عندما يقع الشاب والفتاة في الحب تغمرهما السعادة الممزوجة بالانتظار واللهفة، ويعيشان لحظات عامرة بأحاسيس لا يمكن التعبير عنها في شكل كامل. يبنيان أحلاماً لا حدود لها ويتصوران العالم مكاناً مخصصاً لفرحهما. تختفي الحدود وتزول اسباب القهر والعذاب والمعاناة بقدرة قادر. غير ان العواطف قد تتغير والظروف قد تتبدل والمفاهيم قد تختلف وكذلك تفرض النظرة الى الواقع نفسها من دون اغفال الطبيعة البشرية التي ليست مفطورة على الخير فقط، فيحل الخلاف ويتبعه الافتراق ويعاني المحب عذاباً يساوي، وربما يفوق، ما تمتع به من سعادة. عن الحب... والانفصال استطلاع الآراء هذا: يقول خالد زيد 27 عاماً: "عندما تعرفت اليها شعرت بفرح لم يشعر احد به قبلي او بعدي، وكان حزني ايضاً عندما افترقنا حزناً لم يتذوقه احد، ولذلك قررت عدم الوقوع في الحب مرة ثانية، فنظرية الحب الابدي كاذبة اخترعها البشر ليخدعوا انفسهم، لأنني صرت متأكداً تماماً ان الحب لا يدوم طوال العمر. كانت حبيبتي واعية ولطيفة تمتلك ذهناً متفتحاً وذات روح طيبة جميلة، وجذابة، ولا استطيع الا ان اتمنى لها الآن الحياة الجميلة والهادئة". تتنهد بتول زغلول 22 عاماً وهي مغمضة العينين وتقول: "عندما احببته، كان حبي له صادقاً كاشراقة الشمس، لم يكن اول انسان في حياتي، تعرفت قبله الى الكثير، الا ان حبه اضاء الدنيا امام عيني، وجعلني اشعر بأن للحياة لوناً آخر لا يراه الا المحبون، حبه ملأ الجو بعطره وعبيره، وبأزهاره وألوانه المختلفة، كنتُ كلما ألقاه اشعر بأن قلبي يكاد ينفطر ليطير بجناحين بيضاوين في السماء الزرقاء. احلامي كثرت، صرت احس بأنني اعيش في دنيا اخرى مختلفة عن دنياي تماماً، وكان حظي جميلاً جداً، فالشاب الذي احبه يحبني، بمقدار ما احبه تماماً، الا ان الرياح لا تجري دوماً كما تهوى السفينة، لم تكن فتاته الجديدة اذكى ولا حتى اجمل مني، لكنه اختارها في النهاية وتركني". تمسكت نورس الطهراوي طالبة صف عاشر اعدادي عن الكلام، ولم تشعر في البداية بالرغبة بقول اي شيء، الا انها وبعد دقائق، اخذت نفساً عميقاً، وقالت: "أحسست بالسعادة الشديدة، وصرت ارغب برؤيته كل يوم، وصار ينتابني احساس بالخوف عليه من ان يتعرض له احد فيضربه وخصوصاً ان اهلي عارضوا حبي له، كنت انتظر موعدي معه بفارغ الصبر. لكن مشاعري اخذت بالتغير بعد ثلاثة اشهر لأنني مللته ومللت طريقته بالتعامل معي، وجبنه. فهو ذو شخصية ضعيفة جداً، يخاف من غضب الآخرين ويعمل حساباً للجميع، كما ان مناخ بيتنا والجو المحيط بي أسهم في انفصالنا، فهناك الكثير من الشباب حولي اجمل منه، وذوو ثقافة واسعة بعكسه، فهو لا ينتمي للثقافة لا من بعيد ولا من قريب، كما ان افكاره لا تتناسب مع العصر. فهو يريدني ان ابقى دائماً في البيت، ولا يريدني ان اتعرف الى احد، ومنعني من ممارسة الكثير من الاشياء التي اشعر بأنها شيء عادي ومن حقي. الآن أحب ان ارتبط بشخص مثقف وجميل وقوي، يستطيع الدفاع عني، ويحميني، وليس من المهم بالنسبة لي ان يكون غنياً، اريده ان يكون اكبر مني بفارق بسيط من 2 الى 5 سنين مثلاً". ادارت راما داود 24 عاماً رأسها محتارة مرتبكة، وهي