غزة - أ ف ب - كانت مشاعر اليأس تسيطر على العاملين في "وكالة الاممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين" أونروا بعد مقتل اثنين من زملائهم خلال توغل اسرائيلي في مخيم البريج في قطاع غزة، ما يرفع عدد موظفي الوكالة الذين قتلوا خلال العام 2002 إلى خمسة في الأراضي الفلسطينية. وقال الموظف في الوكالة في غزة روجر هيرن لوكالة "فرانس برس" إن "مقتلهما يؤكد مخاوفنا وشعورنا بالعجز امام هذه الفظاعات". من جانبه ذكر المكلف العلاقات العامة في "أونروا" في غزة عيسى القرة "اننا مثل جميع الفلسطينيين مهددون بأعمال العنف واطلاق النار العشوائي من قبل الجيش الاسرائيلي". وكانت المدرسة احلام قنديل والموظف في احدى المدارس اسامة طهراوي قتلا فجر الجمعة، ثاني ايام عيد الفطر، مع ثمانية فلسطينيين في توغل للدبابات الاسرائيلية تساندها المروحيات في مخيم البريج للاجئين الذي تحول الى ساحة حرب. وكان ستة من الفلسطينيين العشرة الذين قتلوا في الغارة الاسرائيلية ينتمون الى "حركة المقاومة الاسلامية" حماس وبينهم ناشطان في "كتائب عزالدين القسام" الجناح العسكري للحركة المسؤول عن معظم العمليات ضد الاسرائيليين منذ اطلاق الانتفاضة في ايلول سبتمبر عام 2000. وصرح رئيس "أونروا" بيتر هانسن: "انني ادين ما يبدو أنه استخدام مفرط للقوة المسلحة في منطقة شديدة الكثافة السكانية". وأعلن الجيش الاسرائيلي ان قواته تدخلت في مخيم البريج لتدمير منزل ناشط في "حماس". وقال الناطق باسم الجيش: "فتحنا تحقيقاً وكل ما في وسعنا قوله هو ان جنودنا ردوا على نيران الفلسطينيين المسلحين. ولا نعرف الجهات التي اصيبت". ويتزامن مقتل قنديل وطهراوي بعد اسبوعين من مقتل موظف آخر في "أونروا" هو البريطاني ايان هوك بنيران جندي اسرائيلي في مخيم جنين للاجئين في الضفة الغربية. وبعد وفاته، وقع 64 شخصاً من 22 جنسية مختلفة يعملون في الأممالمتحدة مذكرة تدين اسرائيل وتدعوها الى "اتخاذ التدابير لوقف المضايقات وعمليات القتل التي يتعرض لها العاملون في الاممالمتحدة". وفي الربيع الماضي اصيب موظفان فلسطينيان في "أونروا" بنيران اسرائيلية في الضفة عندما كانا يجليان جريحاً في سيارة اسعاف. وقال الجيش ان جندياً اطلق النار خطأ على هوك ظناً منه بأنه فلسطيني مسلح. وأكد مسؤول في المنظمة الدولية لاحقاً ان أحداً لم يستخدم أسلحة اوتوماتيكية في الموقع. وأفاد ناطق باسم الوكالة الدولية ان قنديل وطهراوي لم يكونا مسلحين عندما اصيبا بنيران اسرائيلية. وصرح ممثل المفوضية الاوروبية في القدس جان بريتيشيه لوكالة "فرانس برس": "لقد تعرضت شخصياً مراراً للعنف الاسرائيلي. يبدو وكأنه ليس للجنود في الأراضي الفلسطينية تعليمات واضحة ويفعلون ما يحلو لهم". واضاف انه قلق على موظفيه "خصوصاً على الفلسطينيين الأكثر تعرضاً للخطر على الارض". ويعمل في "أونروا" نحو 12 ألف شخص، ومهمتهم الرئيسية تكمن في تقديم المساعدات الأساسية التربية والصحة لأكثر من مليون ونصف مليون لاجئ فلسطيني في الضفة وقطاع غزة.