أنا امرأة متزوجة منذ سبع سنوات تقريبا، أعاني منذ فترة طويلة بما يشبه الطلاق العاطفي بيني وبين زوجي، لا نتحدث إلا للضرورة بلا حب بلا أي مشاعر، حاولت تحسين هذه العلاقة ولكن بلا فائدة، المهم أني صرت لا أهتم كثيراً.. لي طفلان هما كل حياتي، أحبهما كثيرا وأرغب بأن يعيشا حياة جميلة، وأن أربيهم أحسن تربية، ولكني أشعر أني مقصرة، ودائما ينتابني شعور بالذنب تجاههم أصرخ فيهم أحيانًا كثيرة، وما ألبث أن أشعر بقسوتي أضربهم وأكاد أجن بعدها لأني شعرت أني قسوت عليهم.. صرت أكره نفسي وبيتي، وأشعر أن علاقتي بأبيهم هي السبب في كل شيء فهو غير متعاون أبداً، ومتسيب لأبعد الحدود، حتى إنهم لا يعطونه أي اعتبار رغم أنه لا يتواجد إلا آخر اليوم بحكم عمله، ومع هذا لا يهابونه، أشعر بارتياح كبير إذا ابتعدت عنه لفترة، وأشعر أن نفسيتي تستقر وحتى أطفالي أشعر أنهم مستقرون حين نكون بعيداً عنه كبعض الأيام التي أقضيها في منزل أبي.. والمشكلة التي تؤرقني أكثر أن ابني الذي بلغ طور المراهقة تغيرت أحواله فأصبح لا يعود البيت إلا متأخراً .. وتدهور مستواه الدراسي .. فعندما طرحت الأمر على والده لم يعرني اهتماماً .. وكان يقول لي إن المراهقة هكذا .. لم يعجبني هذا الكلام .. فأخذت أدعو الله أن يتوب عليه وأن يعدي هذه المرحلة بخير .. وفي رمضان جاءني ابني وأخطرني أنهم في المدرسة ينظمون لأداء العمرة .. فرحت من كل قلبي وتأكدت أن الله قد استجاب لدعائي .. والحمد لله عندما عاد من العمرة عاد إنساناً آخر. لقد ضللت طريقي بذاتي، وبتقصير مني، ولم أنجح في العودة إلى ما كنت عليه، كنت كالذين ارتدوا عن دينهم – والعياذ بالله - فقد كنت أحافظ على صلاة الفجر، وقراءة القرآن، والاستماع إلى المحاضرات، وقراءة الكتب الإسلامية، والآن - بسبب ظروف نفسية، وضغوط قوية، واحتياجات غريزية - ضللت طريقي، ودعوت الله كثيراً أن يرجعني إلى ما كنت عليه... فأنا أعاني من الفراغ والوحدة والملل والروتين والضغوط والفشل، فكل هذه الأسباب وراء عجزي عن العودة إلى ما كنت عليه.