بيروت - "الحياة -أحيا حزب الكتائب ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية في 13 نيسان ابريل العام 1975 بالتأكيد على صحة موقفه منها. فوزّع شبابه بيانات على المارة على طريق الشياح - عين الرمانة الذي انطلقت منه شرارة الحرب وتقاطع غاليري سمعان ومستديرتي الصياد والشيفروليه وبولفار كميل شمعون وفرن الشباك، كُتب عليها ان "13 نيسان ذكرى مقاومة التوطين". وتضمّنت نص برقية من آمر فصيلة الدرك في فرن الشباك عن حادثة "بوسطة عين الرمانة" وأقوالاً لمؤسس الحزب بيار الجميل عن موضوع التوطين. وأكدت البيانات التي حملت شعار أرزة الكتائب ان الحزب "خاض معركة مقاومة التوطين في 13 نيسان 1975، وان اللبنانيين أجمعوا على رفض التوطين في وثيقة الطائف عام 1989، وان القادة العرب في قمة بيروت 2002 أقرّوا حق العودة ورفض التوطين". ولفتت الى ان جوزيف أبو عاصي "هو أول شهيد كتائبي على طريق مقاومة التوطين"، موضحة ان "التوطين هو استمرار لمشروع تحويل لبنان الى وطن بديل عن فلسطين وإقامة السلطة الفلسطينية على أرضه بدل ان تكون على أرض فلسطين". وأعلن الرئيس المنتخب للحزب كريم بقرادوني في مؤتمر صحافي عقده للمناسبة ان الوقت حان لإعادة كتابة التاريخ والاصلاح والتجديد إنطلاقاً من ذكرى 13 نيسان. ولفت الى "ان التقاعس في كتابة التاريخ جعل بعض المسيحيين يعتقد أنه خسر الحرب وراح يتصرّف على هذا الأساس". وأكد "إننا لم نخسر الحرب بل حققنا إنجازين: لبنان الوطن النهائي ورفض التوطين". وعاهد باسم القيادة الكتائبية الجديدة "اننا سنعمل بكل قوانا وعقولنا لضمان الحد الأقصى من الوحدة بين اللبنانيين والمسيحيين والكتائبيين". ورأى "ان ما يجري في فلسطين يثبت صحّة خياراتنا في العام 1975، المقاومة الفلسطينية المسلّحة من لبنان أراحت اسرائىل ردحاً طويلاً من الزمن واتعبت لبنان، اما الانتفاضة الفلسطينية من الداخل فهي التي تصيب من اسرائيل مقتلاً وستريح لبنان من مخطط التوطين". واذ أكد "دعمه الكامل للانتفاضة في فلسطين ودفاعنا عن حق اللبنانيينوالفلسطينيين في التعبير عن آرائهم وغضبهم" الا انه شجب "تصرّفات المتظاهرين المخلّة بالأمن ورشقهم القوى الأمنية بالحجارة وكأن هذه القوى باتت هي المسؤولة عما جرى ويجري في جنين ونابلس ورام الله". وناشد كل الاطراف المعنية احترام الخط الأزرق، مؤكداً "حق اللبنانيين حصراً في مقاومة الاحتلال الاسرائىلي في مزارع شبعا بكل الوسائل بما فيها المقاومة المسلحة". وأحيت القاعدة الكتائبية المعارضة لقيادة الحزب ذكرى الكتائبي أبو عاصي في قداس أقيم في فرن الشباك، حضره رئيس الجمهورية السابق أمين الجميل والنائب انطوان غانم وحشد من الكتائبيين المعارضين. وألقى الجميل كلمة بعد القداس قال فيها: "كم كان عظيماً لو بدأت المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الاسرائىلي قبل 27 عاماً من فلسطين وليس من لبنان، كم كانت وفّرت على الشعبين الفلسطينيواللبناني مآسي ودماء". واستشهد بأقوال لوالده مؤسس الحزب بيار الجميل "عما يفعله آلاف المسلحين المنتشرين على الحدود اللبنانية تحت ستار المقاومة فيما الحقيقة أنهم يستدرجون اسرائيل الى الأعمال الثأرية والانتقامية في لبنان وأهله ثم الى الاحتلال وهذا ما حدث بالفعل، ولو لم تتصدّر الكتائب حملة الاعتراض على تسخير الجنوب والحدود ولبنان كله لأعمال مسلّحة لا تؤذي اسرائيل بقدر ما تؤذي لبنان وأهله لكان لبنان أصبح الوطن البديل". وأشار الى ان الذكرى "ليست لإحياء الضغائن والاحقاد بيننا وبين الفلسطينيين بل لتكريم الذين شهدوا للبنان المستقبل، وأثبتت الأحداث ان الكتائب كانت على حق عندما تصدّت للانفلاش الفلسطيني على حساب الشرعية اللبنانية وسيادتها على أرضها خصوصاً في الجنوب وعلى الحدود".