نقلت الإذاعة العبرية عن أوساط قريبة من رئيس الحكومة ارييل شارون أن قراره التراجع عن شرط الهدوء سبعة أيام لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين لا يحمل أي تغيير جوهري في مواقفه، فهو "تغيير تكتيكي فرضه التصعيد الأخير في الإرهاب الفلسطيني وفي نشاط الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية". وتابعت ان شارون أبلغ وزير الخارجية الأميركي كولن باول أنه لن يوقف العمليات العسكرية طالما لم يتوقف العنف الفلسطيني، لكنه سيجري مفاوضات من أجل وقف النار. وشدد، في سياق مقابلة أجرتها معه القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، على أن المفاوضات ستحصر فقط في وقف النار و"لن تكون هناك مفاوضات سياسية". وعلى رغم محاولات شارون الظهور وكأنه تنازل، وكبادرة حسن نية، عن شرط أيام الهدوء. أكدت صحيفة "هآرتس" في موقع الانترنت أن الإدارة الأميركية طالبت الأسبوع الماضي بالتنازل عن هذا الشرط لبدء تنفيذ "تفاهمات تينيت" و"توصيات ميتشل" والعمل الجاد لوقف النار والشروع في خطة دعم الاقتصاد الفلسطيني لتوفير 100-120 ألف فرصة عمل للفلسطينيين في غضون السنوات الثلاث المقبلة. ولفت مراسل الاذاعة العبرية إلى أن الضغوط الأميركية جاءت بعد "تقديرات خاطئة وتفسيرات ليست في محلها" لتصريحات شارون الأسبوع الماضي أنه يجب تكبيد الفلسطينيين خسائر جسيمة لارغامهم على وقف النار، وان الإدارة الأميركية "ظنت أنه قرر تغيير سياسته من دون التنسيق معها". وتحدث المراسل عن ارتفاع الأصوات الأميركية التي تنتقد سياسة شارون وتصعيد هجومه على الفلسطينيين، حتى أن نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني كرس مؤتمره الصحافي أول من أمس للحديث عن التصعيد في المواجهات الإسرائيلية - الفلسطينية، ولم يتطرق قط إلى "الملف العراقي" المفروض أن يكون على رأس جدول أعمال زيارته لعدد من دول الشرق الأوسط. وهاجم زعيم المعارضة البرلمانية يوسي سريد رئيس الحكومة على "عناده غير المنطقي وغير الواقعي"، برهن استئناف المفاوضات بسبعة أيام من الهدوء التام. وقال إنه لولا هذا الموقف المتعنت لما كانت عائلات كثيرة تجلس اليوم في بيوت عزاء تبكي. وقال الوزير العمالي السابق يوسي بيلين إن شارون احتاج عاماً كاملاً ليعي أن شرطه ضرب من الغباء. وقال: "دفعنا ثمناً باهظاً في عدد الضحايا حتى فهم ان الشرط غير واقعي وأخشى أن ندفع المزيد من الدماء والدموع حيال التصعيد إلى حل وسياسة شارون الكارثية". وناشد بيلين عجوز حزبه العمل وزير الخارجية شمعون بيريز الانسحاب الفوري من الحكومة ووقف الشراكة مع شارون: "انك شريك في عمليات قذرة. انسحب الآن من هذه الحكومة. انقذ نفسك وانقذنا". ودعت النائبة اليسارية زهافه غلؤون رئيس الحكومة إلى المباشرة فوراً بتطبيق "توصيات تينيت" وعدم الانتظار حتى قدوم انتوني زيني.