تفكر، ثم قالت: "عمري الآن 24 عاماً، ولكنني لم اشعر بحب حقيقي حتى الآن، فعند مقابلة اي رجل وبعد ساعة على الاقل انجذب اليه، وأفكر بسرعة بأنني عروسه، فأفكر بالبيت الجميل المملوء وروداً حمراء وبالسعادة والشمس المشرقة والى آخره... اصبحت مثل المراهقات ألجأ الى جدتي وأطلب منها ان تقص لي قصصاً قديمة حول الحب. لقد اثر عليّ الخيال كثيراً، الا ان حبي لا يدوم لأي شاب اكثر من دقائق معدودة، لكنني وبعد علاقات حب كثيرة فاشلة، صدمت بالواقع والخيال. فآلام الحب وتجاربه وعذابه لا تنسى ابداً. احببت مرة شاباً اسمر ومرة اشقر ومرة طويلاً ومرة قصيراً، احببت جميع انواع الشباب، اما الآن فقلبي يتوق لشاب واع، استقل معه بحياتي، ونصنع مستقبل باهراً معاً، شرط ان يكون جذاباً". وتعلق رغداء أبو فضة بحزن شديد 25 عاماً: "كارثة، لم يعرني اي اهتمام منذ البداية على رغم وجود علاقة بيننا، كنت احس بأنني لست اكثر من "شيء تافه" بالنسبة له، وعلى رغم هذا لم استطع تركه، كنت اتلهف دائماً للقائه، ولكنه كان يقابلني دائماً ببرودة شديدة، جعلني افكر مرات عدة بالانتحار وبالتخلص من هذه الحياة، وعندما ارتبطت بشروطه تحولت حياتي الى جحيم اكبر يوماً بعد يوم، صرت اتمنى لو انني لم اولد اطلاقاً. وأنا متوسطة الجمال... وانفصلنا اخيراً لأنه لم يحبني ابداً، ووقع في حب غيري، هي اجمل مني وأذكر عرفت مفتاح قلبه، طالما حسدتها عليه، كان قلبي يشتعل بالغيرة كلما سمعت باسمها من احدى صديقاتي، الا انني اخيراً تمكنت وبمساعدة احدى صديقاتي من الخروج من دائرته، الآن اشعر بالتحسن الكبير، وأشعر ان الحياة ابتسمت لي من جديد، صرت افكر اكثر بمستقبلي بعيداً منه، مع انني لا اخفيكم سراً، حتى الآن وبعد سنوات من انتهاء علاقتنا، ما زلت اشعر كلما سمعت باسمه او رأيته صدفة بالشارع او في مكان ما، بغصة في قلبي... وبحب الانتقام منه ومما سببه لي من آلام وأوجاع". سامر برقاوي 19 عاماً نظراً متحسراً، ثم قال: "شعرت بالسعادة الكبيرة، وكأن الشمس مشرقة دائماً، وصرت اضحك دائماً وأمزح كثيراً، وان حصلت اية مشكلات بيننا انساها فوراً، ففرحتي بها وبحضورها لا توازيها فرحة. السعادة التي كنت اشعر بها تشبه سعادتي عندما انجح في امتحان او اجتاز مصيبة او كارثة ما، الدنيا في عيني ربيع دائم، حبي لها كان يمدني بالقوة والأمل، وانفصلنا لأن عائلتها تريدها ان تتزوج من ابن تاجر كبير، وأنا فقير معدوم الحال، ومذاك صرت احس بأن حياتي فارغة من اي شيء، مملة جداً، ورؤية الشمس لم تعد تعني الكثير مثل السابق، صرت اشعر عند الايام الاولى من افتراقنا، باحساس الذي يشرب طوال الليل ويصحو صباح اليوم التالي مع كابوس مؤلم، كنت منزعجاً كثيراً، والفوضى تملأ رأسي، لا شيء واضحاً فليس من السهل ان ننسى الذكريات وبخاصة ان كانت العلاقة طويلة، فالأشياء التي كنا نفعلها معاً اعتدنا عليها، اصبح من المستحيل القيام بها من جديد". فاتن النعيمي 15 عاماً تقابل شاباً صغيراً، كانت تقوم بأشياء كثيرة، للفت انتباهه، استمرت علاقتها معه حوالى 4 أشهر، وانتهت لأنه تخلى عنها، "لا استطيع وصف المشاعر وعدد نبضات قلبي كلما رأيته، كان يشكل لي