أكد رئيس حزب «الكتائب اللبنانية» الرئيس السابق أمين الجميل استمرار الكتائب «في خط بيار الجميل للوقوف بوجه التوطين»، سائلاً: «ماذا يفعل السلاح في برج أبي حيدر وفي جرود صنين وبسكنتا؟»، ومطالباً ب «حصر السلاح بيد الدولة». وقال الجميل في القداس الذي أقامه «الكتائب» في كنيسة مار مخائيل الرعائية في بكفيا، لمناسبة الذكرى 26 لغياب الرئيس المؤسس بيار الجميل: «بيار الجميل باق معنا يشهد له الألوف من الذين آمنوا بمدرسته، لم تكن عقائده معقدة أو رنانة، لقد بنى مدرسته بحبه للبنان وبإيمانه انقذ الوطن في مراحل عدة من 1967 الى 2010 والى 2020 سنبقى نعمل على تحقيقها»، وأضاف: «العملاق قال كلمات بسيطة ومضى: هو أول من قال في الخمسينات إن لبنان هو رسالة، وكان أول من قال «لبنان أولاً»، والآن يردد هذه المقولة السواد الأعظم من اللبنانيين. 75 عاماً من النضال ومن الجهد المستمر لنبقى مجتمعين اليوم ورأسنا مرفوع نتغنى بلبنان الأبدي السرمدي، مهما كانت المخاطر والتحديات سيبقى لبنان بيار الجميل الذي خرج من هذه البلدة ومن هذه الجبال التي اندمج بها ومعه تجاوب كل لبنان». وأشار الى أن «بيار الجميل أسس المقاومة الحقيقية وواجه من خلال الحزب الذي قدم الشهداء مشروع لبنان البديل للفلسطينيين. أسس المقاومة الشريفة والمنزهة عن كل مصلحة والتي لم تؤمن إلا بمصلحة لبنان للوقوف بوجه التوطين»، وقال: «نحن اليوم نؤكد استمرارنا في خط بيار الجميل للوقوف بوجه التوطين المرسوم من إسرائيل أولاً ومن قبل كل من له مصلحة في تحقيق هذا المشروع وكل من يتعاون لتحقيق هذا الهدف الذي يصب في مصلحة إسرائيل»، مشيراً الى أن «هناك العديد من الدول تدعم هذا المشروع وهنالك مفاوضات تجري اليوم لتوطين الفلسطينيين حيث يتواجدون. نضالنا اليوم للوقوف في وجه هذا المشروع المدمر للكيان اللبناني. ولهذا وقفنا مؤخراً لنرفع الصوت. نحن كلبنانيين إنسانيون الى أقصى الحدود ولن نقبل أن يكون أي شخص موجود على أرضنا وإنسانيته وكرامته منتهكتان. نحن مع الشعب الفلسطيني ولا نقبل أن يستمر أسلوب الحياة التي يعيشها الفلسطينيون في المخيمات، لكن ليس بتلك الوسائل تعالج هكذا مسائل، فننتقل من معالجة مشكلة إنسانية الى خلق مشكلة إنسانية في مكان آخر». وتابع الجميل أن «المشكلة الحقيقية تكمن في الطريقة التي أنزلت فيها هذه المشاريع. لقد رفضنا المشاريع المتسرعة التي تفتقد للدراسات والاحصاءات والتي لم تأخذ في الاعتبار المصلحة اللبنانية. أخشى أن يؤدي هذا المسار، إذا ما استمر، الى التوطين، وهذا ما ستتصدى له الكتائب بكل قوتها»، معبراً عن خشيته من «التوطين المقنع الذي تحدث عنه وزير الخارجية اللبناني في الثمانينات ومن أن يتم تهريب المشاريع وأن نستيقظ يوماً لنرى التوطين أمراً واقعاً»، وقال: «الكثير من المسؤولين واللبنانيين يؤكدون أن المسألة المطروحة هي مسألة ميثاقية وتتطلب التوافق والإجماع وهذا ما لم نشهده حتى اليوم. نحن نطالب أن يترجم التوافق في النصوص، ونصر أن يصار في القوانين التي تلامس التوطين الذي ترفضه مقدمة الدستور، الى اعتماد الثلثين في التصويت». وأضاف: «بيار الجميل دافع عن سيادة لبنان وهي تشمل أيضاً القرارات السيادية، أي أن تكون الدولة مؤتمنة على قرار السلم والحرب وعلى المفاوضات مع الدول الخارجية»، مطالبا بأن «يكون السلاح محصوراً في يد الدولة اللبنانية دون سواها وهذا المنطق هو منطق حق في أي دولة في الكون. ولمن يقول إن السلاح الموجود اليوم خارج الشرعية هو للدفاع عن لبنان، نسأل: ماذا يفعل السلاح في برج أبي حيدر، وقد تسبب في سقوط الضحايا، وماذا يفعل السلاح في المنطقة المؤتمنة الى الجيش والقوات الدولية في الجنوب، وماذا يفعل في جرود صنين وبسكنتا حيث ظهر في ظروف لا تزال ملتبسة الى اليوم، هذا عدا عن تواجده في المربعات الأمنية في كل لبنان». واختتم الجميل كلمته مؤكداً أن «الكتائب باق للدفاع عن الثوابت ولو وحيداً، ومدرسة بيار الجميل هي المنتصرة». وكان الاحتفال استهل بمسيرة انطلقت من دارة الجميل، تقدمها حملة الأعلام من قسم بكفيا الكتائبي، وتوجهت سيراً على الأقدام الى الكنيسة. وحضر الاحتفال حشد كتائبي سياسي وشعبي ، إضافة الى النائب فريد حبيب عن كتلة «القوات اللبنانية»، الأمين العام ل «حزب الوطنيين الأحرار» إلياس أبو عاصي، نقيب الصحافة محمد البعلبكي، وشخصيات.