} سادت حالة من الغضب الأوساط الرسمية والشعبية في مصر احتجاجا على ما جاء في تقرير أعدته السلطات الاميركية المختصة بالتحقيق في ملابسات حادث سقوط طائرة شركة "مصر للطيران" قبالة السواحل الشرقية الاميركية، الذي جدد تأكيد عدم وجود أي خلل ميكانيكي في الطائرة محملاً مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي المسؤولية عن سقوطها على رغم انه تجنب استخدام كلمة "انتحار". وأصدرت شركة "مصر للطيران" بياناً اكدت فيه عدم صحة ما جاء في التقرير الاميركي وشددت على تمسك الشركة بوجهة نظرها في وجود عيوب ميكانيكية في اجهزة الرفع في طائرات "بوينغ 767". عادت حادثة سقوط طائرة شركة "مصر للطيران" قبالة السواحل الشرقية الاميركية يوم 31 تشرين الاول اكتوبر 1999 التي كان على متنها 217 شخصاً في رحلتها الرقم 990 من نيويورك الى القاهرة لتفرض نفسها على الاوساط المصرية بعد ما تحقق ما كانت تخشى منه، إذ تمسك التقرير المبدئي الذي أعدته أجهزة التحقيق الاميركية وتسلمته الحكومة المصرية أمس، بوجهة النظر الاميركية التي تقوم على أن الطائرة أسقطت عمداً بواسطة مساعد قائد الطائرة جميل البطوطي. ويحق لشركة "مصر للطيران" ان ترد على ما جاء في التقرير في غضون ستين يوماً. وكان وفد مصري موجود حالياً في واشنطن تسلم التقرير امس ضم الطيارين محسن المسيري وشاكر قلادة. وأكد التقرير أن البطوطي "هو الذي دفع الطائرة الى رحلة السقوط في المحيط الاطلسي وانه لا توجد اي ادلة تشير الى أن عيباً فنياً تسبب في سقوط الطائرة". وتفادى التقرير استخدام كلمة "انتحار" ولم يتعرض للدوافع وراء إسقاط الطائرة المنكوبة عمداً لحساسية الامر بالنسبة الى الجانب المصري. واشار الى ان شريط التسجيل الخاص ببيانات الطائرة "لا يتضمن اي اشارة الى وجود عيوب بأنظمة الرفع". ونقلت "وكالة انباء الشرق الاوسط" المصرية عن المتحدث باسم هيئة سلامة النقل الاميركية كيث هولواي نفيه وجود علاقة بين تأخر تسليم التقرير للحكومة المصرية بعد ان كان مقررا تقديمه في نهاية اذار مارس الماضي وبين اكتشاف مشاكل في انظمة الرفع في طائرة شركة "اميركان يونايتيد" من طراز "بوينغ 767" لدى هبوطها في مطار شارل ديغول في نهاية الشهر الماضي. وقال إن التأخير لم يكن "سوى جزء من عملية التحقيق"، مشيراً الى انه لم يتم الإعلان عن موعد محدد لتقديم التقرير للجانب المصري. وأصدرت شركة "مصر للطيران" بياناً أمس اعتبرت فيه ان التحقيقات الخاصة بالطائرة المصرية والمشاكل الاخرى التي تعرضت لها الطائرات من طراز "بوينغ 767" "تثير تساؤلات عدة في شأن مدى الثقة في انظمة الرفع بتلك الطائرة التي تتحكم في الصعود والهبوط". واورد البيان أمثلة لتلك المشاكل منها ما حدث لطائرة شركة "بان اميركان" التي واجهت صعوبات لدى الهبوط في باريس بسبب تصلب انظمة الرفع، وطائرة الخطوط الجوية البحرينية التي انفصلت فيها مسامير او مثبتات اجهزة الرفع، وحوادث مماثلة اخرى سجلتها رحلات الخطوط الجوية المكسيكية لطائرات "بوينغ 767". واوضح البيان ان تلك الامثلة "يجب الاعتداد بها لدى هيئة سلامة النقل الاميركية وشركة بوينغ لإجراء مزيد من الفحوص لأنظمة التحكم في الطيران". واشار الى ان هيئة الطيران الفيديرالية الاميركية "اصدرت توصيات في آب اغسطس من العام الماضي وآذار مارس من العام الجاري تحذر فيها الشركات التي تستخدم طائرات بوينغ 767 من "الحالة غير الآمنة" لأجهزة الرفع بنظام التحكم في جزء الذيل من الطائرة. واضاف البيان :"على رغم ان التحقيقات التي اجرتها هيئة سلامة النقل الاميركية لم تظهر وجود عيوب ميكانيكية في حادثي بيتسبرغ في ايلول سبتمبر 1994 وكولورادو في آذار مارس 1991 الا ان الهيئة توصلت الى انه في الحالتين تسببت دفة نظم التحكم في جزء الذيل في الحادثتين". واضاف "نتيجة لذلك أعيد تصميم نظام التحكم في بوينغ 767"، موضحاً ان احتمال وجود عيب خطير في اجهزة الرفع فيها "يستحق الدرجة ذاتها من الفحص والتحليل". وشدد البيان على ان صناعة الطيران "مدينة لأسر ضحايا حادث طائرة مصر للطيران ولمستخدمي الطائرات عموماً بمعرفة الاسباب الحقيقية لتلك المأساة لضمان عدم تكرارها".