غارديز أفغانستان، إسلام آباد - أ ف ب، رويترز - أعلنت القوات الاميركية ان عواصف ثلجية في شرق افغانستان اوقفت أمس معركة هدفها القضاء على مقاتلين من تنظيم "القاعدة" متحصنين في الكهوف في جبال عرما التي تغطيها الثلوج في شرق افغانستان، مما احبط آمال واشنطن في نهاية سريعة للقتال. واعلن الناطق باسم الائتلاف الدولي الميجور براين هيلفرتي في قاعدة باغرام شمال كابول ان القوات تنتظر تحسن الاحوال الجوية لشن "الهجوم النهائي" على رجال "القاعدة" الذين قال ان عددهم لا يتجاوز بعد اسبوع من المقاومة الشرسة ال200. وأملت قوات الائتلاف الدولي بالاستفادة من تحسن الاحوال الجوية لشن الهجوم بعدما اعاق الضباب وهبوب عاصفة ثلجية في اليومين الماضيين الهجوم الذي اطلق في الثاني من الشهر الجاري. وظهر أمس بدأت السماء تنجلي، وسمع في الجبال دوي اربعة انفجارات شديدة القوة في غارديز عاصمة ولاية باكتيا على بعد نحو 40 كلم من المنطقة التي تدور فيها المعارك، في مؤشر على بدء قصف جديد. وفي المدينة نفسها، بدأ مئات العناصر المؤلفين أساساً من الاوزبك الذين ارسلتهم وزارة الدفاع الافغانية بالانتشار ما اثار قلق السكان وانتقادات الحكام المحليين الذين اعتادوا على فرض القوانين بأنفسهم في هذه المنطقة حيث غالبية السكان من البشتون. وانتشر نحو 200 عنصر باللباس المدني مجهزين برشاشات كلاشنيكوف وقاذفات صواريخ في محيط مقر الحاكم المحلي الذي فرضته كابول ويرفض زعماء الحرب المحليون الاعتراف بسلطته. وعبّأ وزير الدفاع الطاجيكي محمد قاسم فهيم نحو 1000 رجل مجهزين بدبابات بهدف ضمهم الى القوة المتعددة الجنسية. واضافة الى الوسائل الجوية، يشارك في عملية "اناكوندا" الفا رجل في العمليات البرية من اميركيين وجنود من دول اخرى في الائتلاف وقوات افغانية تم تجنيدها محلياً وتلقت تدريبات واموالاً من الاميركيين. وقال الميجور هيلفرتي: "قضينا على قسم كبير من الارهابيين والمتطرفين. لكن اذا كان لا يزال هناك المزيد منهم، ويواصلون القتال ولا يستسلمون فان العملية ستستمر". واكد انه "تم تحديد هدف مهم على الاقل" في صفوف القوات المحاصرة. وقال: "رأينا شخصاً ما واناساً حوله يتصرفون وكأن الامر يتعلق بهدف مهم. نعتبر اذاً انه قائد على الارجح". ويرفض المسؤولون الاميركيون الادلاء بأي تعليق حول احتمال وجود زعيم تنظيم "القاعدة" اسامة بن لادن في جبال عرما. واشار المسؤولون الاميركيون الى تراجع حدة المعارك منذ الجمعة واكدوا ان مرد ذلك سوء الاحوال الجوية وتراجع قدرة الخصوم على المقاومة. واوضح وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد ان "الطقس الرديء" في المنطقة لم يسمح للطائرات الاميركية بتنفيذ طلعاتها، مشيراً الى ان القوات الاميركية "لم تتعرض لاطلاق نار كثيف". وراهنت القوات الاميركية على مواجهة العدو أوضاعاً صعبة. واعتبر الميجور هيلفرتي انه يفترض ان يكون البرد القارس وسوء الاحوال الجوية في مصلحة القوات الاميركية وان يجعلا الاوضاع "اصعب على الارض" بالنسبة الى العدو. وقال: "اننا قادرون على إلقاء القبض على الرجال المتحصنين لانهم مرهقون ويشعرون بالبرد وسنستفيد من ذلك"، مؤكداً ان امام عناصر "القاعدة" المحاصرين "الاستسلام او الموت". ونفى ان تكون المعركة اصبحت في مأزق. واضاف: "ليس هناك مأزق بالمرة. لا نريد ان نتعرض لخطر سقوط عدد كبير من الضحايا". وبحسب الناطق قتل اكثر من 500 مقاتل من "القاعدة" فيما قتل 11 عنصراً من قوات التحالف بينهم ثمانية اميركيين وثلاثة افغان. وقال رئيس الحكومة الافغانية الموقتة حميد كارزاي ان القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة توشك على تحقيق الانتصار في اكبر معارك حرب افغانستان. واضاف انه عندما يتحقق النصر في هذه المعركة سيكون تم القضاء على اخر مجموعة رئيسية من "القاعدة" في افغانستان. وأكد ان القوات التي تقودها أميركا قريبة من تحقيق النصر في المعركة المستمرة منذ اسبوع حول غارديز. مقتل مدنيين من جهة أخرى، ذكر مسؤولون محليون ان 23 شخصاً بينهم نساء واطفال قتلوا في قصف اميركي على ولاية باكتيكا المجاورة لولاية باكتيا في شرق افغانستان. واضاف المسؤولون ان هؤلاء الاشخاص كانوا مجتمعين للصلاة من اجل الافراج عن زعيم محلي اعتقلته القوات الاميركية بتهمة دعم شبكة "القاعدة". وأوضحوا ان نحو 30 عضواً من قبيلة كاروتي كانوا متوجهين على متن شاحنتين صغيرتين للمشاركة في صلاة في مصلى من اجل الافراج عن ماشا داد الزعيم الخاروتي لقرية لانداي دوغ القريبة من الحدود عندما قصفت طائرة اميركية احدى الشاحنتين ما أدى الى مقتل 16 شخصاً كانوا على متنها بينهم 10 نساء واطفال. وفي وقت لاحق، قصفت طائرة المصلى ايضاً فقتل سبعة اشخاص. وقالت المصادر ان مروحية انزلت بعد ذلك جنوداً اميركيين في الموقع ثم انسحبوا بعد تفتيشه. وكان ماشا داد المعروف في المنطقة بدعمه لشبكة "القاعدة"، اعتقل قبل شهر من قبل قوات اميركية وصلت على متن مروحيات. واكد المسؤولون ان القوات الاميركية كانت تشتبه في ان ماشا داد كان يؤوي رجالاً من القاعدة او حتى الملا محمد عمر زعيم "طالبان". لكن العسكريين الاميركيين لم يعثروا على اثر للملا عمر او "القاعدة".