الناصرة - "الحياة" - أرفقت اسرائيل ترحيبها بإعلان الرئيس جورج بوش ايفاد الجنرال المتقاعد انتوني زيني الى المنطقة، الاسبوع المقبل، بتصعيد حملتها على الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة "من منطلق حقها الطبيعي في الدفاع عن مواطنيها وحصولها على عشرات الانذارات باحتمال تنفيذ فلسطينيين عمليات انتحارية". وقالت الاذاعة العبرية ان اسرائيل أعلمت الولاياتالمتحدة بموقفها هذا وانها "لن توقف نشاطاتها العسكرية قبل ان يتخذ الفلسطينيون خطوات عملية لوقف العنف والارهاب". وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الحكومة ارييل شارون انه سيقدم كل مساعدة الى الموفد الاميركي لينجح في مهمته الهادفة الى تطبيق تفاهمات تينيت والتوصل الى وقف العنف وتحقيق الهدوء، لكن مصادر سياسية رفيعة في تل ابيب ابلغت الاذاعة انها لا تعلق آمالاً كبيرة على زيارة زيني "لأن الرئيس الفلسطيني لم يتخذ أي قرار بالتراجع عن الارهاب والعنف والتحريض ضد اسرائيل". كما شكك وزير القضاء مئير شيتريت في حديث الى اذاعة الجيش في جدوى ايفاد زيني "الذي سبق واتهم الرئيس عرفات بالكذب والخداع". ورأى مراسل للاذاعة في واشنطن ان بوش قرر ايفاد مبعوثه للمرة الثالثة خشية فشل زيارة نائبه ديك تشيني للمنطقة في 18 الجاري، الذي سيواجه صعوبة في الرد على سؤال سيطرح في كل دولة عربية سيزورها عن دوافع تلكؤ الادارة الاميركية في التدخل لوضع حد للتصعيد في المواجهات الاسرائيلية - الفلسطينية. من جهته أضاف مراسل صحيفة "هآرتس" في العاصمة الاميركية ثلاثة اسباب اخرى حدت بالرئيس الاميركي الى اتخاذ قراره "لكبح جماح حكومة شارون" وهي اقتحام جيش الاحتلال المخيمات الفلسطينية وقصف مواقع محاذية لمقر الرئيس الفلسطيني في رام الله و"التصريحات الأخيرة لشارون وتهديده الفلسطينيين بدفع ثمن باهظ من الدماء". ونقل المراسل عن موظف كبير في الادارة الاميركية ان الولاياتالمتحدة وجدت نفسها مضطرة الى الرد على تهديد شارون، كما تخوفت من امكان اقدامه على تقويض السلطة الفلسطينية. وتابع ان التدخل جاء لردع اسرائيل وابلاغ شارون ان يده ليست طليقة لإعلان حرب شاملة على الفلسطينيين. واشار الى ان واشنطن تسعى من خلال ايفاد زيني الى تمكين نائب الرئيس الاميركي من النجاح في مهمته الاساسية "اقناع الدول العربية بمبررات الضربة الاميركية المتوقعة للعراق، لا ان تحتل ضائقة الفلسطينيين جدول أعمال زيارته". اسبوع الهدوء ! الى ذلك، اعتبر المراسل السياسي للصحيفة الون بن ايفاد زيني الى المنطقة بداية مبادرة اميركية جديدة تقضي بتنازل اسرائيل عن رهنها تطبيق "تفاهمات تينيت" و"توصيات ميتشل" بسبعة ايام من الهدوء التام ثم مطالبتها السلطة الفلسطينية باعتقال "ارهابيين" وجمع أسلحة غير قانونية تحت اشراف زيني وطاقم من المراقبين. وتابع المراسل ان السفير الاميركي في تل ابيب دان كيرتزر اطلع شارون وعدداً من اقطاب حكومته على المبادرة الجديدة، كما طالب رئيس الحكومة بعدم اعلان رفضه مبادرة السلام السعودية، وحضه على مناقشتها. وتطالب الولاياتالمتحدة شارون بترجمة خطته دعم الاقتصاد الفلسطيني، التي سبق ان عرضها على الرئيس بوش، على أرض الواقع وتحرير عائدات مالية تقدر ب250 مليون دولار للفلسطينيين، تحتجزها اسرائيل منذ اندلاع الانتفاضة. وأفادت الصحيفة ان شارون أبلغ كيرتزر ان حكومته ستصادق، في جلستها الاسبوعية غداً الاحد على "توصيات ميتشل وتينيت" لتنفي اتهامها بعدم قبولها. وكتب المعلق السياسي في معاريف حيمي شليف يقول ان الهدف الاساسي من ايفاد زيني وقف الهجوم الاسرائيلي الأخير على الضفة الغربية وقطاع غزة "الذي تراه واشنطن مقدمة ممكنة لحرب شاملة، فضلاً عن خشية الولاياتالمتحدة من ان يشوش الهجوم على زيارة تشيني المقبلة". وتابع شليف ان الرئيس بوش اضطر الى التراجع عن موقفه اللامبالي من التصعيد في الشرق الأوسط "بعد ان اخترقت صرخات الاستغاثة التي اطلقها زعماء أوروبا والعالم العربي ضد سياسة شارون النوافذ المغلقة للبيت الأبيض". اضافة الى تصريحات شارون "التي جعلت واشنطن تخشى نواياه وعدم التوقف عند الضوء الاحمر". وتوقع الصحافي ان يتضمن تفويض بوش موفده دفع المبادرة السعودية للسلام، لكنه لفت الى ان جيش الاحتلال "وعلى غرار ما فعله في الأيام الأخيرة من حرب 1973 سيصعد عملياته ليحقق ما أراد تحقيقه، قبل ان يفرض عليه وقف النار".