سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ايفانوف يطلع طارق عزيز على نتائج المحادثات الروسية - الأميركية . موسكو تأمل بموافقة العراق على عودة المفتشين الدوليين قبل محادثاتها مع واشنطن الشهر المقبل
وصل إلى العاصمة الروسية آتياً من دمشق نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز في زيارة تستغرق أربعة أيام، تأمل موسكو خلالها بالحصول على موافقة عراقية على استقبال مفتشين دوليين تمهيداً لتعليق العقوبات ثم رفعها. ووصف ديبلوماسي رفيع المستوى تحدثت إليه "الحياة" محادثات طارق عزيز بأنها "بالغة الأهمية". وقال إن روسيا "تتوقع أن تسمع كلمة نعم عراقية واضحة" كي تبدأ جهوداً مع الأميركيين لاقناعهم بقبول مبدأ "السلة" الذي اقترحته روسيا، وينص على تعليق العقوبات في حال موافقة بغداد على استقبال بعثة دولية تكلف وضع تقرير نهائي يؤكد أن العراق لم يعد يملك أو يصنع أسلحة الدمار الشامل، وفي ضوء ذلك ترفع العقوبات الاقتصادية. وسيكون هذا المحور الرئيسي لمحادثات يجريها طارق عزيز اليوم مع وفد روسي يضم توزير الخارجية ايغور ايفانوف ونائبه الكسندر سلطانوف والمبعوث الخاص نيكولاي كارتوزوف. وعلمت "الحياة" أن المسؤولين الروس سيطلعون الجانب العراقي على سير المفاوضات الروسية - الأميركية في شأن "قائمة سلع الاستخدام المزدوج"، التي سيمنع تصديرها إلى العراق من دون موافقة اللجنة الدولية المختصة. وقال ديبلوماسي مطلع على الملف العراقي إن جولة جديدة من المحادثات في هذا الشأن ستعقد في واشنطن في شباط فبراير، وقال إن موسكو تحاول شطب بنود كثيرة وضعها الأميركيون في القائمة، واعتبر ادخالها محاولة لتكريس الحصار على العراق ومنعه من تطوير قدراته الصناعية. ولكن الخبراء يرون ان الجهد الروسي كان منصباً على اخراج البضائع والخدمات الروسية من القائمة. وسيجري طارق عزيز محادثات في التعاون الاقتصادي مع وزير الطاقة ايغور يوسغوف ووزير شؤون الطوارئ سيرغي شويغو المسؤول عن ملف العلاقات مع العراق. وذكرت وكالة "ايتار تاس" الرسمية ان حجم التبادل التجاري بين موسكووبغداد في إطار برنامج "النفط للغذاء" بلغ 25 بليون دولار وجعل روسيا في صدارة الدول التي تتعامل مع العراق. وأشارت وكالة "نوفوستي" إلى أن الجانبين يناقشان حالياً مشاريع ثنائية قيمتها الاجمالية 30 بليون دولار. وأضافت ان كل هذه المشاريع ستبقى معلقة إلى حين صدور قرار برفع العقوبات. وفي هذا السياق أشارت إلى أن موسكو تسعى إلى صيغة تكفل رضى واشنطنوبغداد معاً، كما اعتبرت الوكالة زيارة طارق عزيز ونتائجها اختباراً للعلاقات الروسية - الأميركية، وليس للروابط العراقية - الروسية وحدها. وإضافة إلى لقاءات بروتوكولية مع رئيس مجلس الدوما النواب غينادي سيليزنيوف ورئيس مجلس الفيديرالية الشيوخ سيرغي بيرونوف، يتوقع أن يجري طارق عزيز لقاءات مع عدد من رجال الأعمال والساسة. ولكن المراقبين لاحظوا أنه سيغادر إلى بكين الأحد وليس لديه لقاءات رسمية السبت. وقال ل"الحياة" مصدر مقرب من الكرملين إن موافقة بغداد على قبول المفتشين الدوليين قد تكون "عاملاً يدفع الرئيس فلاديمير بوتين إلى ادخال تعديلات على برنامجه لاستقبال الضيف العراقي".