عندما شكّل زعيم "الجبهة الوطنية الفرنسية" اليمين المتطرف جان ماري لوبن، لائحة مرشحيه الى الانتخابات الاوروبية، في 12 حزيران يونيو المقبل، اعتبر انه زرع فيها قنبلة سياسية. فالاسم الثاني على هذه اللائحة، التي اعلنت رسمياً اول من امس، بعد اسم لوبن نفسه، ليس سوى اسم حفيد الرئيس السابق الجنرال شارل ديغول، وهو يحمل ايضاً اسم جده الجنرال. ومن وجهة نظر لوبن، فان انضمام ديغول الحفيد الى لائحته واختياره خوض الانتخابات الاوروبية المقبلة على لائحة جبهته، دليل على عدم جدارة اليمين الفرنسي عموماً، بما فيه الديغوليون في "حزب التجمع من اجل الجمهورية". واعتبر لوبن "ان تنكر ديغول الحفيد للديغوليين، خطوة نحو تنكّر الفرنسيين لهم". لكن ما اظهرته استطلاعات الرأي يخالف هذه المراهنة، فعدد الاصوات المتوقع ان تحصل عليها لائحة لوبن في الانتخابات الاوروبية تراجع الى حوالى 6 في المئة، فيما لا تزال جبهته تعاني من ذيول الانشقاق الذي قام به معاونه السابق برونو ميغريه. وبدلاً من ان يؤدي ترشيح شارل ديغول الى جانبه، الى تفجير قنبلة سياسية في اوساط اليمين الفرنسي، فإنه فجّر مشكلة عائلية. فعقب اعلان لوبن رسمياً عن اسماء مرشحي لائحته، نشرت الصحف الفرنسية رسالة مفتوحة بتوقيع حوالى 50 شخصاً من ابناء اشقاء وشقيقات الجنرال ديغول واحفاده، يعلنون استنكارهم خطوة الحفيد. وجاء في الرسالة "لا يا سيد شارل ديغول، مرشح الجبهة الوطنية الى الانتخابات الاوروبية! ان الاسم الذي تحمله ليس ملكاً لك، وليس من حقك ان تتصرف به للدفاع عن افكار واشخاص شكّلوا على مدى نصف قرن ألد أعداء الجنرال ديغول". ووصفت الرسالة لوبن بأنه "متعاون مع النازية وعنصري ومعاد للسامية"، واكدت ان ترشيح ديغول الحفيد "اهانة وانتهاك لحياة وذكرى الجنرال ديغول ولفرنسا". لكن المنحى العائلي الذي اتخذته القضية لم يرق لديغول الحفيد، الذي عمل على تصويبه عبر اتهام قصر الاليزيه والرئيس جاك شيراك بأنهما وراء الرسالة المفتوحة الصادرة عن اسرته. وصرّح ديغول بأن ابنة الرئيس الفرنسي كلود شيراك، المسؤولة في الاليزيه، هي التي حضّت الاسرة على نشر الرسالة "خدمة للرئيس شيراك الذي لهمصلحة في زوال الجبهة القومية".