اختتم نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني زيارته اسرائيل امس بمطالبة الرئيس ياسر عرفات بتطبيق "خطة تينت"، شرطاً للقاء به. ووضع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الشرط نفسه للسماح لعرفات بمغادرة الاراضي الفلسطينية لحضور القمة العربية في بيروت، الاسبوع المقبل، راهناً عودته الى رام الله بشرط عدم "القائه خطاباً تحريضياً… ووقف الاعتداءات الارهابية". ورداً على هذه الشروط اعلنت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" رفضها وقف النار. ونقل مسؤول فلسطيني عن ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز قوله ان واشنطن اكدت له مشاركة عرفات في القمة. راجع ص 4 و5 في غضون ذلك، استمرت المشاورات العربية حول المبادرة السعودية فزار وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مصر وسورية ولبنان لهذا الغرض. وستُعقد اليوم قمة مصرية - سورية في القاهرة لتنسيق المواقف. وقال شارون خلال مؤتمر صحافي مشترك عقده في تل ابيب مع تشيني ان حكومته ستسمح لعرفات بمغادرة الاراضي الفلسطينية لحضور القمة العربية في بيروت حين يطبّق "خطة تينيت" وهدّده بعدم السماح له بالعودة الى رام الله "اذا استمرت الاعتداءات الارهابية او اذا ألقى خطاباً تحريضياً". واعلن تشيني ان تطبيق التفاهمات "تطبيقاً حرفياً" سيمهّد الطريق للقاء بينه وبين الرئيس الفلسطيني "في المستقبل القريب وفي اي مكان في الشرق الاوسط لدعم عملية السلام الفلسطينية - الاسرائيلية". وقال شارون ان هدفه وهدف حكومته هو التوصل الى وقف النار، ثم الشروع مباشرة في تطبيق "تقرير ميتشل". وزاد ان اسرائيل "معنية في نهاية المطاف باستئناف المفاوضات السياسية" املاً في التوصل الى السلام، وانه مستعد "لتقديم تنازلات مؤلمة من اجل ذلك ولكنني غير مستعد لتقديم اي تنازل يتعلق بأمن اسرائيل ومواطنيها. كما نرفض ان ندفع ثمن الارهاب". اما نائب الرئيس الاميركي فقال ان الولاياتالمتحدة ستواصل بذل مساعيها لمساعدة الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني لوقف النار، والشروع في تطبيق "خطة تينيت"، ووصف المحادثات التي اجراها زيني مع الجانبين بأنها "مفيدة" وزاد انه ابلغ رئيس الحكومة الاسرائيلية استعداده للقاء عرفات اذا ابلغه زيني ان الفلسطينيين نفّذوا "خطة تينيت" وطالب عرفات بالتوجه الى شعبه هذا الاسبوع لاعلان وقف النار. وكان تشيني التقى صباح امس اعضاء المطبخ السياسي الاسرائيلي بزعامة شارون وعضوية رؤساء كتل الائتلاف. وبثت الاذاعة العبرية انه طمأن زعيم حزب الروس الوزير المتشدد ناتان شارانسكي الى ان الولاياتالمتحدة لن تتسامح مع عرفات اذا لم يطبّق "خطة تينيت" تطبيقاً حرفياً، ما اثار وزير الخارجية شمعون بيريز الذي نصحه بعدم توجيه املاءات علنية الى الرئيس الفلسطيني "ما قد يدفع جهات فلسطينية متطرفة الى تنفيذ عمليات لاحباط تطبيق الخطة". الى ذلك اعلن الامير سعود الفيصل امس ان السعودية ستساعد لبنان لانجاح القمة العربية التي وصفها بأنها "مهمة للغاية". واشار الى انه يحمل رسالة الى الرئيس اللبناني اميل لحود "تؤكد ان السعودية ستكون رهن اشارته لانجاح هذا المؤتمر المهم والمهم للغاية". واضاف بعد لقائه وزير الخارجية اللبناني محمود حمود ان "انجاح هذه القمة لا يأتي الا بوجود تصوّر عربي نابع من اوساطنا وليس تصوراً يأتينا من الخارج او من غيرنا… تصوّر يرتكز على الدول العربية وعلى ارادتها في التعاطي مع مشكلاتها". وكان الامير سعود الفيصل التقى في دمشق الرئيس بشّار الاسد بعدما التقى الرئيس حسني مبارك في القاهرة واعلن انه لم يسمع "اي تحفظات عن المبادرة السعودية". وفي جدة اعلن المسؤول في وزارة التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني مجدي الخالدي ان الامير عبدالله "اكد لنا ان الاميركيين وعدوه بأن يشارك عرفات في القمة العربية في بيروت". وحضر الخالدي امس المحادثات التي اجريت في جدة بين ولي العهد السعودي والمسؤول الثاني في منظمة التحرير الفلسطينية محمود عباس ووزير التخطيط والتعاون الدولي الفلسطيني نبيل شعث.