أعلن الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرد إكهارت امس ان الجولة الثانية من الحوار بين كوفي أنان والحكومة العراقية ستعقد في 18 و19 الشهر المقبل في نيويورك. واوضح ان أنان يأمل بأن يحصل من الوفد العراقي الذي سيرأسه وزير الخارجية ناجي صبري الحديثي على رد ايجابي على مطلب مجلس الأمن السماح للمفتشين بالعودة. وشدد على ان الأمين العام "ليس مخولاً التفاوض على أي شيء اقل من الامتثال الكامل" للقرارات الدولية. وصعّدت في الوقت ذاته لندن لهجتها ضد الرئىس صدام حسين، داعية الى الوقوف في وجه "اشقياء مثله"، لكنها لم تغلق الباب أمام الخيارات الديبلوماسية. وأكدت مصادر اميركية ان الولاياتالمتحدة تحاول اقناع مجلس الأمن بأن جانباً من الاسئلة التي وجهتها الحكومة العراقية الى المجلس "تقني" يستحق الاجابة، لكن بعضها الآخر "لا يستحق الرد، وهدفه زرع الانشقاق في صفوف المجلس". وأكد إكهارت ان أنان بعث بالأسئلة العراقية الى المجلس لأن "الاجابة عن عدد منها يجب ان تأتي من المجلس" وليس من الأمين العام. ويتوقع ان يجتمع سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية قريباً ليقرروا سيكون الرد شاملاً أو جزئياً. إلى ذلك، صعّد وزير الخارجية البريطاني جاك سترو امس لهجته ضد العراق، وقال ان على بريطانيا، لتفادي تكرار اعتداءات مثل هجمات 11 ايلول سبتمبر، "الوقوف في وجه اشقياء مثل الرئيس العراقي صدام" حسين. لكنه نبّه الى ان "التصدي للفوضى" ومنع تكرار ما يجري في افغانستان في اماكن اخرى في العالم، يقتضيان ان تتحرك بريطانيا وحلفاؤها ديبلوماسياً "من أعلى" بدلاً من الاضطرار لمواجهة "حلول مكلفة"، أي التدخل عسكرياً. وقال سترو في كلمة امام "مركز السياسة الخارجية" في لندن، وهو معهد للدراسات الاستراتيجية، ان "الديبلوماسية تقدم عرضاً جيداً، إن لعب دور في العالم لا يعني فقط شن حرب، بل كذلك منع" اندلاعها. واشار الى "دور فريد" لبريطانيا على رغم انها "ليست قوة عظمى"، اذ "تجمع بين القوة العسكرية والجهد الانساني والديبلوماسي". وافادت مصادر في البنتاغون امس ان المؤسسة العسكرية الاميركية تشتري نفطاً بمعدلات ليس لها مثيل منذ حرب الخليج. وتتجه إدارة الرئيس جورج بوش الى إقرار قانون جديد أوصى به الكونغرس، يمنح بموجبه المعارضة العراقية 45 مليون دولار لدعم نشاطها، فيما تلقت فصائل من المعارضة دعوة وجهها "معهد الشرق الأوسط" في واشنطن لحضور الاجتماع التحضيري للمؤتمر الموسع للمعارضة العراقية الذي سيعقد في العاشر من نيسان ابريل المقبل. وينظم المعهد الاجتماع في واشنطن برعاية وزارة الخارجية الاميركية. واقتصرت الدعوة على الفصيلين الكرديين، الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديموقراطي الكردستاني، و"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" و"حركة الوفاق الوطني" وشخصيتين مستقلتين، وأكد الدكتور حامد البياتي ممثل "المجلس الأعلى" في لندن تلقي الدعوة، مشيراً أن استجابتها "لم تبت بعد". وتسجل "المبادرة" الأميركية الجديدة تغييرين مهمين عما برز من مواقف تجاه المعارضة الشهر الماضي، أولهما إقرار فكرة المؤتمر الموسع الذي يكون فيه "المؤتمر الوطني العراقي" واحداً من اطراف عديدة اثناء التحضير. كما انها تصرف النظر عن "المؤتمر العسكري" للضباط السابقين الذي كان موضع ترحيب ودعم على مستوى عالٍ في الادارة الاميركية قبل بضعة اسابيع. وكشفت مصادر موثوق بها ان الاجتماع التحضيري في واشنطن "سيمهد لمؤتمر من نوع جديد لا تجري فيه عمليات انتخاب او محاصصة سياسية، بل تحضره شخصيات سياسية وأخرى تكنوقراط ترسم معالم العراق لمرحلة ما بعد صدام".