بدأت القاهرة بحملة للرد على معلومات اميركية عن النتائج النهائية للتحقيقات التي أجراها مجلس سلامة النقل الاميركي في سقوط طائرة شركة "مصر للطيران" في تشرين الاول اكتوبر 1999. وبدا أن الجهات المصرية قررت خوض حملة مضادة لتفادي تثبيت تهمة التسبب في الكارثة على مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي. وفيما هددت رابطة الطيارين المصريين بكشف نتائج التحقيقات التي أجرتها السلطات المصرية واظهار ما فيها من معلومات تؤكد سقوط الطائرة بسبب عيوب فنية، أصدرت "مصر للطيران" بياناً أمس استنكرت فيه "تسريب معلومات عن التحقيقات الاميركية". اعتبرت شركة "مصر للطيران" ان ما نشرته صحيفة "لوس انجليس تايمز" أول من أمس عن مسؤولية مساعد الطيار جميل البطوطي، في سقوط طائرتها من طراز "بوينغ - 767" قبالة السواحل الاميركية في نهاية تشرين الاول اكتوبر 1999، "مخالف تماماً لما جاء في مسودة التقرير النهائي الصادر عن المجلس القومي الاميركي لسلامة النقل في نيسان ابريل 2001 والذي تم الرد عليه في حينه بواسطة لجنة التحقيق الاميركية". وقال الشركة في بيان امس "ان المعلومات المعتمدة في هذا الخصوص ستظهر عند صدور التقرير النهائي رسمياً مرفقاً به تقرير لجنة التحقيق المصرية في منتصف الاسبوع المقبل". وأصدرت الرابطة المصرية للطيارين بياناً عبرت فيه عن الاستياء "من نشر معلومات غير صحيحة قبل صدور التقرير النهائي رسمياً في محاولة لتشويه الحقائق". واعتبرت ان ذلك "جاء مخالفاً لما جاء في تقرير الحقائق المعلن والذي سبق نشره في آب اغسطس 2000". وأكدت "سلامة موقف الطيار المصري الذي سيتضح عندما يتاح للجميع الاطلاع رسمياً على التقرير النهائي للمجلس القومي الاميركي لسلامة النقل وايضاً تقرير لجنة التحقيق المصرية". وكانت الصحيفة الاميركية نشرت أن المحققين الاميركيين "خلصوا الى ان البطوطي هو الذي تسبب على الارجح في سقوط الطائرة وان الحادث لم يقع بسبب مشاكل ميكانيكية او غيرها. وأوضحت الصحيفة أن اعضاء المجلس القومي "اختلفوا في شأن هل يخلصون الى أن البطوطي تصرف بطريقة متعمدة"، واضافت أن هذا الوصف "حذف فيما يبدو من التقرير وأن اعضاء المجلس اضافوا في تقريرهم النتائج التي توصل اليها المحققون المصريون والتي رجحت ان مشاكل ميكانيكية هي سبب سقوط الطائرة". ومن جهته تعهد رئيس "مصر للطيران" المهندس محمد فهيم ريان بالرد على التقرير النهائي للتحقيقات الاميركية بعد صدوره، مؤكداً ان الخطوات التي اتخذها البطوطي "تنفي تماماً تعمده سقوط الطائرة". وتساءل : "لماذا طلبت سلطات الطيران الفيديرالي الاميركية من شركة بوينغ اجراء فحوصات على اجهزة الدفع بمجموعة الذيل التي تتحكم في حركة الطائرة الى أعلى والى اسفل في بقية الطائرات" من الطراز نفسه؟. وعقد وزير الطيران المدني الجديد احمد شفيق اجتماعاً مساء أول من أمس مع فريق المحققين المصريين. وأعلن رئيس الفريق محسن المسيري ان الجانب المصري مستعد تماماً للرد على التقرير النهائي اذا كرر ما جاء في المسودة من أن البطوطي كان وحده في قمرة القيادة وهبط بالطائرة من الارتفاع الطبيعي دون سبب واضح. وقال: "إننا نرفض ايحاءات تضع مسؤولية ما حدث على البطوطي".