قال محللون لأسواق الطاقة في لندن امس ان الاجتماع المقبل لوزراء نفط دول "اوبك"، الذي سيُعقد في 15 آذار مارس الجاري في فيينا، سيحاول وعبر مشاورات جانبية بين كبار الدول المنتجة الاتفاق على "خطة طوارئ" لتزويد الاسواق الدولية بامدادات اضافية "اذا توقف تدفق النفط العراقي، البالغ 2.2 مليون برميل يومياً، إلى الاسواق الدولية في حال نفذت الولاياتالمتحدة تهديداتها بضرب العراق". ويُعتقد ان ايران ستعارض بحث الموضوع في جلسة موسعة و"قد تقترح عقد جلسة طارئة للوزراء فور اتضاح الموقف للنظر في حالة الاسواق واتخاذ الاجراء المناسب". ويُفسر الموقف الايراني بانه "تدبير احترازي" يستهدف الايحاء للدول المستهلكة "ان طهران معتدلة وهي عامل رئيسي في الحفاظ على مصالح الاقتصاد الدولي". لندن، موسكو - "الحياة"، رويترز - احتفظ خام القياس "برنت" بأعلى مستوياته منذ خمسة شهور في المعاملات الآجلة التي جرت في بورصة النفط الدولية امس الخميس بينما يتابع المتعاملون الموقف الاميركي من العراق. ارتفع "برنت" في عقود نيسان ابريل عند الثالثة من بعد ظهر امس الى 23.18 دولار للبرميل بعدما انخفض في نهاية المعاملات اول من أمس الاربعاء الى 22.72 دولار للبرميل بسبب ارتفاع مفاجئ في مخزون الخام الاميركي. وقال كريستوفر بيلو من شركة "برودنشال باتش انترناشيونال" في لندن: "العراق هو السبب في ارتفاع السعر... وما حدث الاربعاء كان مجرد تصحيح والآن عادت السوق الى مسار الصعود". وارتفع سعر الخام الاميركي الخفيف في عقود نايمكس لنيسان 42 سنتاً الى 23.75 دولار للبرميل في المعاملات الالكترونية على نظام اكسيس. وقال لورانس ايغلز من "مؤسسة جي.ان.اي ريسيرش" ان سوق النفط عرضة لحركة تصحيحية حادة لان الارتفاع الاخير الذي شهدته نتج عن عمليات شراء من جانب مضاربين وصناديق استثمارية. لكنه اضاف في تقريره اليومي: "من الواضح مع ذلك ان السوق الاميركية حظيت بدعم جيد في الوقت الحالي والعوامل الفنية تشير الى الاتجاه الصعودي، وهذا يجعلنا منقسمين بين العوامل الاساسية والعوامل الفنية، وعموماً لا نثق في امكانية استمرار أي مكاسب أخرى". وعشية اجتماع مهم على مستوى عال بين الاممالمتحدةوالعراق عرضت الولاياتالمتحدة صوراً ولقطات فيديو الاربعاء وقالت "انها تصور شاحنات حصل عليها العراق لاغراض الاغاثة وتم تحويلها لاغراض عسكرية". من جهة ثانية سيحاول وزراء "اوبك"، في اجتماع فيينا، تقويم الاسباب التي منعت "سلة اوبك" من بلوغ مستوى 22 دولاراً وهو السعر الأدنى للسلة الذي تراجع منها منذ 24 ايلول سبتمبر الماضي. وكانت الامانة العامة للمنظمة ذكرت امس "ان سعر السلة واصل الارتفاع وحقق الاربعاء 21.28 دولار للبرميل مقارنة مع 21.22 دولار الثلثاء. في موسكو، أعلنت وزارة الطاقة الروسية امس بعد محادثات مع المكسيك ان الحكومة ستتخذ قراراً في شأن ما اذا كانت ستمدد العمل بخفض صادرات النفط بعدما يجتمع مسؤولون حكوميون مع مسؤولين من شركات النفط المحلية. وكان وزير الطاقة المكسيكي ارنستو مارتينز آخر المسؤولين النفطيين الاجانب الذين زاروا موسكو في محاولة أخيرة لكسب تعهد واضح من روسيا بتمديد خفض صادراتها من النفط بمقدار 150 ألف برميل يومياً الذي وعدت به "اوبك" في الربع الاول من السنة الى الربع الثاني. وقال متحدث باسم وزير الطاقة الروسي ايغور يوسفوف: "خلال محادثاته مع مارتينز اكد يوسفوف مجدداً ان القرار بشأن تمديد خفض الانتاج لن يتخذ قبل ان تجتمع الحكومة الروسية مع قادة صناعة النفط". ورفض مارتينز التعليق بعد المحادثات. وجاءت زيارة مارتينز في اعقاب مفاوضات بين كبار المسؤولين في "اوبك" وروسيا في موسكو الاثنين والثلثاء الماضيين. وقال علي رودريغيز الامين العام للمنظمة بعد المحادثات انه مقتنع "ان روسيا ستمدد الخفض للربع الثاني من السنة" على رغم فشله في الحصول على تعهد منها بذلك. وروسيا هي الوحيدة بين المنتجين المستقلين التي لم تحدد حتى الآن سياستها في الربع الثاني. وأعلنت المكسيك والنروج بعد محادثات في اوسلو الاربعاء انهما حضتا روسيا على تمديد الخفض لدعم الخطة التي تقودها "أوبك" لتحسين أسعار النفط في الاسواق الدولية. وتعهدت المكسيك والنروج بالابقاء على الخفض الذي اعلنتاه بصرف النظر عن موقف روسيا. وتريد "اوبك" استمرار خفوضات الانتاج حتى 30 حزيران يونيو المقبل. ووافقت المكسيك على خفض صادراتها بمقدار 100 ألف برميل يوميا في حين تعهدت النروج بخفض 150 ألف برميل يومياً. في كراكاس، قال وزير الطاقة الفنزويلي الفارو سيلفا إن بلاده تعتقد ان روسيا ستفي بوعدها خفض صادراتها النفطية في الجزء الاول من هذا العام لكنها تود ان تواصل موسكو الخفوضات بعد نيسان ابريل. وكان سيلفا يرد على سؤال عن بيان ادلى به روبرت بريدل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية مفاده ان روسيا لم تلتزم في الشهرين الاولين من 2002 بالكامل بتعهداتها خفض صادرات النفط في الربع الاول من السنة. وقال سيلفا لرويترز: "كررت روسيا دوماً التزامها العمل من اجل استقرار سوق النفط. وهي تفي بوعدها دائماً".