أعلن حزب الكتائب اللبنانية انه لم يتسبب بحادث بوسطة عين الرمانة الذي كان شرارة الحرب في لبنان في 13 نيسان ابريل 1975، وأنه لم يفتعل الاستفزازات. وعقد رئىس الحزب الدكتور جورج سعادة مؤتمراً صحافياً امس في البيت المركزي في الصيفي، "للرد على جملة من الاتهامات تطاول الحزب في ذكرى 13 نيسان". وقدّم عرضاً للأحداث التي رافقت حادث البوسطة ومساعي التهدئة والمحاولات التي بذلها رئىس الكتائب الراحل بيار الجميّل. وأوضح ان "الهدف ليس التنصل من مرحلة والتنكر لها ولا غسل اليدين من نتائجها او نكء جروح الماضي، انما محو ما علق في الاذهان من مغالطات". وقال سعادة "لم تتسبب الكتائب بالحادث ولا هي افتعلت الاستفزازات، وكانت بادرت بالتفاهم مع قيادة الثورة الفلسطينية على تشكيل لجان مشتركة، لتطويق الفتنة. لذلك تعتبر ان الحادث كان مدبراً لضرب الحزب. اذ فور اطلاق النار على البوسطة في محلة المراية لم ينتظر رئىس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات الذي كان يترأس اجتماعات اللجنة التنفيذية للمنظمة في دمشق، النتائج الأولية للتحقيق، فسارع الى الابراق الى الملوك والأمراء والرؤساء العرب في الليلة نفسها يقول ان مسلحين من حزب الكتائب في لبنان قاموا صباح اليوم بعمل كمين مسلح لسيارة باص مدنية وفتحوا عليها نيراناً غزيرة استشهد على اثرها 27 شخصاً من ركابها بين طفل وامرأة ورجل وسقط عدد كبير من الجرحى". وتابع "ثبت ان الباص لم يكن ينقل أي طفل وأي امرأة وهذا ما بيّنته اسماء القتلى وصورهم التي نشرت بعد ايام في صحيفة بيروت". على الطريقة اللبنانية وبعدما عرض سعادة لرد الكتائب على برقية عرفات الى الزعماء العرب، اشار الى "ان مفاوضات بدأت تجرى لتسليم كتائبيين اتهموا زوراً بأنهم وراء الحادث". وقال "سعى كبار المسؤولين في الحكومة وقتذاك الى حمل الكتائب على تسليم اي كان لتجاوز الحادث وطيّه، على الطريقة اللبنانية. ففي الاجتماع الوزاري الذي عقد مساء 13 نيسان 1975 في مقر المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في حضور رئيس الحكومة رشيد الصلح وبعض الوزراء وآخرين، اخذ رئيس الحكومة يبحث عن "مخرج وإخراج" فطلب من الوزيرين الكتائبيين جورج سعادة ولويس ابو شرف المساعدة على "تسليم كم واحد" في مقابل تسليم العناصر الفلسطينيين الذين سببوا الحادث ومهّدوا له، فكان جواب الوزيرين ان لا معلومات اطلاقاً لديهما، "وعلى كل حال فنحن مستعدون لتسليم اي كتائبي تثبت علاقته بالموضوع". وطلبا من رئىس الحكومة تزويدهما اسماء الاشخاص. وقرابة منتصف الليل احضر المدير العام لقوى الامن الداخلي لائحة بسبعة اشخاص. فتبين للوزيرين الكتائبيين ان لا علاقة لهم بالحادث. لكن ايمان الكتائب بضرورة التهدئة دفعها الى القبول بتسليم مارون الشيتي وحنا عون، وتعهد مدير الامن العام للشيخ بيار اطلاقهما خلال 48 ساعة، اذا لم تبادر منظمة التحرير الفلسطينية بمبادلة الخطوة بخطوة مماثلة. وأطلق الشيتي وعون بعد اربعة اشهر بعدما عجز التحقيق عن اثبات التهمة عليهما". وأشار سعادة الى اقرار عرفات ومسؤولين فلسطينيين ووزير الدفاع الحالي محسن دلول "في احاديث صحافية لهم ببراءة الكتائب من حادث عين الرمانة، وإلى تصريح سائق البوسطة مصطفى رضا حسين الذي نفى فيه ان يكون احد الكتائبيين مشاركاً في الحادث مورداً تفاصيل عن فرار معاونه قبل امتار قليلة من مكان الحادث، بعدما كان ألحّ عليه سلوك هذه الطريق". براءة الحزب وأعلن رئىس الكتائب "براءة الحزب من الاتهامات"، وقال "انه كان في موقع الدفاع عن النفس، ودافع عن صيغة العيش المشترك". وأشار الى "ان الحرب التي اعلنتها المقاومة الفلسطينية في 13 نيسان تشعبت بعدما دخلت هي مداورة في حرب مفتوحة في مواجهة قوى لبنانية كانت تقاسمها الخندق الواحد".