يواجه زعيم "الجبهة الوطنية الفرنسية" اليمين المتطرف جان ماري لوبن، تهديداً فعلياً، بعدم تمكّنه من خوض انتخابات الرئاسة المقبلة، بعدما تعذّر عليه حتى الآن جمع تواقيع 500 عضو منتخب لترشيحه، وفقاً لما ينصّ عليه الدستور الفرنسي. واعتبر لوبن ان خروجه المحتمل من السباق الرئاسي هو نتيجة "مؤامرة فعلية" مدبّرة ضده، من جانب انصار الرئيس جاك شيراك، الذين يضغطون، على حدّ قوله، على أعضاء المجالس الفرنسية المختلفة، محلية واقليمية وبلدية للحؤول دون توقيعهم على ترشيحه. واتهم لوبن في تصريح الى احدى الاذاعات الفرنسية شيراك بدعم ترشيح رئيس "الحركة الوطنية الجمهورية" برونو ميغريه المنشق عنه، وبمنعه من الحصول على التواقيع اللازمة لترشيح نفسه. وأوضح ان مرد ذلك الى أن "الأوامر المعطاة تقضي باعطاء التواقيع الى عدد من صغار المرشحين الذين سيدعون ناخبيهم الى الادلاء بأصواتهم لمصلحة شيراك في الدورة الانتخابية الثانية". ويحتاج لوبن الى 120 توقيعاً اضافة الى التواقيع المتوافرة لديه لتأكيد ترشيحه لدى المجلس الدستوري الفرنسي، بعدما عدل عدد من اعضاء المجالس المنتخبة عن التوقيع خشية اعتبارهم مؤيدين لسياسته العنصرية، خصوصاً ان اسماءهم ستنشر في الجريدة الرسمية. وعلى رغم الصعوبة التي يواجهها يتصرّف لوبن وكأنه مرشح فعلي، اذ قال في تصريحه انه "لم يكن ابداً مستاء من المهاجرين" ولكنه يدين "سياسة اليمين واليسار على حدّ سواء في مجال الهجرة". ورأى ان معالجة التدهور الأمني القائم في فرنسا تتطلب "اعلان حال طوارئ" على مستوى البلاد، لأنها تعاني "احتلال العصابات والمخلين بالأمن". وفي حال تعذّر عليه خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة الدورة الاولى في 21 نيسان / ابريل، فإنه عازم على خوض انتخابات سنة 2007، وأنه في غضون ذلك، سيعمل على كتابة مذكراته، التي ستؤدي على حدّ قوله الى "ارتعاد الكثيرين خوفاً" مما ستتضمنه. ويتعرّض لوبن من خلال عدم تمكنه من خوض انتخابات الرئاسة الى ضربة معنوية، ستؤثر سلباً في موقعه السياسي الذي اهتزّ بالعمق، منذ انشقاق ميغريه عنه، ما أدى الى تراجع نسبة مؤيديه من نحو 12 في المئة الى ما يراوح بين ثلاثة وأربعة في المئة. وتعكس هذه الأرقام نوعاً من الانحسار في ردود الفعل العنصرية على فرنسا، وفي الحاجة التي برزت خلال وقت من الاوقات، لدى بعض الفئات الفرنسية، الى الالتفاف حول قوة سياسية عنصرية منظّمة.