سادت الأوساط المصرية حالة استياء من تقرير اميركي خاص بنتائج التحقيقات في سقوط الطائرة "بوينغ" حمل مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي المسؤولية عن الكارثة. وانتقد وزير النقل المصري التقرير بشدة، فيما قررت رابطة الطيارين المصريين "فضح الأكاذيب الاميركية" في المؤتمر الدولي للطيارين الذي يبدأ أعماله في الولاياتالمتحدة الجمعة المقبل. القاهرة - "الحياة" - ردّ وزير النقل المصري الدكتور إبراهيم الدميري بعنف على ما جاء في تقرير مبدئي أصدرته جهات التحقيق الأميركية في أسباب تحطم طائرة "بوينغ" المصرية قبالة السواحل الشرقية للولايات المتحدة. واعتبر الدميري أن ما انتهى إليه التقرير من تحميل مسؤولية الحادث لمساعد قائد الطائرة جميل البطوطي وتأكيد عدم وجود أي عيب ميكانيكي "مجرد تكهنات غير مقبولة"، موضحاً أنه كلف فريق التحقيق المصري إعداد الرد الفني على ما جاء في التقرير، وأشار إلى أن الرد سيقدم الى الجانب الأميركي في غضون ستين يوماً. وتعتقد الاوساط المصرية منذ وقوع الحادث الذي قتل فيه 217 شخصا في 31 تشرين الاول اكتوبر 1999، ان جهات التحقيق الاميركية تسعي بأي طريقة الى تحميل طرف مصري المسؤولية عن الكارثة لتجنيب الأطراف الاميركية ذات الصلة مثل شركة "بوينغ" أو المطارات او السلطات الاميركية أي خسائر مادية أو معنوية قد تصيبها اذا ما تبين ان لها علاقة بتحطم الطائرة. وقال الدميري في تصريحات صحافية "كنا نأمل لأن لا يتعجل مجلس سلامة النقل الوطني الأميركي اصدار نتائج التحقيق المبدئية وأن يقوم بالرد الفني على ما طلبه الجانب المصري في شأن المعلومات عن مجموعة الذيل في الطائرة والمعلومات الخاصة بأجهزة الرادار وتحليل البصمات الصوتية داخل قمرة القيادة قبل الحادث وأثناءه". وسيشارك وفد من رابطة الطيارين المصريين في "المؤتمر الدولي للطيارين" الذي يبدأ أعماله في الولاياتالمتحدة في 27 الجاري ويستمر خمسة أيام. وقالت مصادر في الرابطة إن الوفد سيعمل على "فضح الأكاذيب الاميركية في شأن كارثة البوينغ"، وأنه سيتم عرض الأدلة المصرية على براءة البطوطي، وكذلك تجاهل الجانب الاميركي المطالب المصرية الخاصة بالتقارير الفنية للرادارات. وطلب المحققون المصريون الحصول على تحليل واف لتسجيلات الرادارات الاميركية التي تغطي المنطقة التي سقطت فيها الطائرة إلا أن الجانب الاميركي اعتبر الطلب مبالغاً فيه وأن لا قيمة لتلك المعلومات. وترى القاهرة ان محاولة إدانة البطوطي سبقت اي اجراءات عملية في التحقيقات. ورصدت وسائل إعلام مصرية تسريبات خرجت من جهات التحقيق الأميركية بعد الحادث مباشرة وقبل العثور على الصندوق الأسود للطائرة تضمنت اتهامات لطاقم القيادة بارتكاب اخطاء ادت الى سقوطها ثم تحول الامر الى اتهام مباشر للبطوطي بعدما فسر الاميركيون عبارة "توكلت على الله" التي رددها مرات عدة بعد انحدار الطائرة نحو المحيط بأنها تعني تنفيذ عزمه إسقاط الطائرة عمداً. وكانت شركة "مصر للطيران" اشارت في بيان الى ان هيئة الطيران الفيديرالية الاميركية اصدرت توصيات في آب اغسطس الماضي وآذار مارس الماضي تحذر فيه الشركات التي تستخدم طائرات "بوينغ 767" من "الحالة غير الآمنة" لأجهزة الرفع في نظام التحكم في جزء الذيل الخاص بالطائرة. وقالت الشركة المصرية إنه على رغم ان التحقيقات التي اجرتها هيئة سلامة النقل الاميركية لم تظهر وجود عيوب ميكانيكية في حادثتي بيتسبرغ في ايلول سبتمبر 94 وكولورادو في آذار مارس 1991 إلا أن الهيئة توصلت الى أن دفة نظام التحكم في جزء الذيل تسببت في الحادثتين.