أعلنت القيادة العسكرية الاميركية ان مقاتلي "القاعدة" و"طالبان" موجودون في جيوب ضيقة في جبال عرما وانحسر عددهم الى 200. وتعهدت التقدم في هذه المنطقة حتى التأكد من طردهم، معترفة بأن المرحلة الأشد خطورة في العملية لم تبدأ بعد. وشدد المسؤولون العسكريون الاميركيون على الدور الرئيس الذي تضطلع به القوات الافغانية المتحالفة معهم، فيما بلغ عدد الاميركيين المنسحبين من منطقة القتال نحو 600 جندي من اصل 1200 موجودين هناك. بغرام، واشنطن - رويترز، أ ف ب - قال ضابط رفيع المستوى في القوات الاميركية الخاصة في افغانستان امس، ان عدد مقاتلي "القاعدة" المحاصرين في جبال عرما شرق البلاد، تقلص الى اقل من 200. لكنه صرح بأن المرحلة الأشد خطورة في العملية لم تبدأ بعد. ودافع المسؤول الذي طلب الاكتفاء بنشر اسمه الاول ورتبته العسكرية وهو اللفتنانت جنرال مارك، عن الدور الذي تلعبه القوات الحكومية الافغانية في معركة شاهي كوت شرق افغانستان وهي اضخم معركة تشهدها الحرب الاميركية هناك منذ اطلاقها قبل خمسة اشهر. ورفض تحميل القوات الافغانية المتحالفة مع الاميركيين مسؤولية الخسائر الفادحة ثمانية قتلى و48 جريحاً التي أنزلتها "القاعدة" بالقوات الاميركية في بداية العملية، مؤكداً ان القادة الافغان اضطلعوا بدور اساس في العملية الجارية ضد "القاعدة". وقال: "في اعتقادي ان هناك ما يتراوح بين 100 و200 مقاتل محاصرين في الوادي". لكنه حذر من ان المقاتلين المحاصرين اصبحوا اكثر خطورة لأنهم اصبحوا اكثر يأساً. وأضاف تعليقاً على تقارير عن ان المقاتلين المحاصرين في الكهوف مستعدون للقتال حتى الموت: "كلما حاصرتهم كلما اصبحوا اكثر تهوراً وأكثر يأساً". وكان الجيش الاميركي اعلن في وقت سابق ان قواته وأنصارها قتلوا نصف مقاتلي "القاعدة" الذين قدر عددهم بحوالى الف في ساحة القتال قرب غارديز. وسئل مارك عن تقارير تحدثت عن توترات بين القوات الافغانية في اقليم بكتيا حيث تجرى المعركة وتعزيزات ارسلتها الحكومة الافغانية الموقتة من كابول، فقال ان مثل هذه التوترات حتمية. وظهر في غارديز انقسام كبير بين القوات الافغانية التي تشارك في الحرب. وطالب قائد بشتوني محلي المئات من القوات التي ارسلت من كابول ومعظمهم من الطاجيك، الانسحاب من المعركة والعودة من حيث اتت. لكن مارك صرح بأن القوات التي ارسلتها كابول لا تتضمن سوى قلة من الطاجيك مناقضاً تقارير سابقة قالت ان معظمها من الطاجيك. ويسيطر الطاجيك من تحالف الشمال على الحكومة الافغانية الموقتة، لكن قواتهم تعتبر قوات اجنبية في اقليم بكتيا الذي يسيطر عليه البشتون. وعاد نحو 200 جندي اميركي امس، الى قاعدة بغرام العسكرية شمال كابول حيث سبقهم امس 400 آخرون الى هذه القاعدة من منطقة القتال التي تقع في جبال عرما في ولاية بكتيا. وبحسب التقديرات الاميركية تم نشر 1200 جندي في شرق افغانستان تحسباً للمعركة، ما يعني ان نصفهم انسحب حتى الآن. العمليات مستمرة وفي غضون ذلك، اعلن ناطق آخر باسم القوات الاميركية هو الميجور براين هيلفرتي ان خمسة جنود من القوات الافغانية المتحالفة مع الولاياتالمتحدة اصيبوا بجروح خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة، لكن قوات التحالف لم تتعرض الا لإطلاق نار بسيط. وأضاف هيلفرتي ان "المعارك لا تزال خفيفة. وبالفعل لم نتعرض خلال الساعات الاربع والعشرين الاخيرة لاطلاق نار كثيف او محدد من العدو". وقال ان رجال "القاعدة" و"طالبان" موجودون على ما يبدو "في جيوب اضيق بكثير، ولم يعودوا في تجمعات كما رأينا في الايام الاولى". وأضاف: "سنواصل التقدم في هذه المنطقة حتى التأكد من اننا طردنا كل ارهابيي القاعدة والمتطرفين الطالبان". وكان المسؤولون في الادارة الاميركية اكدوا عزمها على استئصال كل جيوب المقاومة لمقاتلي "القاعدة" و"طالبان" في افغانستان. وأعلن وزير الخارجية الاميركي كولن باول في حديث الى شبكة "سي بي أس" التلفزيونية: "علينا ان نتأكد من استئصال كل ما تبقى من القاعدة وطالبان في هذه المعركة، وهذا هو تحديداً الهدف منها". وتابع ان الولاياتالمتحدة والكثير من الدول الاخرى تعمل معاً حتى "لا تعود القاعدة وحركة طالبان الى الظهور مجدداً في افغانستان". من جهتها اعتبرت مستشارة البيت الابيض كوندوليزا رايس في تصريح لشبكة "ان بي سي" التلفزيونية ان هذه المعركة هي "من اهم العمليات خلال الحرب"، مشيرة الى ان الهدف منها هو "التأكد من انه لن يعود في وسعهم التجمع". وكانت تقارير اشارت الى مقتل نحو 800 من مقاتلي "طالبان" و"القاعدة" على يد القوات الاميركية والحليفة خلال الاسبوع الماضي في المعارك الجارية في وادي شاهي كوت بالقرب من غارديز. وأشارت آخر معلومات نقلتها مصادر اميركية في المنطقة الى "سقوط 500 قتيل في صفوف العدو".