} عشية وصول نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز الى موسكو اليوم، أكد مسؤول روسي رفيع المستوى ان توجيه أميركا ضربة عسكرية الى العراق ستكون له "عواقب كارثية". وشدد على أن بغداد "لا صلة لها" بالارهاب، فيما اعتبر ديبلوماسي بارز ان "الحيز الزمني" المتاح لبغداد "يتقلص بسرعة"، داعياً إياها إلى بدء محادثات مع الأممالمتحدة لتحديد آلية عمل مفتشي الأسلحة تمهيداً لاستقبالهم. اعتبر السفير الروسي للمهمات الخاصة نيكولاي كارتوزوف ان "ليس هناك أي مبرر لعمل انتقامي اميركي" ضد العراق. وأكد في حديث نشرته وكالة "ايتار تاس" الحكومية انه "لا توجد أي أدلة على أن لبغداد ضلعاً" بأحداث 11 أيلول سبتمبر في الولاياتالمتحدة، مشيراً الى أن أي طرف لا يملك براهين على أن العراق يدعم الارهابيين. وتابع ان السيناريو الأسوأ سيكون في حال قرر الأميركيون ضرب هذا البلد، وان ذلك سيؤدي الى "عواقب كارثية في المنطقة". لكن كارتوزوف لم يوضح الخطوات التي يمكن أن تتخذها روسيا في حال نفذت الولاياتالمتحدة عملاً عسكرياً. وكانت موسكو هددت سابقاً بالانسحاب من التحالف الدولي المناوئ للارهاب، إذا تعرض العراق لضربة أميركية، لكنها أخذت أخيراً تقتصر على "الاستنكار الاستباقي" اللفظي. وسيكون هذا من المحاور الرئيسية التي ستناقش أثناء زيارة طارق عزيز الذي سيصل في وقت متقدم مساء اليوم، ويجري الخميس والجمعة محادثات مع وزير الخارجية ايغور ايفانوف ووزير شؤون الطوارئ سيرغي شويغو المكلف ملف العلاقات الاقتصادية مع العراق، ورئيس مجلسي الدوما غينادي سيليزنيوف والفيديرالية سيرغي ميرونوف. ونقلت وكالة "انترفاكس" عن مصادر في وزارة الخارجية ان نائب رئيس الوزراء العراقي "قد يعقد لقاءات أخرى"، وعلمت "الحياة" ان بغداد ترغب في ترتيب لقاء مع "القيادات العليا" ممثلة بالرئيس فلاديمير بوتين أو رئيس الحكومة ميخائيل كاسيانوف. وأكد مصدر روسي رفيع المستوى ان موسكو "ستشجع العراقيين على اتخاذ قرار بالموافقة على استقبال بعثة دولية للرقابة على أسلحة الدمار الشامل، في مقابل وعد بتعليق العقوبات ثم رفعها نهائياً، في ضوء تقرير تعده البعثة وتؤكد فيه خلو العراق من تلك الأسلحة". وقال ل"الحياة" ديبلوماسي بارز ان "الحيز الزمني أمام بغداد يتقلص بسرعة"، داعياً العراقيين الى البدء فوراً بمحادثات مع الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان للاتفاق على آلية عمل المفتشين. في بغداد قال مصدر رسمي عراقي لوكالة "فرانس برس" ان طارق عزيز سيزور روسيا على رأس وفد كبير، ثم يتوجه الى الصين وسيؤكد ضرورة ان "يلعب البلدان دوراً بارزاً في مواجهة المحاولات الأميركية - البريطانية لفرض شروط جديدة على العراق". وأوضح مصدر ديبلوماسي غربي في بغداد ان محادثات طارق عزيز ستتناول "الاقتراحات والأفكار التي عرضتها روسيا على العراق في شأن عودة المفتشين في مقابل تعليق الحصار".