شنت موسكو هجوماً عنيفاً على الثري اليهودي الروسي بوريس بيريزوفسكي واتهمته ب"تمويل الارهاب"، بعدما أعلن أول من أمس ان في حوزته وثائق تثبت تورط الاجهزة الخاصة الروسية والرئيس فلاديمير بوتين شخصياً في حوادث تفجير مبانٍ سكنية في عدد من المدن الروسية أودت بحياة مئات الاشخاص في خريف 1999 وكانت سبباً في اندلاع حرب القوقاز الثانية بعدما اتهمت موسكو المقاومة الشيشانية بتدبيرها. وسبق لبيريزوفسكي الذي كان قريباً من الكرملين لكنه فقد حظوته ان اتهم جهاز الامن الفيديرالي اف اس بي بتنظيم حملة الاعتداءات هذه لكنها المرة الاولى التي يوجه التهمة مباشرة الى الرئيس الروسي. وقال ناطق باسم هيئة وزارة الأمن الفيديرالي ان الاجهزة الروسية لن تدخل في جدال مع "متهم بسرقة الاموال العامة وأحد رموز الفساد في روسيا"، فيما كشفت النيابة العامة عن تحقيقات تجريها حول تورط بيريزوفسكي في تمويل المقاتلين الشيشان والاشتراك في خطف مسؤول في وزارة الداخلية من غروزني. وأشار ناطق باسم النيابة العامة الروسية الى وجود اثباتات على تورط بيريزوفسكي في تقديم مبالغ مالية للمقاتلين الشيشان تحت مسميات مختلفة منها المشاركة في دفع فدية لرهائن كان المقاتلون خطفوهم. وعرضت النيابة العامة شريطاً تلفزيونياً امام الصحافيين تحدث فيه شاهد غطى وجهه عن العلاقة المباشرة بين الثري اليهودي وعدد من قادة المقاتلين بينهم شامل باساييف. وأكد ان في حوزته ادلة كذلك على تورط بيريزوفسكي في خطف احد مسؤولي وزارة الداخلية هو غينادي شيبغوف الذي كان جمع في غروزني اثباتات عن اتصالات بيريزوفسكي بالمقاتلين الشيشان قبل ان يختفي في ظروف غامضة. ووصف ممثل النيابة البليونير اليهودي بأنه "مموّل الارهاب" في روسيا، مؤكداً ان موسكو كانت ستقدم خلال ايام طلباً الى الانتربول لملاحقته. وكان بيريزوفسكي شن هجوماً جديداً على بوتين والاجهزة الخاصة الروسية، في ما رأى المراقبون انه محاولة من البليونير الذي تلاحقه النيابة العامة الروسية بتهم الفساد وسرقة المال العام للعودة الى الحياة السياسية في موسكو. وعلى بُعد امتار قليلة من مقر الحكومة البريطانية في داوننغ ستريت عقد البليونير اليهودي مؤتمراً صحافياً في معهد القوات المسلحة الملكية في لندن عرض خلاله مقتطفات من فيلم وثائقي بعنوان "روسيا بوتين - ارهاب الدولة". وذكر بيريزوفسكي في بداية المؤتمر ان "شاهداً سرياً" تمكن من تهريب الفيلم الذي أعدّه صحافيون روس وفرنسيون من العاصمة الروسية. وتعني اتهامات بيريزوفسكي للرئيس بوتين بأنه كان على علم بالتخطيط لحوادث التفجير ارساء شكوك كبيرة حول صحة العملية الانتخابية التي اوصلت بوتين الى الكرملين بعدما حصلت على نسبة تأييد غير مسبوقة لحربه التي اعلنها ضد الارهاب. لكن المشاهد المعروضة لم تحتوِ على اثبات بتورط الاجهزة الامنية واقتطفت غالبيتها من تحقيقات اجرتها محطة "ان تي في" التي كانت معارضة للكرملين في ذلك الوقت. وبذلك يكون بيريزوفسكي خيّب آمال الكثيرين بعدما كان اعلن مراراً خلال الفترة الاخيرة انه بصدد الكشف عن "اثباتات قاطعة على تورط بوتين".