صدفة، أجراها منفذ اعتداء جربة التونسي نزار نوار معه قبل تفجير الأول سيارته أمام الكنيس اليهودي. وكان الادعاء العام ذكر أن "كريستيان غ" اعترف بذهابه إلى أفغانستان وباكستان أكثر من مرة والتدرب في معسكرات تنظيم "القاعدة" وأنه التقى أيضًا أسامة بن لادن ومنفذ اعتداء جربة، واشتغل على أجهزة الكومبيوتر التابعة للتنظيم باعتباره خبيرًا في الكومبيوتر. وأيد الإسلامي الأردني شادي إبراهيم الذي يتعاون منذ فترة مع السلطات الألمانية هذه المعلومات على اعتبار أنه كان لفترة من الوقت من الحراس الشخصيين لبن لادن. إلى ذلك تأجلت محاكمة الإسلاميين الجزائريين الأربعة في فرانكفورت بتهمة التعاون مع تنظيم "القاعدة" إلى 23 الشهر الجاري على أقل تقدير بعد إصابة المتهم "الأمين م" في زنزانته إثر سقوطه فيها.