اعتبرت مصادر عراقية موثوق بها ان "كل ما ينشر عبر الصحافة الاميركية عن سيناريوات الغزو الاميركي والحكم العسكري هو بمثابة تسريبات هدفها تشديد الضغوط النفسية على فصائل المعارضة لتوحيد مواقفها". وشددت على ان "المواجهة العسكرية باتت قريبة" رافضة نفي او تأكيد ما نشر في واشنطن عن وجود قوات اسرائيلية في غرب العراق. وكشفت "حالات هروب لاطراف في الحاشية الامنية القريبة الى الرئيس صدام حسين" مشيرة الى تحريك الاتراك والايرانيين قوات على الحدود مع العراق. وعقدت امس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الموسع للمعارضة العراقية اجتماعاً في لندن، في حين اكد ممثل "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" بزعامة محمد باقر الحكيم في بريطانيا الدكتور حامد البياتي ل"الحياة" انه التقى امس وفداً من الكونغرس يضم خمس شخصيات. واوضح ان الحكيم تلقى اخيراً رسالة من نائب وزير الدفاع الاميركي بول وولفوفيتز تنوه بموقف "المجلس الاعلى" من المؤتمر الموسع والمشاركة فيه. واعربت مصادر في المعارضة عن ثقتها بعقد المؤتمر في العاصمة البريطانية بين 10 و15 كانون الاول ديسمبر المقبل، بعدما نجحت مساعي وفد اميركي التقى شخصيات معارضة في لندن، في تذليل الخلاف على توسيع المشاركة في المؤتمر. واشارت الى ان الوفد اصر على عقد مؤتمر واحد وليس اثنين، احدهما ل"الجمعية الوطنية" ل"المؤتمر الوطني العراقي"، كما اكد رفضه اعلان حكومة موقتة في هذه المرحلة. وعما نشر حول خطط واشنطن لتنصيب حكم عسكري في بغداد برئاسة جنرال اميركي بعد غزو العراق، وسط مخاوف قياديين في المعارضة من فوضى وصدامات طائفية، اذا اطاح الغزو النظام في بغداد من دون تعاون مع المعارضة، قالت المصادر: "كل ما تردد من تسريبات لم يطرحه الاميركيون في لقاءاتهم مع قادة المعارضة وقد يندرج في اطار ضغوط نفسية لتوحيد الفصائل والتنظيمات وراء هدف واحد". ونبّهت الى ان "احداً في العراق لا يمكنه ان يقبل بحكم عسكري او اجنبي للبلد، كما لا يمكن تجاوز المعارضة السياسية او تهميشها في عملية التغيير واعادة البناء". الى ذلك استبعدت المصادر اي تمويل اميركي للمؤتمر الموسع الذي "يجب ان يحدد تصوراً لعراق المستقبل بعيداً عن اي تدخلات او ضغوط خارجية".