باريس - «الحياة» - أظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه أمس أن مارين ابنة زعيم «الجبهة الوطنية الفرنسية» (اليمين المتطرف) جان ماري لوبن تمكنت من تعزيز شعبيتها في أوساط ناخبي اليمين الفرنسي، عقب التصريح الذي شبهت فيه المسلمين الفرنسيين الذين يصلون في الطرقات بالاحتلال النازي. وأشار الاستطلاع الى أن شعبية لوبن بين مؤيدي اليمين قفزت من 19 في المئة في تموز (يوليو) الماضي الى 29 في المئة في الاستطلاع الأخير، وهو ما يعزز المخاوف القائمة حيالها في أوساط حزب «الاتحاد من أجل الحركة الشعبية»، اليميني الحاكم. ووسط الجدل في الوسط السياسي حول فحوى تصريح لوبن، اشار استطلاع آخر، الى أن نسبة 54 في المئة من مؤيدي اليمين الحاكم، تؤيد مقارنتها بين المصلين في الطرقات، بسبب النقص في عدد المساجد والنازيين الذين احتلوا فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية. في المقابل فإن 82 في المئة من مؤيدي اليسار الفرنسي على اختلاف اتجاهاته عبروا عن صدمتهم حيال هذا التشبيه. ومن المرجح أن تخلف لوبن والدها على رأس الجبهة الوطنية، وأن تحسم التنافس القائم بينها وبين برونو غولتيش وهو من قدامى الحرس في الجبهة، لمصلحتها خلال المؤتمر المقرر عقده الشهر المقبل، ما يمهد لخوضها انتخابات الرئاسة عام 2012. والتخوف من هذا الترشيح، لدى اليمين الحاكم مرده الى القدرة التي بدأت تثبتها على إعادة لملمة الأصوات اليمينية المتطرفة التي كان الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي انتزعها من والدها خلال الانتخابات الرئاسية الماضية من خلال التركيز على الأمن والسيطرة على الهجرة والتشدد في التعامل مع المهاجرين وصولاً الى إصدار قانون يتيح تجريد المخلين بالأمن منهم من جنسيتهم إن لم تمض على تجنيسهم عشر سنين.