اعلن الصليب الاحمر ان المعدات المطلوبة لعمليات الاغاثة في مخيم جنين يجب ان تكون مشابهة للمعدات المعروفة في مواجهة الزلزال. واتهم وزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني اسرائيل بإعدام 70 فلسطينياً من دون محاكمة. وطالب بتحقيق فوري في "مذبحة جنين". جنيف، نيقوسيا، لندن - "الحياة"، أ ف ب، رويترز - اعلن فنسانت لوسر المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في جنيف ان المساعدة الانسانية في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية تتطلب "تجهيزات وخبرة متخصصة" كتلك التى تتطلبها مواجهة الزلازل. وقال لوسر: "ان مندوبي الصليب الاحمر الذين دخلوا الاثنين الى جزء من المخيم شاهدوا فيه ما تخلفه الزلازل: البيوت المهدمة والمتداعية والحطام في كل مكان والطرق المسدودة بالركام". واضاف "عندما يتحدثون عن الزلازل فهذا لكي يشرحوا الوضع الميداني الذي يواجهونه حيث تبدو الوسائل التقليدية للاجلاء بسيارات الاسعاف غير كافية او غير مناسبة". وطالب "بتجهيزات وخبرة متخصصة" لاخراج الجثث من بين الانقاض المتداعية "حيث يمكن ان تكون هناك اسلحة او عبوات غير منفجرة". واوضح ان الفريق المشترك للصليب والهلال الاحمر الفلسطيني قام بنقل سبع جثث وعاد الى المخيم بعد الظهر لاجلاء ثلاثة مدنيين جرحى او مرضى وامداد مجموعة من المدنيين في بيوتهم بما يحتاجون من غذاء وماء. وتابع "اننا في بداية مهمة واسعة وقاسية جدا .. يجب مناقشة السبل التقنية والامنية وهو امر نناقشه حاليا مع السلطات الاسرائيلية وهي المسؤولة في النهاية عن حسن سير العملية". وردا على سؤال عن عدد الجثث التي رآها فريق اللجنة الدولية للصليب الاحمر قال لوسر "لا اعتقد ان العدد كبير جدا حتى الان لكننا لا نتكهن لاننا لم نر بعد كل شيء وقد يكون هناك جثث تحت الانقاض لم نرها". واشارت متحدثة اخرى انتونيلا نوتاري ان "الاعتبارات الامنية تجعل الوضع شديد التعقيد .. تلزمنا وسائل تمكننا من العمل بامان" من اجل تقديم "المساعدة الانسانية العاجلة". في نيقوسيا اتهم شعث امس الجيش الاسرائيلي بانه اعدم من دون محاكمة بين 60 و70 فلسطينيا في المخيم. وقال امام اكثر من مئة مندوب لدى افتتاح مؤتمر للامم المتحدة حول السلام في الشرق الاوسط "كان هناك 60 الى 70 عملية اعدام"، مضيفا ان "مجزرة جنين مريعة حقا. انها جريمة حرب". وتصريحات شعث تضاف الى اتهامات عديدة وجهها المسؤولون الفلسطينيون الى الجنود الاسرائيليين بقتل حوالي خمسمئة فلسطيني بينهم اطفال ونساء في المخيم الذي كان خلال ايام عدة مسرحا لمعارك ضارية بين الجنود الاسرائيليين ومقاتلين فلسطينيين قبل احتلاله من قبل الجيش الاسرائيلي الجمعة. واضاف الوزير الفلسطيني ان "الجيش الاسرائيلي احتاج ستة ايام لانهاء مجزرته في جنين وستة ايام لتنظيفه". وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اتهم الاربعاء الجيش الاسرائيلي بانه اعدم ثمانية مقاتلين فلسطينيين سلموا انفسهم في جنين. لكن شعث لفت الى ان الحصيلة الحقيقية للضحايا "لا يمكن معرفتها قبل اجراء عمليات بحث في المباني المدمرة". من جهته اكد الجيش الاسرائيلي امس ان "حوالي 50" فلسطينياً قتلوا في المعارك في مخيم جنين، لكنه رفض بشكل قاطع الاتهامات الفلسطينية بارتكابه "مجازر". واثناء جولة نظمت للصحافيين في المخيم قال الناطق باسم الجيش الكومندان رافي لادرمان ان حجم "الاضرار اقل بكثير مما يؤكده الفلسطينيون"، مضيفا "نقدر العدد الاجمالي للقتلى ببضع عشرات، حوالي 50". وقد شاهد الصحافيون اثناء هذه الزيارة التي استمرت 90 دقيقة جثة فلسطيني واحد. غير ان العسكريين اقروا ان هناك جثثا اخرى مطمورة تحت الانقاض. وفي جنيف اعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ووكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين امس انهما ستستطيعان التعرف الى عدد الاشخاص الذين قتلوا في المخيم. وقال لوسير ان "الاولوية معطاة اولا لمساعدة الناجين في المخيم واخلاء الجثث". ثم ستتولى اللجنة الدولية للصليب الاحمر جمع شهادات افراد اسر الاشخاص المفقودين. واضاف "سيكون بامكاننا تدريجيا وضع لائحة باسماء الاشخاص المفقودين ومقارنة هذا الرقم بعدد الاشخاص المعتقلين. وشيئا فشيئا سيتم معرفة العدد النهائي للضحايا". واشار ريني اكوارون الناطق باسم الاونروا ان لدى هيئته احصاءات دقيقة جدا حول عدد اللاجئين في جنين. وقال "ان كل اللاجئين مسجلون والمعطيات متوفرة عنهم واكاد اجزم اننا سنعرف بالتدقيق عدد المفقودين". ولدى الاونروا صور جوية للمخيم قبل الاجتياح الاسرائيلي وبعده وستستعملها لتقويم الاضرار والحاجات المالية.