بعلبك منطقة في لبنان عامرة بالفولكلور والتراث والرقص الشعبي، والغناء المسمى ب "العتابا"، وأشهر ما تتميز به بعلبك رقصة الدبكة وهي أشهر الرقصات العربية، وقد اخذت منها الدبكة السورية والدبكة الأردنية. بعلبك هي موطن الفنان الراقص آلان الزغبي، فعلى أرضها كان خروجه الى الدنيا. عشق فنون هذه البلدة، وغناءها ورقصها، فصار محترفاً للرقص، ثم مدرباً، الى أن صار مصمماً للرقصات ليتعلق بعدها بالتمثيل. وصار الرقص والتمثيل توأم حياته الفنية. قدمه الى الجمهور اللبناني تلفزيون لبنان. وحين أراد الانطلاق عربياً طار الى هوليوود الشرق، القاهرة، ليواصل مشواره الفني ممثلاً ومدرباً لرقصات الفرقة القومية المصرية، واستعراضات عدد من الفرق المسرحية، وآخرها مسرحية "هالي بالي" التي اشترك فيها أيضاً ممثلاً. "الحياة" التقت الفنان الزغبي في القاهرة وكان هذا الحوار: إلى أي مدى ساهمت فنون بعلبك في تشكيلك الفني؟ - التقطت في البداية الغناء والرقص من عائلتي، فكان لوالدي ووالدتي صوت جميل، كانا يغنيان ويرقصان رقصة الدبكة، ككل سكان بعلبك. وعشت في هذا الجو مع عائلتي قبل أن أحياه مع فنون بعلبك. ثم التحقت بفرقة روميو لحود، ورقصت فيها حتى صرت محترفاً فمدرباً. صممت العديد من الرقصات في مهرجانات بعلبك التي كانت تقام سنوياً واشتركت ايضاً مع وديع الصافي والشحرورة صباح وكبار فناني وفنانات لبنان، وكان هذا في بداية عام 1973. كيف كان انتشارك في لبنان؟ - من خلال تلفزيون لبنان، الذي كان يعرض لي حلقات مسلسلة اسبوعياً، من برنامج "أبو ملحم"، حيث كانت بداية مشواري مع التمثيل وواصلت بعد هذا البرنامج التمثيل في مسلسلات عدة، الى جانب العمل في فرقتي الاستعراضية الى أن وقعت الحرب اللبنانية فانتقلت الى باريس مع فرقتي الاستعراضية، وعدت الى لبنان حين انتهت الحرب عام 1987. وهل أكملت مشوارك بعد عودتك الى لبنان؟ - بعد عودتي الى لبنان لم تكن الحياة الفنية كما كانت في السابق، اذ لم تعد المهرجانات والفرق الاستعراضية تقدم أعمالها كما كانت قبل الحرب. فواصلت مشوار التمثيل، ومثلت في العديد من الأفلام في لبنان، آخرها "الفتيات الراقصات" وشارك معي في البطولة المطرب اللبناني ربيع الخولي والمخرج سمير الغصيني والممثل اللبناني فؤاد شرف الدين. متى انطلقت الى القاهرة؟ وكيف؟ - بعد فيلم "الفتيات الراقصات" شعرت انه لا بد أن يكون لي وجود فني عربي، فقررت الانطلاق الى القاهرة بفرقتي الاستعراضية كبداية. وهناك أقمت حفلات كثيرة في نادي القاهرة، والاوبرا وغيرها. ثم سافرت الى دول الخليج وباريس، واستمرت رحلتي عشر سنوات عدت بعدها الى القاهرة مرة ثانية في محاولة للاستقرار، ولأنطلق من ثم وأنا واثق الخطى الى الوطن العربي، إيماناً مني بأن الفنان الذي ينجح في القاهرة في عاصمة الفن يصبح من السهل عليه بعدها التقدم والنجاح في أي بلد عربي، وقد كان ما فكرت فيه. وماذا حققت من خطوات عملية؟ - في عودتي الثانية للقاهرة فكرت في الانتاج، فأشاروا اليّ بضرورة الدخول عالم التمثيل أولاً، لأفهم اللعبة، أدخل بعدها في الإنتاج. وعلى هذا الأساس بدأت خطواتي في التلفزيون المصري، بعدما تعرفت الى المخرج جمال عبدالحميد الذي اسند لي دوراً في مسلسل "ارابيسك" من تأليف اسامة أنور عكاشة، واختارني بعدها في مسلسل "الحلم الجنوبي". ثم اشتركت مع نيللي في فوازير "ورق ورق"، واخيراً كان مسلسل "الأبطال" إخراج حسام الدين مصطفى، ومثلت فيه دور الياور لنابليون مع الفنان حسين فهمي، كما اشتركت في "عصر الأئمة" وانتهيت من مسلسل "دمي ودموعي وابتسامتي" مع الفنانة شريهان. وانتهيت من فيلم "جبر الخواطر" مع شريهان أيضاً، ودوري فيه دكتور في الجامعة أعالج بطلة الفيلم من انفصام في الشخصية. والفيلم من إخراج الراحل عاطف الطيب، وكان قد اختارني له بعدما شاهدني في "ارابيسك". وأعمالك المقبلة؟ - سأشترك في مسلسل "زيزينيا" الجزء الثاني. أين أنت على خريطة الفن في مصر؟ - لم أكن اتوقع الوصول بهذه السرعة. فمصر بحر هائج، ولو لم يكن الفنان يجيد السباحة فمن الصعب عليه الخروج منه. وأنا بحمد الله وتوفيقه استطعت أن أسبح في هذا البحر، وأحس بأني موجود في بلدي وسط أحبابي وأهلي، ولم أشعر قط بالغربة.