لغزاً غامضاً، بضحكته المتزنة وبصمته الرائع، وبابتسامته النفاذة، لم يكن ذا جمال كبير، الا ان عينيه كانتا تحملان بداخلهما كلاماً كثيراً، وسحراً غريباً... لكن السعادة لا يمكن ابداً ان تستمر". بيلار. ع 24 عاماً وضعت يدها على وجهها خجلة من ان يكتشف قصتها احد، وبعد هذا قالت: "عرفته عندما كان عمري 21 عاماً، كان جميلاً، اسمر اللون، ناعم الملامح، طويل القامة، عيناه سواداوان فيهما نظرة حزن جذبني اليه اسلوبه في الكلام، وحديثه اللطيف والرقيق، ونظراته المملوءة بالحب والحنان، التي كانت تبوح لي بمدى حبه لي وقوته، كلما اراه تأخذ دقات قلبي بالتسارع، وأشعر بالفرح، رأيت فيه خلاصاً من كل هموم حياتي، والأمل الذي سينقذني مما انا فيه، وأحببته بكل جوارحي وبكل صدق، الا ان علاقتنا انتهت بالفشل، لأنه تخلى عني، مدعياً ان ظروفه صعبة جداً، على رغم انني ابديت استعدادي لتحمل الظروف مهما كانت وللتعاون معاً، لكنني فشلت في اقناعه... الآن وبعد مرور سنتين على هذه العلاقة، لا اعرف ان احدد من منا كان على خطأ ومن كان على صواب، لأنني وبعد هذه الفترة صرت اجد له الاعذار وسامحته، ولكن المشكلة انني حتى الآن، لا استطيع ان انسى الجرح الذي سببه لي". بشرى موسى 26 عاماً استمرت علاقتهما نحو 3 سنوات، وانفصلا لأنه ارادها ان تغير من طبيعتها وأفكارها وأسلوبها في الحياة: "خفت عندما تعرفت اليه من غضب اهلي، كان يلاحقني مثل ظلي، حيثما التفت اسمع صوته في اذني، وعندما لا اسمع صوته او ارى ظله، انظر حولي يميناً ويساراً حتى اجده، اعتدت عندما يكون بينا موعد، الوقوف امام المرآة لساعات عدة، اجمل نفسي وأضع كل ما من شأنه ان يجعلني اجمل فتاة بنظره، كان يحبني كثيراً وكنت احبه اكثر، لكننا بعد مدة انفصلنا، تذكرت كم كان اهمالي يزعجه ويجعله حانقاً عليّ، كان دائماً يطلب مني التغيير، وعندما حاولت ان اغير نفسي كنت متأخرة جداً...". محمود الشلبي 18 عاماً: "أحببنا بعضنا بسهولة، كانت قلوبنا ترق وتتلوع للحديث مع بعضها، طالما رغبت يداي بوضع نفسها على شعرها الاسود الطويل المنزلق دائماً على ظهرها، كانت لها عنيان تتكلمات بعذوبة وصدق، وجهها مضيء كوجه القمر. كانت جميلة جداً، الا انها لم تستطع فهمي، ولا استطع استيعابها، لم يدم حبنا طويلاً، فكلانا ادرك عدم جدوى اتمام ما بدأ بيننا، فتفاهمنا وتركنا بعضنا بسلام وبسهولة ايضاً". تعبر سمية الحلاق 19 عاماً عن غضبها وحنقها قائلة: "يراقبني ويتعقبني دائماً ويحاول التجسس عليّ إن جاءت الى بيتي احدى صديقاتي او احد افراد اسرتي، وأنا لا استطيع ان ارد عليه، او حتى ان اوجه له اي ملاحظات، فهذا قد يؤدي الى نشوب خلاف بيني وبينه، وقد يخبر اهلي بعلاقتنا إن اغضبته، كنت اشعر بأنه كان دائماً يريد ان يستغلني، فهو لا يحبني كما يحب جسدي، كان كابوساً ثقيلاً على حياتي، لم اشعر ابداً معه بالأمان، كنت اشعر منذ البداية انه يريد مني شيئاً ما، ومن ثم سيتركني، وكنت افكر دائماً بكيفية التخلص منه ومما يسببه لي من ازعاج، الا ان جاء يوماً وأخبرت اخي بكل شيء، واحتملت ما نتج من عقوبات، ولكني كنت سعيدة فعلاً بأنني تخلصت اخيراً من ذلك الشيء...".